مختارات الأنطولوجيا

"إنت بعت.. وبعت بمليم يا صلاح".. كانت هذه هي الكلمات القاسية التي وجهها رسام الكاريكاتير السياسي "بهجت عثمان"، إلى صلاح عبد الصبور، في منزل الشاعر أحمد عبد المعطى حجازي في 15 أغسطس ،1981 أثناء سهرة أقيمت احتفالًا بمناسبة عودة الأخير من باريس، التي أقام بها لسنوات طويلة إلى القاهرة كي يستقر فيها...
ذات يوم أمطرت السماء فوق"تل الزعتر" فأخذنا ننظر إلى النبات الغريب من تحت التراب نهضت حديقة بشرية: طفل بأغصان من دم رجال بلا رؤوس نساء من الفحم بيوت صفيح مغطاة باللحم أسئلة في بيوت زجاجية بنادق في أقفاص مدرّجات أسنان وجماجم صناديق للتصدير عند الطلب الحديقة بلا سور في الوسط نافورة دم على البوابة...
إلى ناجي العلي * ستقول لي : أين القصيدة ُ؟ غطِّها برفيف روحك يا صديقي غطِّها بدم يسيلُ و لا يراه العابرونَ فغطِّها بالعشب مخضرَّاً على الكلمات ِ بالكلمات منقوشاً عليها الدمعُ بالدمع النبيل على القصيدة ِ و هي تخطو نحو أسراب من الشهداءِ أجنحةً مكسرة ً إذاً . . في الشعر من يحمي القصيدةَ من سُعار...
إنه أحد الذين طبعوني بشخصيتهم، ووسَموني بصلابة عزيمتهم وصبرهم، وأغنوا مخيالي بحكاياتهم الواقعية الأغرب من الخيال. تلك الحكايات التي كان مسرحها: مرسيليا وتولون بفرنسا، وجوبه بإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، وبلاد الهند الصينية (لانْدوشينْ)، لما حُشِرَ عمي مع من حشر ضمن وحدات المشاة الكومْ لمقاومة...
شهادة: …مات عبد الكبير يوم الإثنين، 16 مارس، حوالي الساعة الواحدة صباحا. وصلني الخبر الذي تأثر البلد كله لسماعه، وبدل أن أذهب إليه هذا الإثنين صباحا لأقرأ عليه نص المقدمة، قصدت بيت أرملته وطفليه، لأقبلهم وأعبر لهم عن مواساتي. طلبت أن أصطحب إلى مكتبه، ذهلت لما لمحت نظارتيه، ومحفظته، وآخر أدويته،...
من رسائل غيثة الخياط إلى عبد الكبير الخطيبي 30 : صداقات عابرة في الزمن المديد «مراسلة مفتوحة» هي سلسلة رسائل كتبت ما بين دجنبر 1995 و أكتوبر 1999، بين غيثة الخياط، هي في ذات الوقت كاتبة ومحللة نفسية، وعبد الكبير الخطيبي، وهو كاتب أيضا وجامعي وباحث في العلوم الإنسانية. وهما سويا ينتميان بذلك...
عندما قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عن جمال عبد الناصر "ويعيش جمال حتى فى موته" كنت أعرف أن هذه الجملة المهمة تنطبق على الكثيرين فى حياتنا وعلى رأسهم "نجيب محفوظ". ويعيش نجيب محفوظ لأن الكتور حسين حمودة قال "لا يمكن أن نتجاوز نجيب محفوظ" قالها فى الأمسية التى نظمها المجلس الأعلى للثقافة...
ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ وهلْ ما وأتْ ليلى بهِ لكَ ناجحُ وهلْ في غدٍ إنْ كانَ في اليومِ عِلّةٌ سَراحٌ لما تلوي النفوسُ الشحائحُ سَقتني بشُربِ المُستضافِ فصرّدتْ كما صرّد اللّوحَ النّطافُ الضحاضحُ ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا...
لِمَن طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيَّما وَهَمَّ بِسَلمانينَ أَن يَتَكَلَّما أَمَنزِلَتي هِندٍ بِناظِرَةَ اسلَما وَما راجَعَ العِرفانَ إِلّا تَوَهُّما وَقَد أَذِنَت هِندٌ حَبيباً لِتَصرِما عَلى طولِ ما بَلّى بِهِندٍ وَهَيَّما وَقَد كانَ مِن شَأنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ رَفَعنَ الكُسا وَالعَبقَرِيَّ...
وَدِّع أُمامَةَ حانَ مِنكَ رَحيلُ إِنَّ الوَداعَ إِلى الحَبيبِ قَليلُ تِلكَ القُلوبُ صَوادِياً تَيَّمنَها وَأَرى الشِفاءَ وَما إِلَيهِ سَبيلُ أَعذَرتُ في طَلَبِ النَوالِ إِلَيكُمُ لَو كانَ مَن مَلَكَ النَوالَ يُنيلُ إِن كانَ طَبَّكُمُ الدَلالُ فَإِنَّهُ حَسَنٌ دَلالُكِ يا أُمَيمَ جَميلُ قالَ...
هيَّمتني تيمتني = عَن سِواها أَشغلَتني أُخت شَمس ذات أُنسٍ = لا بِكاسٍ أَسكَرتِني لَستُ أَسلوها وَلو في = نار هجرانٍِ سَلَتني كَعبَةٌ لَبيت أَسعى = لِلصَفا لَما دَعَتني لِنِظام الحُسن أَبدَت = طُرَّة فيها سَبَتني أَم رِماح مِن لَجينٍ = تَحتَ رايات غَزَتني جَدَلُ الشال السَليمي = فَوقَ أَعطاف...
أقول جندي فقط لأنه لم يكن ضابطاً كريماً ولا ضابطاً عظيماً ولا ضابطاً صغيراً، بل كان جنديا. وكفى والذي أتحدث إلى حضرات الأدباء عنه، أعتقد أن أحداً منهم لا يعرف عنه شيئاً. وهو المرحوم الشيخ المعمر محمد أفندي التميمي بن المرحوم احمد التميمي مفتي الديار المصرية وكان والده المرحوم الشيخ أحمد...
الأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار (1862 ـ 1941) أستاذ تاريخ غير تقليدي في عصر حفل بالنوابغ، فلم يدرك فضله حق قدره، لكن أثره ظل ممتدا فيما ترك من آثار، بيد أن ضعف روح المؤسسة في وطننا لم يتح لعمله الفكري ما يستحقه من التمجيد والتخليد فلا تزال بعض أعماله مخطوطة، أدعو الله أن يوفقنا لنشرها في برنامج...
إذا سألت: من الذي كتب قصيدة “عندما يأتي المساء” التي غناها محمد عبد الوهاب، قلما تجد من يعرفه من جيل الوسط فما عسانا نتوقع من الجيل الحالي؟ّ!. وليس بوسع أحد أن يجيب على سؤال “التجاهل” الذي ما انفك يلاحق هذا الشاعر الكبير الذي ظلمه جيله من النقاد وحملته يد النسيان إلى أدراج وكراكيب الراحلين...
[مقدمة التحقيق] مقدمة كتاب ذم اخلاق الكتّاب هذه عشر رسائل انتهت الينا من مؤلفات الجاحظ السياسية العديدة. وقد ضاعت سائر الكتب التي عالجت موضوع السياسة ولا يعرف سوى عناوينها الواردة في لائحة كتبه. (انظر «كشاف آثار الجاحظ» الذي نشرناه) .وتدور الرسائل حول ست مسائل أساسية. المسألة الاولى هي مفهوم...
أعلى