قصة قصيرة

هذه صورة من صور الريف، حملتها ذاكرتي مذ كانت شاباً في مقتبل العمر، وقد انتهيت من مجهود عام دراسي شاق في زمان كنا ندرس أكثر المواد باللغة الإنجليزية؛ وما كدت أنتهي من تاريخ رومية واليونان والحساب والهندسة والجبر وأدب شكسبير، حتى سارعت بالسفر إلى الريف أستجم بسكونه وسذاجته، وأطلب في حقوله وهوائه...
كان ردها صادما، حين سألتها: أريد التقديم للخدمة العامة. أجابتني: لكن يبدو أن سنك كبير, لم تأخرتي؟... وعادت للحوار مع زميلة المكتب المجاور لها، إشارة لي بالجلوس أمامها, جذبت كرسي وجلست في مواجهتها، راحت تخبرني عن الأوراق المطلوبة، لم أكن أسمعها، فقط اهتممت بتلك الخطوط والتجاعيد التي غزت وجهها،...
اليوم تنبَّهتُ إلى أنّني أصبحتُ أتمنى اختفاءهُ مِن حياتي؛ وَليتمَّ ذلك تحت أية ذريعة: سفر، رحيل.. أيّ شيء، إلا الموت؛ فإنه ليس من أمنياتي. فإنه يستحيل علي أن أتمنى انقطاع الأنفاس عن أحدهم، وأنا التي أقدِّس الحياة ولا أتمنى زوالها حتى لأعدائي... إنّي أتألَّم مَع كلِّ زهرة تذبُل... والنَبتة في...
لم تكن تملك مرآة لتحدّق فيها، تصغي إلى عقارب الساعة، وهي تمضغ ملامح سعادتها، الجراح أصبحت أشد وطأة من سنين عجاف عاشتها بين الموت والحياة، تؤلمها شروخ الجدران التي تئن من البرد هي الأخرى، نافذة مشرعة على مقبرة، خرقة تبلّلت بفعل الأمطار تستر هيكل باب فاغر فاه، الطين ترك آثار أقدامه في كل مكان، بيت...
لم نطل الحب، لأن كل منا كانت أحلامه بسيطة في أن يجد الزوج بمواصفات طبيعية تخلو من التعقيد، كما أننا لم نطل التخطيط للزواج، وسرعان ما تم زواجنا بمباركة الأهل والأقرباء والأصدقاء، بدت حياتنا بسيطة واعتيادية في أن نحلم بمستقبل لأنفسنا وأولادنا الذي لم يكن يتجاوز عددهم الاثنين، سما الطفلة البريئة...
حين وصولها العاصمة لم تفكر بالذهاب الى منزلها الذي اشترتهُ في مكان ٍ راقي وبتوكيل الى اختها المتبقية لها من عائلتها لان محمود كان بانتظارها وهي هنا من اجلهِ وهو ربما تغيرت ملامحهُ والشيب رسم لهُ هالةً من الوقار ولكن بين خصلاتهِ هموم من العوز والفاقة وخذلان الاقربين وندرة الاصدقاء وسط قلب متعب...
كانت وظيفتي في دائرة كبيرة على رأسها رجل حزب سياسي له القدح المعلى في الأمور كلها. قربني إليه لكفاءتي و جديتي في العمل وأغدق عليّ العطاء فعشتُ في رخاء و عز وجاه و دعة و نعيم ، حتى أصبحتُ أرفل في النعيم و حمدت الله على هذا النعيم الذي يتطلع له أكثر الموظفين في الدائرة . ذات يوم جاء رسول منه يطلب...
قالت جدتي : الى متى سأظل أحكي لك قصة الجنيات الثلاث، وأنت في كل مرة تزداد أسئلتك وتتنوع ؟ – في كل مرة تروين قصة الجنيات الثلاث تنمو الأسئلة كما ينمو العشب الأخضر في ثنايا روحي وعقلي . جدتي : كنتُ يا صغيرتي كما أنت الآن ، أنا واخوتي نلتف حول المدفأة الحطب ، ونبدأ بالتحديق في قطع الحطب وهي تشتعل...
ضيعت ملامحها… لا أعرف لم نسيت تفاصيل وجهها دون غيرها من الناس، رغم أن السنوات التي قضيناها معا في نفس البيت كأفراد عائلة واحدة، لم تكن قليلة. كدت أنسى صورتها وكاد شبحها يغيب عني ويمسح من ذاكرتي. هل لأن الصور أمامي تتزاحم وتتعارك مثل تماسيح المستنقعات الجائعة؟ أم أن ذاكرتي صارت متعبة؟ أعني جدتي...
جو رهيب يحيط بهذه المدينة .. يحرق اجفان الناس باعواد من الكبريت .. الارض ساخنة كجبهة الشمس هواؤها رهيب مليء بكل شيء مخيف انه غريب عنها وعن كل شيء فيها .. كيف اتى ؟ وكيف وصل؟ اسئلة تدور في مخيلته كدوران دودة تريد الخلاص من كوتها المظلمة . كل شيء في هذه المدينة بعيد عن التصور البيوت ليس مثل...
تروي الحكايات القديمة ان طائرا يخرج من رأس القتيل الذي لم يؤخذ بثأره ويستمر بالصراخ حتى يأخذ اهل القتيل بثأره منذ الصباح وأنا اشعر بالجفاف في حلقي ، وعيني اليمنى تغطيها غمامة صفراء فيما تقف منذ اكثر من ساعة ذبابة سمينة على عيني اليسرى تمنعني من الرؤية، المساء مترب له لون عصفور مصاب بالسل ،...
يوم كنت انتظره من أيام طويلة.. من شهور عديدة من فترة لا اعلم بدايتها يوم كنت امني النفس بلقائه.. واعد العدة لاجتيازه اقرأ كثيرا واتابع اكثر كان حلمي هذا من اكبر احلامي بل كان احد أسباب تمسكي بوجودي لكن تهيبي منه كان اشد من كل توقعاتي.. لقد كنت اوجس خيفة من رهبة ذلك الموقف ومواجهته ترى هل ستخونني...
روي عني أن امرأة جاءت إلى الإمام محمد بن سيرين قائلة : رأيت القمر يدخل على الثريا وناداني نداء من خلفي أيتها المرأة أمض إلى (محمد بن سيرين ) فقصي عليه رؤياك .. فاصفّر وجهه كما لم يصفّر سابقاً فقلت : مالك يا إمام ساهماً مطرقاً ؟ فقال: وكيف لا أطرق وقد تنبأت هذهِ المرأة بموتي بعد سبع .. وبعد سبعة...
مرت سنة على زواج رشا من ابن احدى خالاتها و تخرج محمد الذي عمل بعدها مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الثانوية وباشرت نور دوامها في كلية الطب أما علي فقد رفض فكرة الزواج بشكل نهائي وعمل مهندساً في إحدى الشركات.. . تأجل زواج نور و محمد بعد أن أكتشف محمد انه كان قد أصيب بمرض السرطان نتيجة الالتهاب...
أعلى