امتدادات أدبية

من أين يجيء الحزن إليَّ وأنتِ معي من أين يجيء? قنديل مختنق الأنفاس يضيء يبكي وسْط متاهات الليل, يتسلق قامته ظلٌّ رجراج يتمدد, يكبر, يفترش الصحراءَ .. يدبُّ الدودُ الزاحف تحت عباءته السوداء .. يُعشعِش في أحداق المصلوبين على أحلام التاج أيقونات حمراء بلون الدمْ ولها رائحة الدمْ يتمدد ظل الموتِ...
لك أن ترقص في السجن وأن تحتل في الردهة ظلك لك أن تسرح في الداخل والطيرُ ببابكْ لك أن تسأل عنا في صباحك ومسائك لك أن ترسمنا فوق جداركْ لك أن تحملنا ليلاً على صهوةِ جدران كتابك لك أن تتركنا حيناً وتذهب لرفاقكْ لك أن تهجر شُطآن عذابك لك أن تخرج من نافذةِ الليل وأن تبحر في ماء بلادك لك أن ترسم في...
أي سيرة حياة ذاتية يخفيها الشخص بداخله تشبه مشيته؛ وربما مشية شخص مثلي ناشزة وتشبه كينونة رجل آخر يسير في الاتجاه المعاكس لوجهتي. ولا بُدَّ أنني الرجل الوحيد في هذه الدنيا الذي فَارِقُ العمر بينه وبين والده يساوي سبع سنوات فقط. هذا لأنَّ أبي كان طفلاً سميناً وشهوانياً فنضج قبل الأوان الطبيعي...
تجاوز فهيم عبد الجواد الخامسة والأربعين ولا يزال عزباً. فكم من مرة نصحته أمه في شبابه أن يدخر عندها كل يوم خمسة قروش فلا تمضي أربع سنوات أو خمس إلا وتكون قد جمعت له مهر العروس. . . لكنه كان يقابل رأيها هذا بابتسامة ساخرة ويقول لها: حسن، هاك نصف جنيه عن عشرة أيام! فينساها، وتنسى أمه مسألة الادخار...
مجلة الرسالة - العدد 835 بتاريخ: 04 - 07 - 1949 33 - ص49 يقول ابن قتيبة: (وحدثني محمد بن خالد ابن خداشْ، عن سالم بن قتيبة قال: حدثنا حمزة الزيات. . .) والصواب (. . عن سلم بن قتيبة. . .) وهو سلم بن قتيبة الشعيري - بفتح المعجمة وكسر العين - أبو قتيبة الخراساني نزيل البصرة. قال ابن أبي عاصم: مات...
سأقص حديثاً عجيباً. من شاء يصدقه فأني اشكر مع تقديري انه إما يصدقني لاعتقادي أنني لا اكذب، وإما إذا شاء أحد أن يكذبني فله ان يفعل وهو معذور. فان الناس لا يصدقون مايرونه بأعينهم، ولا سبيل إلى ان أريهم ما رأيت، وقد آثرت أن إذكر في حديثي هذا كل الأسماء على حقيقتها حتى إذا عرف أحد بعض هذه الأسماء...
مَنْ يأمرني أن أبسط كفيّ أو أقبضها من يملأ رأسي بالأوهامِ و بعد قليلٍ يطردها و يطهّر جُمجمتي منها و يقول إذن أنت الفاعلُ و المفعولُ به و أصدّقُهُ معتزاً بدماغي القادرِ أن يخلقَ من لا شيء الأشياء جميعاً من يعشق عنّي أو يكرهُ ثم يُحرضني أن أفعلَ ما فَعَلَ فأومنُ أني العاشقُ أصلاً و الكارهُ حقّاً...
كلّما يحين الخيال أصلّي استسقاءً، أتلعثم بالعسل، و تلحق بي شياطين الشعر تحييني. ××× في هذي الروح شيطنة لا تستكين تودي بي للنور الأكيد. ××× لا تُستباح أرضي بالسهولة التي تظن، مستعمرة هي للشعر منذ البدء . ××× بحلّةِ خريفها الكامد تبقى المدن تنتظر طلوع من نحب لتبدأ ربيعها بكرنفال الورد. ××× إن...
