قصة قصيرة

مهداة إلى نعيمة الملوكي، أستاذتي بالقسم الثالث ابتدائي بمراكش، السنة الدراسية 66/65 زمن القحط والفقر... كان، وكان قسمنا المختلط يعكس أوضاعنا الاجتماعية. رغم تفاوتاتها الطبقية الضئيلة، كنا متساوين في شكل لباسنا ومظهر القهر على وجوهنا... حتى الأوبئة لم تكن تميز بين فقيرنا ومترفنا. "سواح" مرض...
كان عبد العزيز، وكنا نسميه تحببا “تَعِيزَّا”، مِلْحَ جماعتنا، ومُنقذنا من الملل، وصانع فرجتنا. وحين أتذكر اليوم، بعد كل هذه السنين الطويلة، كثيرا من الوقائع العجيبة، أجد أن تَعيزّا كان في الغالب هو مُبدِعها، وبطلها، وضحيتها ! أذكر، من بين كثير مما أذكر، أننا قرأنا في حصة القرآن الكريم قصة...
لا تنفك عمتي يزة تنذب حظها، تقول إن عينا شريرة تلاحقها، فمستأجرو بيتها، الذين تتابعوا على كرائه منذ وفاة زوجها، بعد أن أخلته وسكنت بالغرفة الصغيرة على السطح، لم (يَصْدَقْ) فيهم ولا واحد. تقول لي: ـ أول من اكترى مني البيت كان أستاذ لغة فرنسية، أنيق وصامت لا يكلم أحدا، ولا يأتي عنده أحد، لكن ما إن...
بأمرِ ... الملكِ ... شهريار ... يتجمعُ أهالي بغدادَ في ساحةِ الفردوسِ ، كانتْ شمسُ الزوراءَ شقراءَ تتهادى متعبة ً في سماءٍ باهتةِ الزرقةِ كلمَّا أقتربت من المدى الداكنِ الزرقةِ أمتزَجَتْ مَعَهُ في سوادٍ خالصٍ غريبٍ ، راح شهريارُ يخطبُ في جمهورِ الحاضرينَ :- - يا أبناءَ شعبي ...
في وسط غرفة صغيرة معتمة، كانت الحاجة زَيْنبو جالسة، منكسرة القلب... كان بُخار عود صافُورا يملأ الغرفة، ويكاد يُغمي عليه... تأمَّلت في العرَّاف وهو يُتمتمُ بألفاظٍ غريبة على رأس ابنها المغطَّى برداء أحمر... لا شكَّ أنَّ العرَّاف كان في صراعٍ عنيفٍ مع أرواحٍ شرِّيرة... كان الخوف يهجُمُ على الحاجة...
كان هناك متحف واحد في بلاد الأمير، واحد لا ثاني له في ربوع البلاد... كان المتحف يسمى ” متحف الأمير” وكما هو واضح من اسمه كان لشخص الأمير فقط... كانت مقتنيات الأمير تُجمَع وتُعرَض في هذ المتحف. وخلاف مقتنيات كل الأمراء والملوك، الرؤساء والقادة التي غالباً ما تجمع وتعرض في المتاحف للذكرى والتاريخ...
الثالثة والربع صباحا: خيالك ينقر نافذة عقلي مثل عصفور يبحث عن ملجأ.. لا اعرف سر اللوحة.. وحائر بين ان افتح النافذة لعصفور البحر.. ام اغلق الريح بسدادة قطن اضعها في اذني كي اغفو وانام.. في كل الاحوال: تصبحين على خير. أجبته : نافذة قلبك يجب ان تبقى دائماً مفتوحة، ماذا لو دخلت فراشة تحلق حول قلبك...
