شكرا على الديك الرومي
والحمام العابر..
مسيَّر الى الغائط عبر الأحشاء الأمريكية المتينة
شكرا على قارة نسرقها ونسممها
شكرا على هنود وفروا قليلا من التحدي والخطر
شكرا لقطعان هائلة من الثيران البرية
نقتلها ونترك جيفها للعفن
شكرا على الاعطيات الوافرة من الذئاب
شكرا للحلم الأميركي،
نبسطه و نزيفه
حتى...
وإلى أي حد يستطيع الأديب أن يتحكم في أدوات كتاباته الإبداعية، لتتحول إلى وسيلة نضال بالكلمة المنيرة الحكيمة؟.. تساؤل موضوعي صافحني هذه الأيام، بعد مساهمتي الفعلية في ملتقى عنابة لتخليد الأديب المرحوم الطاهر وطار، وأعود الآن من جديد لأنقح تكملة المقالة النقدية عن وطار رائد القصة النضالية في...
حكمة الدهر أن نعيش سكارى
فاجمعا لي الكؤوس والأوتارا
واجلواها دُنْياً ممتعة الحس
ن كما تجلوان احدى العذارى
هي كالورد تحمل الشوق والعط
ر وان خيّر اللبيبُ اختارا
انما ذاك يرفع الصوت في النا
دي وهذا يلقي عليها ستارا
فانهب العيش لا أبالك نهباً
واطرح عنك وجهك المتسعارا
لست مهما عُمرتَ غير جناح
حطّ في...
مهداة إلى الأستاذ أحمد حسن الزيات، وإلى الدكتور طه حسين، وإلى أصحابهما جميعاً
قد تبدو هذه الكلمات غريرةً للذين لا يرون في الصداقة إلا وسيلة نفعية تعود على كلٍ من المرتبطين بها بفائدةٍ محسوسة: كالظهور بمظهر العظمة، أو التمكن من دحر منافس، أو التعاون على الإساءة إلى شخص أو أشخاص، أو جني ثمرةٍ...
تمهيد
كان أفلاطون فيلسوفاً فناناً على بعد ما بين الفن والفلسفة، فقد دون أراءه كلها في أسلوب الحوار الذي بلغ من الدقة والجمال حداً وضعه في أسمى مراتب الفن. ونحن إذ نتقدم إلى القراء بهذه الترجمة لمحاوراته، إنما نلتمس العفو عما قد تصاب به تلك الآيات البينات من تشويه. على أن القارئ إذا فقد جمال...
واتصلت زيارة أغوست كونت لأسرة كلوتيلد، واشتدت الصلة بينه وبينها متانة وقوة؛ وأخذت تزول من هذه الصلة بقايا هذه التكاليف الاجتماعية التي تواضع الناس عليها في حياتهم المألوفة، والتي لا يزيلها ولا يمحوها الا المودة الخالصة إذا بلغت أقصاها، أو الحب الصحيح إذا انتهى إلى غايته. وألحت الأسرة في التعريض...
لا أعلم أن الفلسفة تحضر الحب على أهلها، بل الذي أعلمه أن الفلسفة حب كلها. وليس اسمها الا لفظاً من ألفاظ الحب؛ ولكن هذا الحب إذا احتل قلباً شغله عن كل شيء واستأثر بكل ما فيه من قوة وعاطفة وهوى، ولم يدع من ذلك للحياة اليومية العاملة الا شيئا يسيراً جدا.
فالفلسفة حب الحكمة، وهذه الحكمة شديدة...
لم يكن من السهل أن أعود إلى سنوات النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، عندما اقترح علي الأستاذ عبد الصمد بلكبير، أن أساهم في تقديم الجزء الثاني من أعداد جريدة 23 مارس.
لقد ظلت سنوات المنفى التي تمتد بالنسبة إلي، من يونيو 1975 إلى مارس 1981، تجثم على ذاكرتي، وتحتل الحيز الأضخم فيها، وتدفع ما...
الأصل في الكلام إنه وسيلة تتوسل به إلى الأعراب عما تريد أن يفهمه عنك غيرك، فهماً واضحاً جلياً لا لبس فيه ولا غموض. والكلام كله يشترك في هذا الأصل أو قل كان يشترك في هذا الأصل سواء منه ما كان شعراً وما كان نثراً، وسواء منه ما تحدث إلى العقل وما تحدث إلى القلب والشعور. فإذا خرج الكلام عن أصل...
في يوم ٢٧ من الشهر المنصرم احتفلت طوائف الكاثوليك بعيد قتل الأطفال، وهو تذكار للحادث التاريخي المعروف الذي جرى بعد ميلاد المسيح بأسابيع أو بأشهر قليلة تنفيذًا لأمر الحاكم الروماني في أورشليم، فقُتل جميع الأطفال من ذوي عامين فأقل أملًا أن يهلك معهم ذلك الذي يقصدون، على أن والديه كانا قد هربا إلى...
أمام حسان كومة من أعقاب السجاير ، وعدة أقـداح مـن المـاء ، توحـي للناظر أنه قلق، ينتظر ميعاد اللقاء مع أحد ، لكنه كان انتظارا من نوع آخر ، فما زال حسان يفكّر في الأرملة التي مات زوجها تحت أقـدام حصـان القائد ، فقد تداعت صورتها إلى فكـره عندمـا وقـع نظـره عـلى العجـوز النمساوية ، تسَرّح شعرها في...
لم سميت بالبردة؟
سبق أن رأينا البوصيري يطلق على قصائده أسماء معينة مثل (ذخر المعاد) و (تقديس الحرم من تدنيس الضرم) و (أم القرى في مدح خير الورى). ومن المؤكد أن هذه الأسماء لا تخفي وراءها أسراراً وأنه لم يقصد بها غير ظاهرها. وقد أطلق على قصيدته التي مطلعها.
أمن تذكر جيران بذي سلم ... مزجت دمعاً...