شعر

تلك الطاولة التي كان خلفها "شاري" يحدق في الكؤوس صورة امرأة تتهيأ للرقص كما في مخيلة ذاك العجوز الذي بردت عظامه أغنية تأبى أن تخمد في كل مرة، تأخذه قدماه لِماما - إلى هناك - يحرك فيه النهر تلك المياه الراكدة فيما أنت تهبين واقفة لاستنزاف ما تبقى من الوقت هبني مكثت مليا اقتاتُ...
افتح الخزانة ، برغبتي فحسب ثم احِد اطراف اصابعي بحافة السرير لانبش الصور لاندهش مني لقد كُنت اضحك حقاً كنت اضحك معي الامر ملتبس ، كما اخبرتني الحديقة من قبل كما اخبرني الضوء المتهرب من فاتورة الظل كما اخبرتني الباصات التي نقلت حقائبي وانزلتني لأنني حمولة زائدة عن التذكرة كما اخبرني الشُرطي وهو...
وأنت تتذكر تأتي إليك النار وما تبقى من الجرح مثل حياة لا تخطئ المعنى تعرف الآن أن النسيان صمت في عناقيد الروح وأن الحب لا يكتب إلا برمش العين تعرف أن تكون كما تشاء كل شيء فارغ يستسلم لنارك الطارئة لهذه الثمالة الغامضة التي تمر وتجعلك تضحك ،تغيم وتفصح متعثرا بالوجوه ،بالمتع وبكل البؤس...
حين بدأت سؤالي اِتجه الماء إليَّ تدلى كالعنقود بدالية في بستان عار قال: أنت الرؤية تأكل فهرسة الوجدان تصير أداة بين يديّ الفاتك ومجاز لهيب يركب نهم الشعراء إلى الدهشة وحدك قمر بمنافينا العذبة لا توقظ كأسا لنبيذ البارحة وكل عتيق ألبسه نارك حتى تنظر سترى متسعا يحتل لسانك سترى الغابات العذراء هناك...
نظم أخي الشاعر أحمد الهلالي قصيدة مطولة ذكر فيها رفقته في مكتب الديوان، وذكر الجميع بما يعرف، وهو شاعر أريب لبيب، لكن قدر الله أن يكون نصيبي من المدح هجاءً مغلفًا بالحب والود، حيث عاب عليَّ استكمالي للدراسات العليا بقسم الفلسفة، وكانت لي فترة طويلة انصرفت فيها عن الشعر، قراءة ونظمًا، لكن شاعرنا...
جعبتي خيزران نبت قرب نهر الملل . كلماتي الشاردة همس من وحي ازيريس روحي ياسمين تدلى من شرفة جسد أرهقه الترحال احرفي وشم من ثنايا الوجع ، فرحي بطاقة عبور مؤجل من يصدق أني عنقاء لا تجيد الطيران؟ من يخبرهم اني سجينة ثابوت معلق بين ضفاف الانكسار؟ ملامح القسوة وسمت وجهي التعيس ابتسامتي رحلت...
بروق ترتب فنتها خارج الأسر حيث تنط السعادة من موعد الربِّ حتى أواخر شهر العسلْ. هزائمنا تلك كانت مهربة في صناديقَ للجاز من بعدها لم نقل للجدار العليِّ لك العذر في دمنا يستقلُّ عروبتنا و مقام الغواية لا تلتفت نحوه سرْ أماما هناك غزالتنا تحت كف النهار وناياتنا كلها وذكرى معاطفنا حين كنا نقوم...
جُبَّتي فارغةٌ جِدّا إلاَّ.. من همسٍ ثقيل وفرحٍ قابعٍ بين ثنايا الوجع، يستنفر رحلتي المؤجلة بأثر رجعي ووعد قديم هل حدث وأخبرت هذه الحروب أنّني لا أجيد الانكسار؟ هي لا تعرف ملامح القسوة ولا أنني من وراء الشمس أخترقت السحاب أدمنت عبق جِلدي وأنكرت معنى الانتظار مابال عشقك اليوم... يخطو نحوي؟؟...
