نصوص بقلم نقوس المهدي

صفحةمن مذكرات مدمنة تائبة ، روحي طلعت وأنا بفتش على شغل، كان وقتھا لي سنة سنتين وأنا ضیفة ثقیلة على البیت ومستھلكة منتظمة للموارد. المهم.. من حنان الصدیقات وحبھم لي البعرفو وبقدرو جداً، كل كم یوم كده بیرسلوا لي "رابط" إعلان عن وظيفة ، وكان آخر إعلان جد مُشجِع، مفصل علي بالملي، فقمت استعدیت...
يهبط السلم بتمهل شديد، تنقر عصاه رخام الدرجات بإيقاع بطئ، يتناسب مع ما يستغرقه من زمن بين كل درجة و أختها، يخترق سمعه صراخ الجارات، و صخب أطفالهن، و صيحات السكان الجالسين أمام الشاشات عقب إحراز هدف في مباراة، اشتعلت للتو. تقبل الأصوات عالية مزلزلة من خلف أبواب الشقق الموصدة. يبتسم ابتسامة...
في الذكرى الرابعة لرحيل أخي وصديق عمري /عبدالله بن صالح بوخمسين رحمه الله... رنتْ عليَّ بواكي الغيدِ في الطلل حتى بدتْ كجحيمِ الوجدِ في القُبل حين ادلهمَّتْ بدورٌ في مكامنها واسودَّ كلُّ قصيدِ الشعر في الغزل وانساب كلُّ لسانٍ حين لقلقةٍ يُرددُ الحزنَ والأناتُ كالمحَل واستنزفَ الحرفُ شيئاً...
أسابيع على تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة حكومته اليمينية المتطرفة الجديدة،ارسل وزير خارجيته "إيلي كوهن" على رأس وفد إلى العاصمة السودانية الخرطوم،وفي تاريخ يتطابق مع تاريخ لقاءه بالفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان في اوغندا قبل ثلاث سنوات،أرسله لبحث التاريخ الانسب...
تحدث الشاعر القدير محمد جبر الحربي في قصائد ديوانه " عطر الناس " عن الموت في بعض قصائده؛ فبين أن الأرواح تزهر ثم تموت، وأنه تفنى أصوات الموت ولا يفنى صوت الشعر الخالد، وتحدث عن موت الإصرار على الزند، وعن حب الأرض وكراهية أسلحة الحروب والموت، وبين أن الموت يتابع الخطوات كظل ، وأن الأسئلة لا...
سأكُونُ مُنْشَغلاً بها، هذا المساء سأكونُ مُنشغلا بها سأرتّبُ الأحلامَ قُربَ تَدَفُّقِ اليُنبوع أهدي أصيصَ الأقحوان عطور موجٍ لا يُطلّ مع الزبدْ زَبدٌ يُتَعْتِعُهُ المَدى.. ويُراقصُ المرسى القديمَ ويختفي ليَهُبَّ في جسد الظهيرةِ كالأبدْ سأكون منشغلا بها هذا المساء...
إنَّها الثانية صباحًا أشعرُ بالجوعِ وحبيبي يخبئ في فمهِ قبلةً طيبةً -أعرف مذاقها جيدًا- وفي دولابهِ خوخٌ شهيٌّ. هذه الأيام يقرصني الجوع بالليل كثيرًا والمسافة -حتى أصل لموعدنا القادم- بعيدة. إنَّني الآن جائعةٌ، وخائفةٌ وحبيبي يخبئ خلف صوتهِ بيتًا، وجيشًا "لو بدكِ يا غصن البان، جوه عيوني بخبيكي،...
فجأةً وجدت ذاتي مولعةً بالمطالعة منذ بداية العقد الثاني من عمري، ووجدتُها بعد سنوات قليلة تحلم بالكتابة وإن كنت أراها أمنيةً شبه مستحيلة، أحسبها صنعةً خاصة ببشرٍ لم يُخلقوا إلا لها، وبعد سنواتٍ من المطالعة تجرأتُ وأقتحمتُها. بدأتُ أكتب حكاياتِ أمي وزميلاتها بلغةٍ تخرجها من العامي إلى الفصيح،...
