قصة قصيرة

قبل أيَّام ذهبت لصديق لي أسمه (عمار) كان يقاتل مع الحشد الشَّعبي عندما أصيبت ساقه برصاصة، جلسنا سوية وحدثني كيف نجا من داعش، فكانت له قصَّة غريبة.. يقول عمار: عندما كنَّا هناك، كانت الأوضاع عصيبة جداً ولا يستطيع أحدنا أن يعرف ماذا سيحدث له بعد ساعة، الكلُّ هنا يترقَّب المجهول، أفواه المنايا تدور...
على ضوء شمس الصباح، يمشط شعرها المنساب كأنه خصلة من الليل، يلفه بقدرة فنان تعلّم حياكة الشعر على يديها، تحرك رأسها زهوا بجدائلها، تلتفت إليه تعانقه.. تطبع قبلاتها فوق وجنتيه، كلماته الأخيرة: عند عودتي سأجلب لك ما تتمنين... تجذرت في خيالها الغض، تطير على أجنحة الشمس، السعادة تتراقص في قلبها...
وعندما استيقظ، انتبه السيد سين للمرة الأولى في حياته، أن جسده حي. كان يعلم أن روحه حية. وكما يحدث للجميع، كان يخلط بين روحه وجسده، فيحدث أن يقول: قلبي يؤلمني، ورأسي يؤلمني، وجسدي منهك؛ بدل أن يقول روحي تعاني من ألم عاطفي، أو روحي لا تستوعب ما يحدث، أو روحي تتألم. كان أيضا يولي الأهمية لروحه...
صافحت كلامه. تعلقت باندهاش عطش بمعسول صوره. ابنة الربيع. تنتمي لألوانه و زهوره، و لتبرعم وروده. وهبها هذا الفصل صدرية خضراء، ضفرتها وردة لفؤادها. داعبتها كأذني أرنب يشاكس أحلامها. تختزن سيرتها صفحات الصباحات الجميلة، والخرجات الفريدة. تلتقط الفتاة أبهى الباقات و تهبها مرصِّعة بها بتلات ربيعها...
اياتبير اوا اخيد تاودا غورش أيها الحمام ما أجمل مشيتك .. تضحك دائما وأنا أغني لك هذه الأغنية وأنا في الرابعة من عمري. هل إذا غنيتها الآن ستضحك؟ اياتبير اوا اخيد تاودا غورش… بعد التحية والسلام أتمنى أن تكون بخير. .. أنا حفيدتك الأولى(تمنزوت) مرت عشرون سنة مذ ذهبت لكن لم أنسك يوما …. أريد أن...
كديدان نهمة..عمياء..تتحرك وبثقة تامة نحو جثة طرية هي حصتها ابدأ بوجبتي.. طبقي المعد بمراسيم صباحية محددة ,غالبا ما تصاحبها اللعنات والهمهمة المعبرة عن استياء غير واضح الوجهة…. كأشباح صغيرة مضيئة متقافزة,قلقة, بدأت تشم لحمها وعفن دمها الذي ملأ ظلام هذه الحفرة ..النفق… كفكرة قصيرة مكورة الأفخاذ...
* السائر في نومه. كلما أغلقت الباب ورائي ورحب الشارع بأقدامي، قلت لنفسي: هل استيقظت من نومي وأنا السائر في سديمه؟ لاشيء يدل على أني كنت ذات ثانية هنا. باب سجني مفتوح وأقدامي لا تطاوعني على الهروب. وصراخي من حدة الأنين لا يبرح حنجرتي. وإن قلت لمعذبي كفى قال: وهل بدأنا العرس؟ * الحلم جنته...
باب برونزي عتيق . وغياهبُ ِرداهٍ معْتمةٍ تفضي إلى ساحة شبه دائرية ، مغروسة في جنباتها أشجار التين الأخضر. وعلى اليمين ساحة متربة تطل على أخاديدَ غويرة ، حفرت مجراها مياهٌ عدمة . على اليسار ارتفع منسوب جدار فصل كبير ، ينتهي بأسلاك شائكة مشحوذة كالأسياخ ، وقاتمة كَلَيلٍ بهيم . في الأُفق يسرِّح...
هذه صورة من صور الريف، حملتها ذاكرتي مذ كانت شاباً في مقتبل العمر، وقد انتهيت من مجهود عام دراسي شاق في زمان كنا ندرس أكثر المواد باللغة الإنجليزية؛ وما كدت أنتهي من تاريخ رومية واليونان والحساب والهندسة والجبر وأدب شكسبير، حتى سارعت بالسفر إلى الريف أستجم بسكونه وسذاجته، وأطلب في حقوله وهوائه...
كان ردها صادما، حين سألتها: أريد التقديم للخدمة العامة. أجابتني: لكن يبدو أن سنك كبير, لم تأخرتي؟... وعادت للحوار مع زميلة المكتب المجاور لها، إشارة لي بالجلوس أمامها, جذبت كرسي وجلست في مواجهتها، راحت تخبرني عن الأوراق المطلوبة، لم أكن أسمعها، فقط اهتممت بتلك الخطوط والتجاعيد التي غزت وجهها،...
اليوم تنبَّهتُ إلى أنّني أصبحتُ أتمنى اختفاءهُ مِن حياتي؛ وَليتمَّ ذلك تحت أية ذريعة: سفر، رحيل.. أيّ شيء، إلا الموت؛ فإنه ليس من أمنياتي. فإنه يستحيل علي أن أتمنى انقطاع الأنفاس عن أحدهم، وأنا التي أقدِّس الحياة ولا أتمنى زوالها حتى لأعدائي... إنّي أتألَّم مَع كلِّ زهرة تذبُل... والنَبتة في...
لم تكن تملك مرآة لتحدّق فيها، تصغي إلى عقارب الساعة، وهي تمضغ ملامح سعادتها، الجراح أصبحت أشد وطأة من سنين عجاف عاشتها بين الموت والحياة، تؤلمها شروخ الجدران التي تئن من البرد هي الأخرى، نافذة مشرعة على مقبرة، خرقة تبلّلت بفعل الأمطار تستر هيكل باب فاغر فاه، الطين ترك آثار أقدامه في كل مكان، بيت...
لم نطل الحب، لأن كل منا كانت أحلامه بسيطة في أن يجد الزوج بمواصفات طبيعية تخلو من التعقيد، كما أننا لم نطل التخطيط للزواج، وسرعان ما تم زواجنا بمباركة الأهل والأقرباء والأصدقاء، بدت حياتنا بسيطة واعتيادية في أن نحلم بمستقبل لأنفسنا وأولادنا الذي لم يكن يتجاوز عددهم الاثنين، سما الطفلة البريئة...
حين وصولها العاصمة لم تفكر بالذهاب الى منزلها الذي اشترتهُ في مكان ٍ راقي وبتوكيل الى اختها المتبقية لها من عائلتها لان محمود كان بانتظارها وهي هنا من اجلهِ وهو ربما تغيرت ملامحهُ والشيب رسم لهُ هالةً من الوقار ولكن بين خصلاتهِ هموم من العوز والفاقة وخذلان الاقربين وندرة الاصدقاء وسط قلب متعب...
أعلى