رواية

(11) استقبلتني ندى بلهفة كبيرة عند عودتي من الأراضي المحتلة، كان اتصالي بها قد انقطع تقريبا خلال فترة تواجدي هناك، رغم أنها لم تغادر قط قلبي وعقلي، إلا أن الحالة العامة التي كنت أعيشها هناك جعلت اتصالي بها يتدنى إلى درجة لم نعهدها منذ أفضى كلانا بمشاعره إلى الآخر، كان ترحيبها بي قويا ودافئا إلى...
(10) التقيت مع مجموعة من الفتيات والسيدات الفلسطينيات، كن بين أم ... أو أخت ... أو ابنة ... أو قريبة لشهيد أو جريح أو مُبعد أو مُعتقل، دار حواري معهن حول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الممارسات العدوانية الإسرائيلية المتصاعدة، حكين لي عن تجاربهن الخاصة في العيش تحت...
(9) وقع صدامي الأول مع جنود الاحتلال عند عبوري من الأردن إلى الأراضي المحتلة، تعامل معي حرس الحدود الإسرائيليون بصورة مستفزة للغاية، تعمدوا تعطيل إجراءات دخولي بحجة فحص أوراقي والتأكد من سلامتها، اندلعت بيني وبينهم مشادة كلامية حادة، اتهمتهم بإعاقة عملي كمراسل معتمد وهددت برفع الأمر إلى...
(8) سادت بين العاملين في القناة حالة من الغضب العارم مع بدء ما أسمته إسرائيل "حملة الجدار الواقي" وما رافقها من حصار لكنيسة المهد في بيت لحم وجرائم حرب بشعة في مخيم جنين، كان الأمر في الواقع صدى لحالة من الغليان الشعبي المتصاعد تجتاح الشارع العربي بأكمله تندد بالتخاذل العربي الرسمي عن دعم...
(7) بالتزامن مع تصعيد عنيف ومتواصل للأحداث على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية، وأحاديث عن خطة سعودية للسلام، بدأنا العمل في سلسلة جديدة من الحلقات مخصصة لمناقشة حاضر الانتفاضة الفلسطينية ومستقبلها، تم طرح عدة محاور للنقاش شارك فيها نخبة من الشخصيات العربية والأجنبية وثيقة الصلة بالموضوع، كما...
(6) ها أنا ذا مرة أخرى فى دبي، استقبلني زملائي بحفاوة شديدة، كعادته كان حسن أكثر الزملاء دفئا ومودة، توجهت بعد التقائي بهم مباشرة للقاء عبد الرحمن، كان في انتظاري، رحب بي ترحيبا قويا لكنه لا يخلو من طابعه الرسمي في التعامل مع الآخرين، طلب مني الجلوس ثم بدأ في الثناء عليَّ وعلى العمل الذي أنجزته...
(5) من قندهار إلى كابول ... ها أنا ذا في العاصمة الأفغانية، أحظى أخيرا ببعض مظاهر الراحة والرفاهية، تحولت من شخص مجهول يعمل بصورة سرية دون أي غطاء أو حماية إلى مراسل رسمي ومعتمد يحظى بقدر معقول نسبيا من الأمان، لم يكن هذا التحول سهلا على الإطلاق، كدت أن أُطرد أنا ورشيد نهائيا من أفغانستان، سبب...
(4) وصلت إلى باكستان، كان معي رشيد ... مصور باكستاني يعمل بالقناة، كنا مسلحان بما خف وزنه وغلا ثمنه من تكنولوجيا حديثة سيكون لها بالتأكيد دورا حاسما في إنجاز مهمتنا الصعبة، سهل وجود رشيد معي أموراً كثيرة، انتقلنا من كراتشي إلى منطقة الحدود عبر سلسلة من الخطوات المحسوبة بدقة شديدة وفى حذر بالغ،...
(3) دعوت ندى للعشاء بأحد مطاعم دبي، إنها المرة الأولى التي نخرج فيها سـويا، ترددت قليلا قبل أن أقدم على هذه الخطوة، لكنها كانت أمرا حتميا لا مفر من وقوعه، ونتيجة منطقية للتطور شديد السرعة في مسار العلاقة بيننا، فبرغم الهدوء الذي يبدو على السطح، إلا أن هناك غليانا شديدا بداخل كل منا يبرز بصورة...
(2) أحداث نيويورك وواشنطن المذهلة كانت أكثر جموحا مما يمكن أن يتخيله أي إنسان عاقل، إنه أمر في غاية الغرابة سواء على مستوى التخطيط الدقيق أو التنفيذ المحكم بصورة تجعله أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ردود الأفعال بين العاملين في القناة كانت شديدة التباين، هناك من انتابته فرحة هستيرية لا يمكن...
من نافذة اختناقها، تطلّ على الزّقاق الضّيق، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر إبتسامة من دمع. لكنّ وجه ابن عمهّا (رضوان) المقيت، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها، ترمق خاتمها الذّهبي، الذي يشنقُ أحلامها بازدراء، ترتدُّ نحو...
إهـداء إلى كل من يجتهد في السعي بحثا عن الحقيقة ويسعد بامتلاك ولو جزء يسير منها وإلى كل من يعتقد أنه يمتلك الحقيقة الكاملة ولا يدرك أنه لا يمتلك شيئاً على الإطلاق أيمن مصطفى الأسمر دمياط - مصر يناير 2005 (1) بدأت اليوم عملي في دبي، إنه يومي الأول بإحدى القنوات الفضائية التي انتقلت...
12- قالت "أمي": أحضر لك "أبوك" حزمة "شيتات"[67] من السينما، تكفي لتغطية جدران غرفتك إن رغبت، وسيكون ذلك مؤقتاً، حيث الطلاء لا ينفع مع جدران متداعية، حيطانها من الطابوق الأحمر.. وجدت الأمر يروق لي وقررت العمل وحديّ. دون ان اجعلها تشاركني، اذ أتعبها الحَمل، وبالكاد تجرّ خطواتها، لم تكاسل لحظة عن...
عادت "أفراميا" إلى طريق الآلام، ووجدت المرحلة الثامنة حسبما أشار لها "أحمد"، لكنها كانت مضطربة، وعاجزة عن التركيز، وقد أحست بدوار جعلها تجلس فوق صخرة بالقرب منها، وكانت السماء فوقها تتفتق كالسراويل، وتنخلع عن الأرض كالبرانس، ونظرت نحو قرص الشمس، وكانت أشعتها ملتهبة وحارقة، كانت ثمة أوحال وغيمات...
11 "قرطاسُ لحظكِ سيفيض ألقاً، وأن لا تعذلي". لكنها قالت: "ما الكتابة والعذل يا صاح..حتى ليلي لم أنَمْه: بعدما سمعت حفيف ورق الخريف".. ***** ***** ***** كانت الإضاءة ليلاً جيدة جداً وتفترش على مساحة الحديقة العامة التي تحاذي النهر وشارعيه، والممتدة من قنطرة "خليل باشا".. حتى تقاطع ساحة...
أعلى