رأى مسافر شيخاً يجرُّ خُطاه على الدَّرب جَرّا، ويوسعُ بعصاهُ الرَّصف نَقْرا، قد أثقلَه كَرُّ السّنين، وأتعبَه مَرُّ الأيام وطُول الحَنين، فألقى التحيّة، وقال: مَن الشيخ، ومِن أيْن؟ قال الشيخ: عبدٌ من عباد الله.. سائحٌ بأرضِه، قد مَضَّهُ في السُّرى الأيْن، وجرَّب تَبَاريح البَيْن. وما خَبَرُك...
غَمامٌ على سطْح داري وعصفورةٌ في جداري ليَحْيا الغمامْ... ويحيا الهواء الذي - سيّد الماء والتّرْب – هوَّ ويحيا الكلام الذي لا يطيل الكلامْ... وأحيى ... ولي أنْ أسُبّ القصيدة شهرَيْن في اليوم، إنْ أوْغَلتْ في سراب اللَغَهْ ودارتْ على نفْسها خارج الشّعْرِ كالحَلْقة المفْرغَهْ. لهذا .. تردّدتُ...
كم انتظرتُ أيها النورُ أراكَ هاهنا ترميهم فيسقطونَ كالبعوضِ تحت مرآتكَ هاهنا أمام عين آخر الظلامِ أنهَكوا روحي وهم يصورون في الأناشيدِ تماثيل الميادينِ حوائطِ البيوتِ ............ يكتبونَ في الدواوينِ نماذج المصالحِ التعاليم على ظهرِ الكتاب المدرسيِّ اللافتات فوق واجهات كل المنشآتِ...
هناك "كتبة" لم يقرأوا في حياتهم رواية أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو مسرحية (ولا مشاهدتها) ولم يكتبوا قصة قصيرة نشروها من قبل لتشهد لهم؛ فجأة يخرجون عليك بـ "رواية" يطبعونها على حسابهم في "دكان نشر" ثم يروحون يروجون لها باللايكات التي يشترونها من مواقعها المعروفة. ويعرضونها لتعاليق "الأصدقاء"،...
وجد نزارغالي بعد أن أُغلِقَ باب القطار أنه الراكب الأخير. توقف هنيهة ليستعيد أنفاسه ثم بدأ بالتخطي في الممرات باحثًا عن مقعد رقم 26 وما أن عثر عليه حتى ألقى بجسده عليه مادًا يده في جيبه الشمال ليتأكد من أن المسدس ما زال في مكانه. انتبه للفتاة الجالسة قبالته والتي كانت تنظر إليه بطرف عينيها وهي...
أُلملمُ ما تساقطَ منكِ فيَّ من القصائدِ والحصى المهتاجِ غربَ دمي وشرقَ ربيعكِ المحكي وأذهبُ في سرابكِ عبرَ بوَّاباتِ سيدوري وقلبي مثلُ أجراسِ البنفسجِ يجمعُ النمشَ الـمُنوِّرَ أو دموعَ يمامةٍ سوداءَ لا مرئيَّةٍ تبكي وراءَ نحيبِ شَعرِكِ في يديَّ.. تفتِّحُ النارُ زنابقَ مقلتيكِ على عيوني.. يا...
أيها الهيكل العظمي.. الذي يزوره الأموات على دراجات رملية- أصدقاؤه الذين انقرضوا مثل دينصورات عاشبة.. ذكرياته التي تحولت إلى أغصان جافة.. مخيلته التي امتلأت بالديدان والسحليات.. عضوه الذكري الذي افترسته أفعى المامبا.. صوته المليئ بزئير الأشباح.. إرحل إرحل إرحل عد إلى ضريحك الكلاسيكي حيث ترقد...
أعلى