مختارات الأنطولوجيا

أولى ضربات أنسي الحاج الشعرية، جاءت على صورة حرف رفض معقوف، حرف نهي، حرف نفي وممانعة على صورة منجل «لن» استله الشاعر من غفلة اللغة ليتخذه عنواناً لديوانه الأول (1960- دار مجلة شعر). كأنما استله ليجز به الكثير من السنابل القديمة الهشة، ويجريه في داخل المقدس الشعري والمقدس الديني فيولد في الشعر،...
علَى هَذِهِ الأَرْض مَا يَسْتَحِقُّ الحَياةْ: تَرَدُّدُ إبريلَ, رَائِحَةُ الخُبْزِ فِي الفجْرِ، آراءُ امْرأَةٍ فِي الرِّجالِ، كِتَابَاتُ أَسْخِيْلِيوس، أوَّلُ الحُبِّ، عشبٌ عَلَى حجرٍ، أُمَّهاتٌ تَقِفْنَ عَلَى خَيْطِ نايٍ, وخوفُ الغُزَاةِ مِنَ الذِّكْرياتْ. عَلَى هَذِهِ الأرْض ما يَسْتَحِقُّ...
سِرُّ السَرائِرِ مَطوِيٌّ بِإِثباتِ مِن جانِبِ الأُفُقِ مِن نورٍ بِطَيّاتِ فَكَيفَ وَالكَيفُ مَعروفٌ بِظاهِرِهِ فَالغَيبُ باطِنُهُ لِلذاتِ بِالذاتِ تاهَ الخَلائِق في عَمياءَ مُظلِمَةٍ قَصداً وَلَم يَعرِفوا غَيرَ الإِشاراتِ بِالظَنِّ وَالوَهمِ نَحوَ الحَقِّ مَطلَبُهُم نَحوَ السَماءِ يُناجونَ...
ـ 1 ـ فى هجير عالمها وقره، يتحرك سرد رواية بهاء طاهر (واحة الغروب) تحت لفح السؤال وبرده. من الفصل الأول بالرواية إلى فصلها الثامن عشر الأخير، ينهض السرد كله على السؤال؛ يتأسس فى رحابة السؤال وينبنى بحافز السؤال. يتعدد الرواة فى هذه الرواية: محمود، كاثرين، الإسكندر الأكبر، الشيخ يحيى، الشيخ...
كانت فى حوالى الأربعين، طويلة غير جميلة، شعرها أصفر وخفيف، انسدل على جانبى وجهها مثل شواشى الذرة. ولاحظت وأنا أشرب القهوة مع صديقى العربى أنها ترمقنى باستمرار وهى تشرب نبيذها الأحمر فى رشفات صغيرة ولكنها متتابعة. لم أفهم لماذا تفعل ذلك، وشعرت بشىء من الارتباك بسبب نظراتها العصبية المركزة،...
جاءت تبشِّرني بوضْعِ فتاةِ فأجبتُها بُشِّرتِ بالجنَّاتِ هذي عليَّ مدى الحياة هي التي تحمي وتندبُني زمانَ وفاتي هذي التي منِّي يُسَرُّ فؤادُها إن قلتُ هاكِ بنيَّتي أو هاتي هذي التي يومَ النوى تشتاقُني وتُلِحُّ للرحمن بالدعوات هذي التي ملهاتُها أدنى اللُّهى وأقلُّ شيءٍ سار في اللَّهوات هذي التي...
يقولون: إن الكتابة إثم عظيمٌ فلا تكتبي وإن الصلاة أمام الحروف حرامٌ فلا تقربي وإن مداد القصائد سمٌّ فإيّاك أن تشربي وهأنذا قد شربت كثيراً فلم أتسمَّم بحبر الدواة على مكتبي يقولون: إن الكلام امتياز الرجال فلا تنطقي وإن الكتابة بحرٌ عميق المياه فلا تغرقي وهأنذا قد سبحت كثيراً وقاومت كلَّ البحار...