إلى ذكرى الفقيدة عانف عائشة- هي لا تعرف عادل، فهو ليس من تلك الوجوه التي كانت تتردد على دارهم، وما تلبث أن تنسيهم الوظائف أسمالهم وأفكارهم وتنسيهم الخبز والملح والعائلةَ التي أطعمتهم و آوتهم يوما. هي لم تره من قبل: فعائشة لا تخرج من الدار إلا لماما، وإذا فعلت فمجالها محدود جدا. الحمّام يوم...
كان مكتب الأرشيف خاليا من الموظفين، لا أدري أين ذهبوا ولكني أعلم أنهم في مثل هذه الساعة من كل يوم يتناولون وجبة الإفطار، وأعرف فيهم – وهم سبعة رجال وسيدة – كلفاً بالسمك البلطي و البصل و الشطة الحراقة. وعلوية: ثامنة الجماعة في تحضير الوجبة ماهرة وحاذقة. هذا ليس مهماً .. المهم أنني أرسلت لهم مذكرة...
”مركز لشراء الزوج“ قد افتتح مؤخرًا حيث يمكن لكلّ امرأة أن تختار الزوج من بين الكثير من الرجال. المركز المذكور مكوّن من خمسة طوابق، وعدد الرجال ذوي المواصفات الإيجابية يتزايد كلّما صعدت المشترية إلى الأعلى. وكان هنالك شرط: عندما تفتحين أيّتها السيّدة باب أيِّ طابق يُمكنك اختيار رجل من ذلك الطابق،...
ألقته سيارة مظللة في ميدان لاه مكتظ ثم غربت حيث المجهول، لم يلحظوه إلا حين صم آذانهم منبه سيارة أخرى متحاشية دهسه، سارع البعض بالسباب على صاحب السيارة ظنا أنه صدمه، هموا برفع ذلك الجسد الذي لا زال مضرجا بالدماء.. إنسل صاحب السيارة خوفا كالنمل المتسارع بآلية يومية، أحاط به البعض يسأله هل أصابته...
اسماعيل في الأربعين ويشتغل صبّاغاً، يعمل أحيانا ويبقى عاطلا أحيانا أخرى، يعيش مع أمّه في بيت صغير. لكن رغم أنه في الأربعين، فإّن روحه روح طفل، وجهه الأمرد مبتسم ٌدائما، وعيناهُ ملتمعتان، وبذلة ُ العملِ الزقاء الملطّخة بمختلف الألوان تُضْفي عليه طابع بهلوان. وفي كل مرة تتَفَتّقُ قريحته عن هواية...
ما إن بدأ النعاس يدب إلى عيني عبد الله، وكان قد أصبح يشعر بخدر لذيذ يسري بجسمه، حتى أيقظته. كانت واقفة على رأسه، تمسك ببطنها بكلتي يديها وتتأوه وتقول : ـ آميمتي مصارني، غادي نموت ! ملأ الحنق نفسه إلا أنه تصنع الاهتمام والشفقة، جلس على حافة السرير، أحس بالبرد في رجليه الحافيتين، أراد أن يقول...
" الحياة بها أشياء أغرب من الخيال أحياناً .. وهذه القصة قد لا تمت إلي الواقع بصلة .. لكن بها شيء ما من المصداقية يصلها بالواقع الذي نُعايشه , وقد تكون قصة واقعية فعلاً , لكنها في النهاية لا تخلو عن كونها قصة من نسيج خيال فنان مبدع وجدانه لا ينفك بحالٍ , يحاكي شيءً من الواقع المر الاليم الذي...
سأشتري منكِ واحدة أخرى يا سيدتي طيّبةٌ.. فيها عرقُ يديكِ المالح..ويتنقّط عرق جبينك فوق العجين وما من يمسحه سوى أطراف أكمامك اللانظيفة .. وهذا هو سرّ النكهة العجيبة في الخبز اليدوي افرشي لذائذ صنعتكِ في عجينك المرقوق .. زعتراً أم جبناً أم لحماً مفروماً .. ودعيني أنتظر فأنا لست مستعجلاً رائحة...
أعلى