هنا تحتَ أهدابِكِ أيّتها الرّيح، وأنتِ تُفكّكين دواليب الظّهيرة، وتَنثُرينَ المفاتيح على صدْر الميِّت، حيث ينضُجُ الصَّمْت، ثم يَنْسَلُّ ثَخينا إلى خياشيمنا.
تحت أهدابكِ، تَخلَّصنا من خُطانا الفائضةِ عمَّا تُحبِّذُه الطُّرُقات، ومن الصَّدَأ العالق بسِجلاَّتِ أنفاسنا. وَأَدْنا النّغمات التي...
هذا خيالك قد بَرَح ... نسي المحبة وانتزح
وهجرت أحلامي فلا ... طيف يزور ولا شبح
فكأن قلبي من كؤو ... س هواك يوماً ما اصطبح
وكأن روحي في سما ... ئك يا فتاتي ما سبح
وكأس روض غرامنا ... بشذى الأزاهر ما نفح
وكأن بلبل حبنا ... بين الجوانح ما صدح
لم يبق بعدك يا فتا ... تي اليوم حزن أو ترح
ألفيت فيك...
(1) دمٌ وجذور
تأمل ذلك الضرس المخلوع،
إنه يئز ويؤلمك عند خروجه في كماشة الطبيب.
سيترك فجوة في مكانه.
كانت جذوره فيك، ودمك كان فيه.
لا تحزن على عدم استقامة صف الأضراس،
وابتسم لدمك الذى يغذي الأضراس الضاربة في العمق.
(2) الشارع
أنت أيها الوحيد المتفرد،
يا من تنهشه الغربة بأسنانها الصدئة.
هل نظرت...
كنا نتصافح في الحلم كصديقين
أجهدهما طول الطريق
نتكئ على بعضنا
ونشحذ ما تبقى لنا من عزيمة
حين تحاصرنا القصائد المتوحشة
ويشبّ على رؤوس أصابعنا الحريق
يغزونا تعب الأقدمين
فنرمم بقايانا
ونهبُّ من موتنا واقفين
نرفع قصائدنا ملاذات بوجه الريح
ونزرع في جباه احفادنا القادمين
غضب السيول الثائرة
وسموات من...
سبعة كُهّانٍ من أور..
سبعة حُكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ
النيرانُ تُحاصرهم في فردوسِ الوطنِ المغدورْ
يَطردهم وحشُ العتمة... من حقلِ النورْ
...السومريون أَفاقوا من سَماديرِ الرؤى ..
فانفتحت على جَحيم العالم السفليِّ... ألفُ بابْ وجاءَ رَبُّ الجُنْدِ من ممالكِ الحقد..
إلى أوروك...
هذا المساءُ طفلٌ تأوه جائعاً
وحنين الحاضرين حليبه
وحنين الحاضرين حضن أمه
وأنا والطفل تائهان
ربما نكون هنا الآن
ربما لا نكون
ربما نحن في البلاد
ربما نحن مع البلاد
سيصير منطقياً ما أقول لو عرفنا ما البلاد
رائحة الخبز؟ لذعة الزيتون؟ وجه فنجان القهوة؟ أمك؟ حقل الزعتر؟
لا يا صغيري
البلد يا طفلي سجنٌ...
كان ثمّة خفْقُ أجنحة
يتناهى إليّ من حديقة تتمدّد فيها فتاة
على مصطبة
الفتاة كانت رفيقةً لي في قسم ما
بالابتدائيّ
وفي تلك الأيّام البعيدة
كانت قد أُصِيبت بالنّحول بسبب
أوراق ميّتة سقطت ذات خريف
على ركبتيها
ثُمّ التقيتُها بعد ذلك بزمن
في محطّة قِطار
وقد كانتْ تدخّن كثيرًا
وقالت إنّها في طور...
خمسة جنيهات
أحاول أن أحبكِ بخمسة جنيهاتٍ في جيبي
سأشتري بأول جنيه
زهرةً من بائع الزهور تحت الكوبري
و سأنسي حديثَ أمي
عن أن الزهور
تقليدٌ رديءٌ ( لكيلو الجوافة).
> > >
بالجنيه الثاني
سأشتري سيجارتين ( فرط)
أكسرُ واحدةً لأنك تكرهين التدخين
و أحتفظ بواحدةٍ
لأكرهكِ.
> > >
جنيهٌ آخر
سأضعُه في حِجر...