شعر

كانت أمي تقبضُ على لساني بإصبعيْها الرفيعيْن كأنهما مخلبيْن ثم تشدُّهُ لآخرِهِ وتُسمِّي اللهَ ثم تقطعهُ بسكيِّن مطبخها الحبيب.. تقبضُ عليَّ من وسط السوق أمام الناس جميعاً كلما جمعتُ الأولاد في الحقل وألَّفتُ حكاياتٍ تجعلهم يسهرون لحد وقوع الصبح على رؤوسنا فتتثاءبُ العفاريت بصوتٍ يهزُّ البلدة...
علَّمكَ السير على الأسلاكِ وبارك أسماءك كان يقاسمك شبق الملح ويقضي الليل يؤوِّلُ ما تبقّى من حجرٍ يلد الدهشة فوق أصابعنا بمعادنَ مبهمةٍ... آخر ما كنتَ تراه هو زوبعة نائمة في دائرةٍ تحت الدائرة مدارانِ إذِ الأوّل للمدن المنسيَّةِ والثاني يبحث عن آخرة وعدتْهُ أن تبلغ سنَّ الرشْدِ وتأتي لم تصنِ...
تُنشبُ الاستعارةُ فيَّ وفي الأقحوانةِ أظفارَها عندما لا أرى خضرةَ الضوءِ مثلَ الفراشةِ حولَ اسمها حائمةْ هيَ شاعرةٌ في الحياةِ ولا تكتبُ الشِعرَ لكنْ (مجازاً) تخطُّ قصيدتها ثمَّ تمضي على عجَلٍ (آهِ من حجَلٍ هاربٍ من يديَّ) لأحرسَ أقمارَها واحداً واحداً بعدَها من فمي أو لأمحو رسالتها بشفاهي...
ما قولكم يا معشرَ الطيرِ المهاجرِ في الذي له رغبةٌ في أن يعيشَ بألفِ قلبٍ يشتهي لو مرةً أنْ يصبحَ البطلَ المُفَدَّى في الحكاياتِ القديمةِ أن تكون له مغامرةٌ تساوي غرفةً مملوءةً ذهبًا ترافقهُ جميلتُهُ التي كانتُ أسيرةَ خمسِ حياتٍ برأسٍ واحدٍ في قبو قصرٍ لا يزالُ هناكَ في إحدى القصصْ أنْ...
كلنا الملكُ والواعظُ وأنا خلقنا الله من تراب لكنَّ الملكُ نزلَ من السَّماء والواعظَ جاءَ من الغيبِ وأنا خرجتُ من ثقبٍ في الأرض الملكُ يجلسُ على الكرسي يضع على رأسهِ التاج الواعظُ يجلسُ بالصومعة واضعا العمامة وأنا أحملُ الرفشَ والزنبيل في الحقل واضعا الغترة(*) يعتني الملكِ بأولادِه ليكونوا ملوكا...
يُخاتِلُني صدى صوتِك البَعيد قال : اقطعي شريان عهدِنا القديم اعبُري وحيدةً كما كنتِ غوصِي في ملكُوتِ وحدتِك الشّهيّة واقنعِي نفسَك أنّ ليلَ السُّهاد طويل وأنّكِ لا تُطِيقِين حُلكَة الظّلام قلتُ : لكنَّني أتجرّعُ المسافات في لُجِّ السُّكون قال : أنتِ في حلم إذن ! على اللَّيل أنْ يُجفّفَ الأنوارَ...
خِطْتُ ثوبَ الحداثة من حجر مورقٍ لم أقلْ للخيول دعي الضَّبْحَ ركضُكِ أوْلى ألا إنها التهْلُكةْ... معطفي كان مُنسجما فاستعار لأزراره ألقاً رائباً ولِياقتِهِ سحْنَةً تشبه الليل حين يحطُّ ببطء على قريةٍ في ذرى جبل مغربيٍّ على مدخل الكهفِ أشعلْتُ معجزةَ الأولين توسَّدْتُ قلبي وسلسلة الثلج كانت بكفي...
