ترجمات

على سبيل التقديم عن الصفدي في الوافي بالوفيات عن الجنيد قال: "كل الخلق يركضون فإذا بلغوا ميدان أبي يزيد هملجوا.." .. وقول الجنيد هذا عن ابي يزيد البسطامي يصدق تمام الصدق حينما نعرض لحياة بعض الشخصيات، ومنهم خورخي لويس بورخيس على سبيل المثال .. هذا الأرجنتيني الكوني الكفيف الذي يستعصي على التصنيف...
أيتها القيثارة أيتها المرأة المتهيّجة التي تتكلم بعزفها وتموت بصمت تحيتك الموسيقية المنبعثة من الباطن توقظ فيّ نشوة شبه مؤلمة فأوتارك تخبرك ما أقول وما أقول هو حزن كريستالي أيتها القيثارة 13 أيتها المرأة الآتية مفعمة بمحبة الضيف المهيض الجانح ساريتك، أو جسرك، أو ترنيماتك أو صوتك...
" إلى سيسي ميلر" بينما كان جيلبرت كلاندون يلتقط بروش(1) اللؤلؤ القابع بين مجموعة خواتم وبروشات فوق طاولةٍ صغيرة في صالون زوجته، قرأ فوقه ورقةً جاء فيها: " إلى سيسي ميلر، مع محبتي". لم يكن غريباً أن تذكر أنجيلا حتى سكرتيرتها سيسي ميلر، إلا أنه حينما فكر في الأمر ثانيةً بدا له الأمر غريباً كيف...
أخضر: تتدلى الأصابع البلورية المشيرة إلى الأسفل، وينزلق من تحتها الضوء، فيرسم بقعة خضراء. تتلألأ الأصابع العشرة طوال النهار مسقطة ضوءها الأخضر على الرخام، كريش الببغاء، الذي يحتد صياحه بين سعف النخيل الأخضر. تتألق إبَرَه الخضراء تحت أشعة الشمس، بينما يستقطر الزجاج المتصلب على الرخام . الأسهم...
الإمساك بأرنب أسهل من الإمساك بقارئ. بالرغم من أن الكاتب الكولومبي الشهير الراحل غابرييل غارثيا ماركيز (1927) لم يكن من محبي إسداء النصائح للكتاب، إلا أن الأديب الشاب أحمد ضيف، جمع ما يمكن اعتباره نصائح من خلال بحثه في إرث ماركيز، وترجمه ليهدي للكُتّاب 12 نصيحة، هي: 1 – هناك فارق بين أن تكتب...
‮ دارت علي حساب مدرسة المتسولين مجموعة من الحكايات المدهشة جدا‮.‬ وأصل هذه الحكايات‮ ‬يعود لنقاش دار منذ فترة‮- ‬في مقهي الباشا‮- ‬بين مُعلم التسول أبوشاوالي والمثقف توفيق جاد‮. ‬لأنه وعلي إثر هذا النقاش الذي تجول بين تفاصيل لا حصر لها،‮ ‬بصدد التجديد المزعوم،‮ ‬في جماليات النظام،‮ ‬سوف يصبح‮-...
تخيّلوا قرية صغيرة جداً، تعيش فيها سيدة مسنة مع ابنين اثنين، ابن في السابعة عشرة، وابنة أصغر منه في الرابعة عشرة. إنها تقدم وجبة الفطور لابنيها، ويلاحظان في وجهها ملامح قلق شديد. يسألها الابنان عمّا أصابها. فتجيبهما: ــ لا أدري، لكنني استيقظت بإحساس أن شيئاً خطيراً جداً سيحدث في هذه القرية. يضحك...
لقد عانيت الكثير و الكثير من فورتينيتو ، و لكن عندما حانت الفرصة لي لانتقم منه أقسمت بأني لن أدعها تفلت من يدي ، و لكني بالطبع لم أهدده بالقتل جهارا ، و لكنني انتظرت فرصتي للقضاء عليه بكل صبر، لقد أردت أن أتجنب مخاطرة الفشل أثناء تنفيذ انتقامي ، و كان لنجاح انتقامي شروط ضرورية أهمها أن يعلم...
كنت قد وقفت لساعاتٍ طوال ويداي مقيدتان على جانبيّ. وقد وصلت محاكمتي للنهاية وبدا أن القضاة كانوا مستعدين لإصدار العقوبة علي، وبعدها ُفك عني وثاقي وُسمح لي بالجلوس. كانت هناك أضواءً ساطعة أمام عيناي، ورأيت ملابس القضاة السوداء وسمعتهم يقولون بأنني يجب أن ُأعدم وبعدها تلاشت الأصوات، فلم أسمع أو...
يبدو انني الشخص الوحيد (1) في هذه القاعة الذي ارتكب حماقة الكتابة؛ او حاول كتابة الرواية (2)؛ او اخفق في كتابتها. تساءلت مع نفسي بعد دعوتكم لي في ان اتحدث اليكم عن الرواية المعاصرة. اي عفريت هذا الذي همس في اذني، وحثني ازاء قدري وبرز امامي على هيأة رجل او امرأة. " انا براون، امسكي بي ان كان...
للجزيرة الصغيرة شاطئ صخريّ عال. تنمو عليه شجيرات كثّة خفيضة، من نوع النباتات الموجودة جنب البحر. النوارس تحلّق بالسماء. هي جزيرة مهجورة جوار الساحل غير مزروعة؛ بنصف ساعة يمكنك الدوران حولها في زورق، أو قارب مطّاط شبيه بما يملكه هذان القادمان، رجل يجذّف هادئاً، وامرأة ممدّدة تتشمّس. اقترب الرجل...
فجر الاثنين ، دافئ وغير ممطر. أوريليو أسكوفار، طبيب أسنان من دون شهادة، مبكر جدا في النهوض، فتح عيادته عند الساعة السادسة. تناول بضعة أسنان اصطناعية، مازالت موضوعة في قوالبها الكلسية، من علبة زجاجية ، ووضع مجموعة من الأدوات على الطاولة مرتبا إياها حسب حجمها كما لو كان يجهزها للعرض. كان يرتدي...
وصلنا إلي أريزو قبل منتصف النهار بقليل، وقضينا أزيد من ساعتين في البحث عن القصر الذي يدل علي عصر النهضة، الواقع في ذاك المكان الشاعري من القرية البدائية، والذي اشتراه الكاتب الفنزويلي ميغيل أوتيرو سيلفا. كان يوم أحد من أول أسبوع من شهر آب (أغسسطس)، حارا ومثيرا للأعصاب، ولم يكن من السهل مصادفة...
في شهر أيار، كانت توجد في حديقة هذا البيت الصغير في الضاحية، بالقرب من أشجار الورد، صفوف من الملفوف. كان المالك، وهو عجوز متقاعد، يعيش وحيداً مع طاهيته، يخلع سترته عند الغسق، ويلبس مئزراً من القماش المخطّط وينكش الأرض بالمعول، ويشذِّبها، ويسقيها ساعة، في انتظار وجبة العشاء. وكانت نساء الحيّ...
ظنّه الأطفال لمّا رأوه ، أول مرة ، أنه سفينة من سفن الأعداء. كان مثلَ رعنٍ أسود في البحرِ يقترب منهم شيئا فشيئا. لاحظ الصبيةُ أنه لا يحمل راية ولا صاريًا فظنوا حينئذٍ أنه حوتٌ كبير، ولكن حين وصل إلى ترابِ الشاطيء وحوّلوا عنه طحالبَ السرجسِ و أليافَ المدوز و الأسماكَ التّي كانت تغطيهِ تبيّن لهم...
أعلى