صباح ناصع الجبين يجلي عن القلب الحزين ظلماته, ويرد للشيخ شبابه, ونسيم عليل ينعش الأفئدة ويسري عن النفس همومها, وفي الحديقة تتمايل الأشجار يمنة ويسرة كأنها ترقص لقدوم الصباح، والناس تسير في الطريق وقد دبت في نفوسهم حرارة العمل، وأنا مكتئب النفس أنظر من النافذة لجمال الطبيعة، وأسأئل نفسي عن سر...
عاد فانقاد للهوى بزمام
بعد ما ودع الصبا بسلام
نسمة من ربا الغوير استفزت
من أقاصي الحشا دواعي الغرام
نشأت من منابت الشيح وال
قيصوم تروى عن رنده والخزام
ذكرته عهداً قديماً وكم نب
به عياً ذكر العهود القدام
بوجوه جلت لنا صور ال
أقمار ترنو بأعين الآرام
كل قدٍّ يكاد يعقده اللي
ن وتثنيه خطرة الأوهام...
سقطت الشمس، فأكل الظلام من السماء زرقتها، والسحب الرمادية الحبلى بالمطر أحاطت قرص القمر حتى اختنق، وألقت مطرًا غزيرًا غسل الطرق من السائرين، البرق يشق السماء شقًا فيمزقها بشروخ سرعان ما تلتئم، أبنية وبيوت عالية غلقت نوافذها حتى الأسطح لتحفظ دفئها، فوق أحد الأبنية كان شبح أسود ضبابي عظيم الهيئة،...
لا تعذلاه فلأمر ما صبا
هيجه تذكار سلع فالنقا
وشام من نحو الشآم بارقا
يستمطر الشؤون دمعاً بدما
مدت له سلاسل قد وشعت
برد الدجا ورشحت خضر الربا
فانهل من غرب السما في نوئه
مذهب الفضة محلول الوكا
واستفرغ العبرة حتى نضبت
فاستأنف البكا على فقد البكا
يا بارق الجرعاء جددت لنا
ما أخلقت جلبابه يد النوى...
أشارد يا غزال أم وارد
وعابث بالنفوس أم عابد
أعند عينيك ان أنفسنا
حبس على سبل نبلها الصارد
بل كثرة العاشقين توهمه
بأن ماضي نفوسهم عائد
مهلا أبا الحسن لا فجعت به
واستبق منا داع له حامد
نحن بني نجدة الهوى ولنا
فيه فخار الطريف والتالد
وكم لنا غارة على ثغر
نصدر عنها بالمغنم البارد
تلك عهود قد كان لا...
في حوار تلفزيوني بين العقاد وطه حسين والحكيم.. كنت أسأل العقاد عن رأيه في طه حسين..
ثم أسأل العقاد عن رأي طه حسين فيه..
ثم أسأل طه حسين عن رأي العقاد فيه..
وأسأل الحكيم عن رأيه فيهما..
ثم أعود إلى العقاد أناقشه في رأي الحكيم.. وبعد ذلك أسأل طه حسين..
وقد نشرت هذا الحوار التلفزيوني.. وكان للعظماء...
تظل حياة الأديبة اللبنانية مي زيادة مثيرة للجدل، وذلك بسبب الأزمة النفسية القاسية التي عاشتها قبيل رحيلها، فقد عانت في الأيام الأخيرة من فقد الشاعر المقرب إليها جبران خليل جبران، وأيضا وفاة والدتها، وحاول الروائي الجزائري كشف تلك المحنة في آخر أعماله الروائية التي تحمل "ليالي إيزيس كوبيا" مفندا...
"أخيرًا دونتك يا همّ قلبى وجرحه، إلى أين أهرب بهذا الخوف الذى سيضيف لى رعبا جديدا؟ تحدثت فيه عن علاقاتى السوية وحتى غير السوية مع محيطى، عن الناس الذين عرفتهم وعرفونى.عن الذين أحببتهم، والّذين ركضوا ورائى باشتهاء عرفته من عيونهم، حكيتُ عن الذين زجّوا بى فى دهاليز الجنون وجعلوا من العصفورية سجنا...
لقد وجدت دعوة الإمام محمد عبده وتلميذه قاسم أمين وغيرهما من المصلحين آذانا صاغية في المجتمع العربي وهو يدب نحو الرقي ويسعى نحو النهضة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وفحوى تلك الدعوة أن لا رقي ولا نهضة بغير إصلاح وضع المرأة التي هي نصف المجتمع وإصلاح وضعها يعني القضاء على عهد...
ممّا لاريب فيه أنّ تُراث عباس محمود العقّاد ( ١٨٨٩- ١٩٦٤م )الأدبيّ والفكري والثقافي الذي انطوت عليه عشرات الكتب التي خطّها قلم الكاتب الكبير، ناهيكَ عن عدد كبير من المقالات المبثوثة في تضاعيف عدد من المجلّات والصحف السيارة في عصره قد تناول معظم القضايا التي استأثرت باهتمام أقلام كبار الكتّاب...
طلب مني الشاب الأديب عبد المجيد الشافعي أن أكتب كلمة أقدم بها (خواطره) للقراء، طلب مني ذلك، وهو يعرفني ساخطا ناقما على حركة الأدب عامة، وحركة النشر خاصة، وحملت قلمي مكرها وأنا أنظر الى هذه المسودات التي أعدت للطبع، ونظرت الى صاحبها وكله اعتزاز بإنتاجه، وكله أمل في الحياة، فأخذتني الشفقة على هذه...
فيما كنتُ أقرأُ أشعارَ محمود درويش غفوتُ وحلمتُ بهضاب فلسطين البعيدة:
كم أزهرت على نحو ساحرٍ في الكلمات التي تركها خلفه!
حين استيقظتُ شاهدتُ زوجتي في حديقة المنزل تقطف حبقاً ونعناعاً ووروداً برية لصديقٍ. كان الضوءُ الساقط على وجهها في ذلك الصيف برهاناً كافياً لي أن كل الهندسة الرحبة والسريعة...