يقظ او نائم ، وفي شخيري حوافر تمشي نائم او يقظ وفي مشي وسادة ، تمحي عن الارجل جريمتها كي انكر في المشنقة أنني قد كُنت اُشاهد مشنقتي حائر لكني مؤكد في دينٍ اخر مؤمن لكنني قائد في جيش الردة و مُصاب بحنين الى اصلي في القردة في وقتِ كان الرب صديقاً للاشجار ، والفأس اسنانه لازالت ترضع لم تبلغ سن...
ربما لن يكون أمرا سخيفا أن أتجرد من كل ملامحي تماما مثل عجين بائت وأنا أحَيِّي مواكب الجرذان وهي تغزو غرفتي المبعثرة ماذا يمنعني الآن أن أنضم إلى فرقة الجرذان وهي تغزو شوارع المدينة بحثا عن ملامحي التي تخليت عنها قبل قليل *** أصابعي تجيد العزف على بيانو جارتي الفرنسية كنت أسأل نفسي دائما...
لَاْ تَسْتَحِقُّ قَصِيْدَةً كَمْ قُلْتُهَاْ مِنْ أَجْلِكَاْ وَأَنَاْ السَّجِيْنُ.. وَأَنْتَ سِجْنِـيْ .. صِرْتَ غِرّاً مَاْلِكَاْ مَنْ عَاْتِقِيْ؟! وَأَنَاْ كَمَنْ جَاْءُواْ بِهِ مَوْلَىْ لَكَاْ وَكَأَنَّ صَخْراً رَاْبِضْاً.. مُتَبلْداً فِيْ عَقْلِكَاْ عَلَّمْتَنيْ كَيْفَ...
بلاءٌ خُرافيٌّ وحظٌّ مُكمّمُ وحُكمٌ غريبٌ واحتدامٌ مُصمَّمُ لماذا انحرفنا بعد ما كان طبعُنا هو القيمة العُليا أهذا التقدُّمُ ألم تكن الأخلاقُ للناسِ ضابطًا وكان لنا فيها ضميرٌ مُعلِّمُ وكنا قناديلَ الثقافاتِ كُلَّها فيا حسرةً هذا انحدارٌ مُنظَّمُ سلامٌ علينا ندّعي المجدَ دائمًا ولكن رؤانا...
كماء الزلازل وقت اشتعال المواعيد بالصلوات نهضت أواري ندوب الغيوم (تناهى الحديث وصار ضئيلا وشمس القبائل أترعت المخمل المستهام انفلاتا، تدفق من جذره لحظةً... ويطير) نسيس السنين هباء لقد صعدت بمغازلها الذكريات الحميدات كان لها سلم الكلمات رشيقا لذا هي ألقت لحافا على البحر حتى هوى نحو لبلابه...
في حواف الروح القلقة وانا انتظر كفتاة خرجت لموعدها الاول مُضطربة الشفاه الحيرة توزع بين الاصابع الاحتمالات البسيطة حولي ربما الجنود الناجون من غارات الحلم ليلاً سقطوا في كمين ربما سِرب الصور الفاحشة في الذاكرة فخختها الايادي الزائرة بالحدود الخبيثة ربما عرقلني مجاز في حوافِي وانا اتسلل اليّ...
إلى الشاعر منصف الوهايبي هوذا الهنيْهةَ ههنا يأِتي ويذْهبُ في الممرّاتِ الخَبيئةِ بيْن طَاولةٍ منَ الإبلنْز والشبَّاكِ علْبتُه من الكبْريتِ غرفتُه الفسيحةُ هذه أمْ أنّها الرّحمُ الضّريحُ؟ زُجاجةُ الماغُون في يدِه لأرْحَبُ من بلاَدِ الله، أرْحبُ منْ قلوبِ النّاسِ، يأْتي حينَ يذْهبُ ثُمّ يذْهبُ...
أعلى