-ج 4-
"الأسطى" عبد الهادي
انعقدت جلسة أولى من المفاوضات بيننا وبين وفد يمثل الوزارة، حضر اللقاء ممثلون عن النقابة العامة، كان موقفهم محبطا للغاية، ساندوا وجهة نظر الحكومة بالكامل بدلا من دعم العمال الذين يمثلونهم، أثار موقفهم "الأسطى" حسين وانفعل بشدة، لم نستطع تهدئته إلا بصعوبة بالغة، تزامن...
عينان عسليتان .نهد خمري , قبضة كف, مكور ومنتفض ,عشرون عاما مضت منذ تعرف عليها , دار ت به وبها عجلات الزمن ,لم تترك لونا من اسلحة الارادة الا وجربته لمقاومة الانهيار ,وحيدة هي الان في قرية قصية بالجنوب .. بلبل في قفص وقطة جميلة هي ما تبقى من ضجة الاصدقاء والاقرباء ...
مضى على ذلك اكثر من ربع قرن...
الفصل الأول
حين قررت كتابة هذه الرواية والتي أقل ما يقال عنها أنها رحلة تعددت أزمنة حكيها ما بين الماضي البعيد والقريب والحاضر المشوش والمستقبل الغامض ...شخوصها سقطت غائبة عن أجسادها حين احتجزت بقاعة انتظار بمطار دولي، فأحست وكان أجسادها ليست ملك لها، وبينها وبين الأجساد الأخرى حقيقة يجهلونها...
(جزء 3)
محمد عبد الهادي
فاجأني ما عرفته مصادفة عن الأحداث التي تدور في الشركة التي يعمل بها والدي، قابلني "الأسطى" حسين خلال إحدى جولاتي وأخذ يسرد لي في ضيق بالغ ما يواجهونه، كنت أعرف "الأسطى" حسين منذ الصغر وأعرف عصبيته الشديدة فحاولت أن أطمئنه رغم مفاجأتي بالأمر، حرصت على العودة إلى البيت...
"الأسطى" عبد الهادي
توالت الأخبار والحكايات حول عملية البيع المرتقبة، تكاثرت فلم نعرف الحقيقي من المزيف، أفادت إحدى الحكايات أن هناك أربعة أو خمسة عروض مؤكدة وأنه قد بدأت دراستها بالفعل، حكاية أخرى ذكرت أنه لا يوجد إلا عرض وحيد وأن هناك تكتما شديدا يحيط به، من جهة أخرى قال بعض الموظفين والعمال...
هذه الرواية خيال محض
لكن الواقع غالبا أكثر غرابة من أي خيال
أهديها إلى ابنتي الحبيبة أروى
أيمن مصطفى الأسمر
دمياط - مصر
يناير 2008
محمد عبد الهادي
كعادتي في الشهر المنقضي التجأت في نهاية يوم شاق آخر إلى مقعد وحيد في مقهى شبه خاو، أصبح هذا المقهى بالنسبة لي ملاذا آمنا ألجأ إليه في ساعة متأخرة...
هذه الرواية سوف تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه المتناثرة بالتاريخ المنسي بكوكب الأرض بمجرة بالكون، ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل للانسان في كينونته الشاملة وهو يتدحرج بين منحدرات الحياة ومنعرجاتها ومطباتها بأفراحها وأحزانها كبيضة نعام بمنحدر، لينهض في آخر المساركضربان خارج من...
هناك صيف في كل مكان، داخل الأحذية وبين أسنان المشط، وتحت الإبطين، وفي غمامة الذاكرة، وله رائحة نمل محترق. ليس النمل المجنح فقط، بل حتى النمل الذي يتعشى تحت الجلد. أو ذلك المتخفي داخل الأرواح المتململة. ويحاول الكلب طرده من لسانه الطويل، وهو يعود إلى الخلف، لكي لا يتبع سيده الصغير. والسيد الصغير...
(17 - الأخيرة)
اشتعلت سماء بغداد وأرضها، دك القصف العنيف والمركز العديد من المواقع القيادية والقصور الرئاسية وتجاوزها إلى الأحياء السكنية، بدأ الغزو البرى من الجنوب وتضاربت الأنباء عن مدى توغل المدرعات الأمريكية - البريطانية في مناطق أم القصر والفاو والناصرية والبصرة، يبدو أن مقاومة شرسة وغير...
(16)
وقفت مترددا أمام مدخل الفيلا التي تسكن بها ندى، كان الوقت قد تأخر كثيرا، ورغم كل المحاذير إلا أنني قررت أن أصعد إليها، فتح لي والدها الباب، استأذنته في الدخول، رحب بي، بعد اعتذاري عن الزيارة في هذا الوقت المتأخر خاطبته قائلا:
ـ كنت أريد أن أفاتحك في أمر هام، لكن هل تسمح لي أولا أن أتحدث...
(15)
استدعاني عبد الرحمن على عجل، طرت على الفور من نيويورك إلى دبي، وفى خلال أقل من أربع وعشرين ساعة كنت جالسا بمكتبه، كان معه بعض المسئولين بالقناة، كان يبدو عليه الانفعال والتوتر الشديدين، خاطبني مباشرة دون مقدمات :
ـ لم يعد هناك أي داع لبقائك في نيويورك، يجب أن تكون في العراق الآن.
استفزني...
(14)
أصبح من الواضح أن الخلاف بخصوص حرب العراق قد أحدث شرخا داخل العالم الغربي، ويبدو أن التصريحات الحمقاء لرامسفيلد وبعض صقور الإدارة الأمريكية تجاه فرنسا وألمانيا وروسيا بما تحمله من نبرة استهزاء وسخرية لا يمكن تجاهلها قـد ساهمت كثيرا في صنع هذا الشرخ الواضح، ورغم أن العديدين يرون أن رفض...
(13)
اتصل فريد من واشنطن ليطلعني على ما أسماه "حمى ضرب العراق" التي تسود أجواء العاصمة الأمريكية، فمن خلال اتصالاته بأعضاء الإدارة والكونجرس، فضلا عن العديد من الجهات المتنوعة ... رسمية وغير رسميـة، يبدو واضحا أن هناك حالة من الهوس بضرورة توجيه ضربة عسكرية حاسمة لبغداد والإطاحة بصدام حسين، ورغم...
(12)
صدمتني نيويورك منذ اللحظة الأولى لوصولي إليها، ابتداءً من المطار الهائل الذي حطت به طائرتي والإجراءات الأمنية الصارمة التي واجهتني، مروراً بشوارعها ومبانيها العملاقة التي بدت لي غير إنسانية شيدها عمالقة أسطوريون، وانتهاءً بمتاهتي لعدة ساعات أصابني خلالها اليأس العميق إلى أن تمكنت أخيرا من...
(11)
استقبلتني ندى بلهفة كبيرة عند عودتي من الأراضي المحتلة، كان اتصالي بها قد انقطع تقريبا خلال فترة تواجدي هناك، رغم أنها لم تغادر قط قلبي وعقلي، إلا أن الحالة العامة التي كنت أعيشها هناك جعلت اتصالي بها يتدنى إلى درجة لم نعهدها منذ أفضى كلانا بمشاعره إلى الآخر، كان ترحيبها بي قويا ودافئا إلى...