قصة قصيرة

كانت وظيفتي في دائرة كبيرة على رأسها رجل حزب سياسي له القدح المعلى في الأمور كلها. قربني إليه لكفاءتي و جديتي في العمل وأغدق عليّ العطاء فعشتُ في رخاء و عز وجاه و دعة و نعيم ، حتى أصبحتُ أرفل في النعيم و حمدت الله على هذا النعيم الذي يتطلع له أكثر الموظفين في الدائرة . ذات يوم جاء رسول منه يطلب...
قالت جدتي : الى متى سأظل أحكي لك قصة الجنيات الثلاث، وأنت في كل مرة تزداد أسئلتك وتتنوع ؟ – في كل مرة تروين قصة الجنيات الثلاث تنمو الأسئلة كما ينمو العشب الأخضر في ثنايا روحي وعقلي . جدتي : كنتُ يا صغيرتي كما أنت الآن ، أنا واخوتي نلتف حول المدفأة الحطب ، ونبدأ بالتحديق في قطع الحطب وهي تشتعل...
ضيعت ملامحها… لا أعرف لم نسيت تفاصيل وجهها دون غيرها من الناس، رغم أن السنوات التي قضيناها معا في نفس البيت كأفراد عائلة واحدة، لم تكن قليلة. كدت أنسى صورتها وكاد شبحها يغيب عني ويمسح من ذاكرتي. هل لأن الصور أمامي تتزاحم وتتعارك مثل تماسيح المستنقعات الجائعة؟ أم أن ذاكرتي صارت متعبة؟ أعني جدتي...
جو رهيب يحيط بهذه المدينة .. يحرق اجفان الناس باعواد من الكبريت .. الارض ساخنة كجبهة الشمس هواؤها رهيب مليء بكل شيء مخيف انه غريب عنها وعن كل شيء فيها .. كيف اتى ؟ وكيف وصل؟ اسئلة تدور في مخيلته كدوران دودة تريد الخلاص من كوتها المظلمة . كل شيء في هذه المدينة بعيد عن التصور البيوت ليس مثل...
تروي الحكايات القديمة ان طائرا يخرج من رأس القتيل الذي لم يؤخذ بثأره ويستمر بالصراخ حتى يأخذ اهل القتيل بثأره منذ الصباح وأنا اشعر بالجفاف في حلقي ، وعيني اليمنى تغطيها غمامة صفراء فيما تقف منذ اكثر من ساعة ذبابة سمينة على عيني اليسرى تمنعني من الرؤية، المساء مترب له لون عصفور مصاب بالسل ،...
يوم كنت انتظره من أيام طويلة.. من شهور عديدة من فترة لا اعلم بدايتها يوم كنت امني النفس بلقائه.. واعد العدة لاجتيازه اقرأ كثيرا واتابع اكثر كان حلمي هذا من اكبر احلامي بل كان احد أسباب تمسكي بوجودي لكن تهيبي منه كان اشد من كل توقعاتي.. لقد كنت اوجس خيفة من رهبة ذلك الموقف ومواجهته ترى هل ستخونني...
روي عني أن امرأة جاءت إلى الإمام محمد بن سيرين قائلة : رأيت القمر يدخل على الثريا وناداني نداء من خلفي أيتها المرأة أمض إلى (محمد بن سيرين ) فقصي عليه رؤياك .. فاصفّر وجهه كما لم يصفّر سابقاً فقلت : مالك يا إمام ساهماً مطرقاً ؟ فقال: وكيف لا أطرق وقد تنبأت هذهِ المرأة بموتي بعد سبع .. وبعد سبعة...
مرت سنة على زواج رشا من ابن احدى خالاتها و تخرج محمد الذي عمل بعدها مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الثانوية وباشرت نور دوامها في كلية الطب أما علي فقد رفض فكرة الزواج بشكل نهائي وعمل مهندساً في إحدى الشركات.. . تأجل زواج نور و محمد بعد أن أكتشف محمد انه كان قد أصيب بمرض السرطان نتيجة الالتهاب...
مر شهر ورشا منقطعة عن الدوام في الجامعة وتخضع للعلاج الفيزيائي حينها تمكنت من النهوض إلا أنها لا زلت عاجزة عن الجلوس والاستلقاء على ظهرها فرح علي فرحاً كبيراً ؛ لنهوض رشا ووقوفها حتى انه أقام حفل في ذلك اليوم الذي رأها فيه تستقبله مشياً على الأقدام لم يتمالك علي نفسه حين رأها وهي تمشي فضمها...
أقلقني هذا الرجل الذي وقف على بعد أمتار مني وعلى بعد متر من باب بيته. لم يفتح الباب. خفت عليه، خشيت أن يقوم بعمل شىء ما لنفسه أو يرجع الى المقهى للأقتصاص من النادل لأنه الآن أخذ يكيل الشتائم والوعيد للنادل، مبعث قلقي عليه كونه لوحده وفي وضع جسدي مفكك، هذا التوجس منه وعليه تملكني وجعلني أنتظر...
لم تكن السيكارة التي تنشقت دخانها هي الأولى أو الثانية فربّما هي العاشرة وأنا أشاهد أعقابا ًكثيرةَ في المنفضة المزجّجة حتى إن رماداً قد تبعثر على المنضدة التي أضع عليها حاسوبي وأوراقي وبعض الكتب التي أطالعها.. كنت وأنا أقرأ روايةً لي تتحدّث عن صناعة الدكتاتور وكيفيّة المواجهة له وما يحصل بعد...
مضى ثلاثون عاماً على آخر لقاء بينهما عندما بَرُدَ الشاي في قدحيهما ،الوقت يتسارع والكلمات تباطأت ،كأنَّ لغة الحديث تعطّلت ،لم تبقَ فرصة لديهِ لاقتحام صمتها ،يبدو انهما وصلا للنهاية الحتمية وهي تخبرهُ بما عندها: -محمود لا يمكننا الاستمراربحبٍّ مقومات بقائهِ هشّة لا تصمدُ مقابل متطلبات مجتمع أنتَ...
يبدو كأنها غرفة شبه مظلمة ، ينيرها مصباح صغير يتدلى من سقف غرفة الصفيح .. اوراق مبعثرة ومجلات أغلفتها ملونة لفتيات في ابهى حلة .. صورة معلقة على جدار اصفر بزي الجنود ، مبتسمة بسعادة طافية على وجهها .. كلب يقعى على مؤخرته ينظر الى صاحبته الجالسة تكتب شيئا بتوتر ملحوظ تنتابها لحظات بكاء خافت ...
ارض شاسعة تمتد أمام البصر لا يحدها شئ أبدا .. لا غيري هنا ، لم يمر أحد منذ ساعات .. تعطلت سيارتي في طريق ترابي مقطوع .. خمنت ان الآخرين سلكوا طريقا آخر ربما يعرفونه جيدا يقيهم هذا التيه الصحراوي الممل .. أو انهم قد مروا من هذا الطريق ولم ارهم ، ربما .. تندفع حوصلتي كما الطير ، ابلل رأسي بأخر...
(انت فنان وينبغي ان تمتلك حساً مرهفاً ، فأين هذا الحس؟)… لاتزال تلك الكلمات القاسية تطارده ليل نهار، اينما حلّ او ارتحل من دون ان تقارقه للحظة، حتى لكإنها أخذت تصمّ أذنيه لدرجة تمنى لو كان بإمكانه ان يتخلى عنهما كيما يتخلص من هذا الدوي الهائل الذي تحدثه تلك الكلمات. ولكنه وجد نفسه إزاء معادلة كل...
أعلى