مسافات العمر فيك
تنهار
يا عمرا ضاربا في
الكبرياء..
يا حرجا موشوما في
ذاكرة التاريخ
المدجج بالأنا
الرافض لكينونتي
فيك مني ما تبقى من
ملامحي وقيت
الغسق
الراكع في صمت ليلي
تكسرت باقة الألم على
وجه يشبهني
لحيظة الضجر
تسقيني الأيام مرارتها...
مجرد شاعر!
شاعر عبقري
شاعر مجنون
شاعر تافه
مجرد شاعر
يرى الليل من خرم إبرةٍ
ويحبس الزمن- على الطاولةِ- إلى جواره فى أنبوبة غازْ
شاعر ذو مزايا مزدوجة
يعمل بائعًا للأبقار بالنهارْ
وفى الليل يكنس النجوم من على طاولات المقاهي
ربما
لا ينال شيئًا من هذه الحياة
بعد أن صارت مثل بهيمةٍ لا تعنيه أصلاً فى...
رغم بعدك الجغرافي
مع هذا
أشعر دائما أن وجودك الكبير
في قلبي
هو وحده
من يملأ الكلمات
بالمعاني
ويعطي للأشياء دلالات أخرى
فتصير الغيمة
شجرة
عطرك
حديقة ياسمين
ضحكتك موسيقى
وقبلتك نهر عسل
رغم بعدك الجغرافي
وحدك من يشغلني
عن القراءة
وها أنا
كلما فتحت كتابا
اتركه
وأقرأ أسفار مفاتنك
وحدك من يشغلني
عن...
تخيفني الساعة بعقاربها
لا أقصد الأخيرة
من عمر العالم
لقد عاش طويلا
هذا المعتوه
ولينكب على رأسه
في بحر العدم
ساعة انتظارك حبيبتي
عقاربها
لا تخطئ اللدغ
وانت
تأخرت كثيرا
انا عبرت الخمسين
أجمل أيامي ضاعت في الحروب
وانت في أول مشمشك
عيناك تفوحان برائحة الليل
وصدرك
مازال ينازعه القميص
شهقة الانتصاب
في...
مذياع
أنا مذياع عتيق وكامل من الأغاني القديمة،
امرأة قروية على جانب النهر والغابة
هذه الرغبة العميقة في الغناء تتزايد
حيث تبدأ عيناك!
النافذة التي شاهدت فيها النهر يأتي ويتراجع
وقوارب الصيادين المتموِّجة
الطيور وغروب الشمس
حتى رائحة الطفولة الحلوة،
قبل أن تاتي القبيلة والحرب!
حنين
أفتح خزانة...
عودة
تلك المرأة الجميلة
الممزقة الثياب
نصف عارية
مبتلة بالماء البارد
والملقاة على الرمل الناعم
والتى رفضت العودة الى البحر
لا تستحق هذه الوحدة
الممر الأخير
تلك الظلال القديمة
للمرأة المصلوبة
على اعمدة خشبية
بعد الخطيئة
تتأرجح بين
الحياة والموت
تعانق ضوء شمعة خافت
فى اخر ممر
للدير المهجور
*...
في يوم الجمعة
يوم الغوطةِ
يوم عناق الأشجارْ
عربات الخيلِ
وسيارات الخدمةِ
وترامواي القصاع ودوما
في أحلى مشوار
في يوم الجمعةِ
يوم دمشقَ
وقد خرجتْ
في عرس الغوطةِ
كي تتزوج من آذارْ
او لتصلّي
لإلهٍ يعشق زهر أللوزِ
وهسهسةَ الماء الثرثارْ
?
لكنّ جدار الخوف طغا
من سبع سنين
على الزوّارْ
صدّ العشّاقَ...
كسّر البرق بللوره في الأعالي
وافلت من دغله نمر طائش اللونِ
رنّت على ظهره فضةُ الليل والرغبةِ الغامضه
كأنّ الصواعقَ تعدو على جسمه وهو يعدو ويعدو ويعدو
ويعلو عن الارض
حتى لَيوشِكَ ان يشغلَ الجاذبيةَ عن شُغلِها
لحظةً
ثم يرقى الى ما يشاءُ الخَيالْ
هذه شهوتى للتى اشتهيها بخمس حواسٍ
ولكنها لا تُنالْ...
تَبارك حسن لَيلى إن لَيلى = كعابٌ شعرها الذهب المذابُ
عيون تفتن الألبابَ سودٌ = ووجه منه يندفق الشباب
لَقَد أَرسلت عَن بعد كتاباً = إلى لَيلى فَما رجع الجواب
فَما أَدري أَليلى لَم ترد أَن = تجيب عليه أَم ضاع الكِتاب
وَلَم أَر مثل لَيلى في حَياتي = فَتاة لا يمل لها جناب
يريد الحسن من لَيلى سفوراً...
إلى رفيقي الثائر الصامت ظافر
يا رفيقي
أيها المنسل من غيظ الشوارع
أيها المزروع في جمجمة الرفض قصيدة
أنت لم تكتب عن الثورة آلاف المقاطع
لم يطرز ثوب أفكارك تجار العقيدة
بصمات الرفض في وجهك ما زورها شارٍ وبائع
كبرياء الزمن الغاضب في عينيك فكر وشرائع
حدَّثوني، في اللقاءات الجليلة
عن أصول العمل...
لا تسخروا منى يا أبناء الكلاب والقطط
فحياتنا الوسخة هذه لا تشبه إلا غرفة إنعاشٍ
أو بصلةً مدوِّدة!!
كلماتنا، التى كنا نحسبها مقدسةً
أو شبه مقدسةٍ
لا تصلح لإيواء فردة حذاء فوق سطح زريبة خنازيرْ
فقط
نتوقف تحت الأرصفة الغائبة عن الوعي
وأمام المستشفيات العمومية
من أجل أن نتقاتل على حفنةٍ من الهواء...