الجراح العمياء تركض على جبهتي والهموم العجفاء تشتعل في ذاكرتي تمتد دمعتي السوداء ترسم قبلة تحرق بسمة تخلع عنها رسم الشيطان تنحصر فرحة الكآبة عن غصون قلبي تزهر في بستان القيامة أجراس توبتي أشرب من نمط العصر لبنا أكتب في أزيز الوحي سكرة القصائد أسكب في ساعفة اللحن لحني ..حزني ..يأسي وأنا ما رحلت...
سرحان والماسورة في الطريق سرحان يقظا مثل حمار الوحش كان وككلب الصيد ملفوفا خفيف وشجاعا مثل موج البحر كان ومخيفا مثلما النمر مخيف كانت الدنيا مطر وصفير الريح، في الاذنين، وحش وجأر وعلى الوجه يصير البرد، شوكا وأبر كانت الدنيا مطر وظلام الليل كالفحمة.. لا نجما يضوي، أو قمر انما سرحان كالقط، يرى...
أستقبلها أميرةً اصطفتني لملذاتها واتخذتني عشيقها وحافظ أسرارها. * - فوقكِ أو تحتكِ، أنتِ أميرةُ الملذاتِ، وأنا مصطفاك الموعود. * - تحتكَ: أنا مهرتُك الأصيلةُ، وأنت فارسي الخبيرُ. فوقكَ: أنا قطتك المتمسحةُ، وأنت ملاطفي الحنون. * - مغوٍ، أنتَ، وأنا الفريسةُ التي تختار صيادَها. * - أي ظلم، يا...
الجذر اللغوي الذي تَكون منه مفردة “سرير” وهو “سرر” تشتق منه أيضا مفردات “سر” (جمعها أسرار، ومن معانيها: الجماع وذكر الرجل) و “مسرة” (جمعها مسرات) و ” سرور” (لا جمع لها). ذلك يتضمن فرضية أن السرير مجال نشاط السر ومسرح السر وأنه مرتبط بالمسرات المولدة للسرور. وهو قد تكون مرت في حياته أسرار ما...
إن مسني الضر لا أشكو إلى أحد لا يكشف الضر غير الواحد الاحد تغرب الأهل في البلدان وانتزحوا يا غربة الروح بعد الأهل والبلد دعني مع الله فردا فيم تفضحني قد يغفر الله ذنبا كان كالزبد مولاي يا كاشف البلوى إذا عظمت أضحت هباء بعفو منك يا سندي لا تحرمني صلاة الليل خاشعة فإنها راحة للروح والجسد وما عليكم...
حين اعتبرت «الراوي» صوتا ثقافيا كنت أنطلق في ذلك من خصوصية هذا الصوت التاريخية، من جهة، ومن جهة أخرى كنت أرمي إلى البحث في جينيالوجيا هذا المصطلح، بقصد رصد تطوره ودلالات استرجاعه مع تطور الدراسات السردية العربية الحديثة. أبدأ بالنقطة الأخيرة لأؤكد أننا استعملنا هذا المصطلح مترجما من اللغات...
أَلا بانَ الخَليطُ وَلَم يُزاروا وَقَلبُكَ في الظَعائِنِ مُستَعارُ أُسائِلُ صاحِبي وَلَقَد أَراني بَصيراً بِالظَعائِنِ حَيثُ صاروا تَؤُمُّ بِها الحُداةُ مِياهَ نَخلٍ وَفيها عَن أَبانَينِ اِزوِرارُ نُحاذِرُ أَن تَبينَ بَنو عُقَيلٍ بِجارَتِنا فَقَد حُقَّ الحِذارُ فَلَأياً ما قَصَرتُ الطَرفَ عَنهُم...
دعاني الهوى إذ شَرَّقَ الحيُّ غدوةً وما كُنتُ تدعوني الخطوبُ الضَّعائِفُ وهيَّج أحزاني حُمولٌ تَرَفَّعَت عليهنَّ غِزلانٌ عليها الزَّخارِفُ وبالأمسِ قد كانَت بَدَت ليَ طيرُهم جَرَت بارِحاً لو زَجَّرَ الطيرَ عائِفُ فيا قاتَلَ اللهُ الغواني فإنها قريبٌ بَعيدٌ وَصلُهُنَّ تنائِفُ تراهُنَّ يختلن...
أعلى