تحدث لي أشياء غامضة هذه الأيّام، أفسّرها أحيانا بأنها حجّة الخيال على ملكيّته لرأسي وأفسّرها أحيانًا أخرى بأنها خيانة الواقع لمداركي العقليّة. البارحة مثلاً، أردت النّوم على الرصيف، فطرقت بابًا مرسومًا على جدار لكنهم فتحوا لي وحين سألتهم: كيف؟ أجابوني: لأنّ.. فلم أشأ أن ألحّ في السّؤال حتى لا...
سأموتُ من وَلَهْ... أموتُ سأموت حقًا، لا مجازا ثُمّ يطويني السُّكوتُ سيسيرُ خلف النّعش أصحاب قليلّ سوف يمشي أدعياءُ وكاذبُونْ سيقول نُقّادّ كلاما غامضا.. ليُوفّرُوا ثمنا لكبش العيد حتّى يفرح الأطفالُ سيهبُّ أكثر من مذيع فاشل ليبُثّ صوتي عبر حشرجة المساء ستُعيدُ بعضُ صحائفْ نشرَ القديمً من...
تعتبر الفكاهة من المواضيع القريبة إلى النفس لا يخلو منها مجتمع ولا تستغني عنها حضارة، فمختلف الآداب احتفلت بما من شأنه أن يجعل الحياة ضاحكة وجديرة بأن تعاش، بعيدا عن أحزان الوجود وهاجس السفر الحتمي إلى ما لا رجوع منه فكان البحث عن الابتسامة شعارا يسعى إلى تحقيقه كلّ راغب في الاحتفال بالحياة...
2- هل يمكن الحديث عن " عقدة الفلسطيني " ؟ : ربما تكون هي المرَّة الأولى التي تُستخدَم فيها عبارة " عقدة الفلسطيني " بالمفهوم الفكري- النفسي، حيث أرمي من خلالها إلى توضيح موقف يسلَّط فيه الضوء على بؤرة التوتر النفسية التي يعيشها الفلسطيني، ومنذ ما يُسمَّى بـ" النكبة 1948 " وهي اختلاق إيديولوجي...
أومأ للرُّوح أن ترْتدِي ضوْءَ عُمْره فارتدّ منها الضِّياء سوّتِ الرُّوحُ أجْنحةَ السّفرِ السّرْمَديِّ رأيْنا خُطاه تُفتْفِتُ أشْلاءها وتشقّ غبارَ المجرّات و الدّربَ ....ينشقُّ من .......وقْــْــــ .ـــــــــعِـ .. هـــــــــــــا رأيْناه لمّا تسلّقَ أعْلى المسالِكِ ركْضًا على الهُدبِ حتى...
الآن يستعد العالم العربي للاحتفال بالعيد الألفي للفيلسوف الشاعر أبي العلاء المعري، فرأيت أن أميط اللثام عن شخصية معاصره ومناظره (المؤيد داعي الدعاة) بعد أن ظل مجهولا طوال هذه السنين، بالرغم من أنه كان رجلاً له خطره وشأنه يرجف الناس باسمه في القرن الخامس الهجري، خشي بأسه الخليفة العباسي ببغداد،...
في نُدبةِ الأسمالِ ادّثرا = وطنٌ يُربّي دمعه بشرا في ظِلِ كفيه نمَتْ طرُقٌ = ضوءًا يُكفّنُ كلَّ مَن عَبَرا شمسٌ تَغَاوَتْ بين فِتنَتِه = شَبَّتْ على أجفانه بَصَرَا الأرضُ حِملٌ فوق حُدبته = مذ طاف في أرحامها مطرا وهو الذي في الجوع ذوَّبَها = كي يُسعِف الأنهار والحَجَرا وطن بكى الأقدار...
أعلى