عُصفورةٌ عصبيَّةٌ يدُها وتومئُ باتِّجاهِ مجرَّةِ الليمونِ قلتُ لها: لماذا تصغرينَ إذا كبرتُ وتدلقينَ دموعَ نايكِ في قرارِ القلبِ مثلَ حليبكِ الفجريِّ؟ يا تفَّاحةَ الشهواتِ في فمِ أمِّنا حوَّاءَ لا تتحوَّلي ملحاً ويا سيقانَ سالومي أرقصي حتى الصباحِ على الدمِ الجمريِّ يا امرأةً تسمَّمَ قلبُها...
تتهاطلُ النياتُ نحبسُها كأنفاسٍ نوفرها لنخرجَ مسرعينَ من الدخانِ وكلُّ ما في القلبِ ملكٌ لي أنا المسؤولُ عما يعتريه وتنزلُ النياتُ مسرعةً على وقعِ الظنونِ وما يجرجرهُ القلقْ هي صورةٌ للحبِّ أيضًا تُستَعادُ وتكبرُ الأيامُ فيها غير أنَّ هناكَ من يختارُ أسوأ ما يكونُ من الخياراتِ التي...
الشَّاعرُ كَمَا الشَّعْبُ يريدْ : حُلْما أحْمَر، و بَلَدًا جَدِيدْ ،، حَبِيبَةًٌ يَطْرَحُ عِنْدَ عَتَبَتِهَا بدُونِ عَسَسٍ ، خَميلة قَصِيدْ ،، الشَّاعِرُ كَمَا طَيْر الشَّارعِ الكَبيرِ يُريدُ أنْ يُعِيدَ التَغْرِيدَ إلى بَابِ البَحْرِ ، فَوْقَ عَمَامَةِ إبْنَ خُلْدُونَ ، و...
نجمة قفزت من الطابق السابع فضحكت الفوانيس مَن ذا الذي يقود الجراء إلى بركة التماسيح؟ نجمة قصدت شرفتكَ لا قصدت صورتك المنسية في رف الكومودينو ألم مشبوه جاء بها وقبلات تتكاثر في فمك جعلتك تستمع إليها بصبر، حكة في عظامك تمزق غبش الحنين في صدرك ودمع يؤنس اسمها البعيد عن لسانك، أنت وحيد والباب مغلق...
أتساءل وأنا وسط الحيرة: هل كنتَ تعلمني كيف أسير إلى زمني في عربات الإغفاء وكيف سأدخل تاريخ الأرض من الباب الحجريّ الموصل لفراغ اليدِ سقت إلى نهري الأوَّل سنوات القيظ وأرجأت طقوس العشق إلى إشعار آخرَ لو كان الغيم الآن يشاهدني لوددت مفاتحة الخيل بغزو بلاد الموز وصرت أميرا تنضح كفاه بالأسماء...
طِفْلينِ كنّا كالجِداءِ ( الدّاشره)1 تَدْفعُنا الرّياحُ نَحْوَ الاختباءِ مِن هديرِها فَنَنْحني وراءَ شجْرة الكينا، نُناوِشُ الهُروبَ...
-١- جَذْع خشبٍ طرحه المحيط، أملس من مداعبات الأمواج يشبهُ الجسد البشري لكنه ليس جسداً. الروح سكنت فيه مرة ثم هجرته وانتقلت إلى غيره ذلك أن الروح تستأجر الأجساد أو تشتريها تسكن فيها قليلاً، تمتص عروقها تأكل وتشرب من دمها ثم ترميها في النهاية. -٢- الروح التي سكنت الجذع الخشبي كانت تحب الثياب...
الخلود له مذاق التوت البري وربما هو صوت مقرب فحسب الخلود له لون ولكن مازلت أجهل إن كان أصفرا أم أحمر في درب الجبل صادفت الريح شخصا عابرا قبلا وقدمت له عرض وارتسمت في ذهنه صورة أولية عن الخلود أن يكون زهرة ومن يستطيع أن يكون زهرة في درب الجبل أيضا صادفتني الريح أنا الأخر ولكن التبغ وفتيات اخر...
أعلى