رواية

9- قالت العمة "نهلة": "يومَ أطلقوا سراح شقيقي "نديم" من الحجز، الذي دام تسعة أشهر، بسبب انتمائه للحزب الشيوعي". صَحبْتُ ابنه "صفاء" إلى بيته الذي لا يبعد عن بيتنا سوى عبور الضفة الأخرى من نهر "خريسان"، حيث هللّ بقدومنا الكلب "دوبر" بنباحه المعهود، فنهره "بهاء" شقيق "صفاء" من النافذة، اخرسه...
8 البيضة بيضتها، والحيمنحيمنهُ.. كأني وقفت متسائلاً ببراءة قبل أن أتّحِد في خلية واحدة، وأستوطن الرحم.. حتى تنشطر خلية كينونتي إلى خليتين، والاثنتين إلى أربع والأربع إلى ثمان، وهكذا حتى أكون كائناً واحداً، بكامل "أناهُ العليا"، وقبل أن أكتسي بجسد بشري، وأدبّ بحواسي وأتحسس مكاني الهيولي. فكل نصف...
7 بإصراري على ركوب الدراجة لوحدي، والذهاب إلى المدرسة، ومن ثم المكتبة.. تحقَقَ فكاكي من قفص الخوف، وخاصة بعد أن استدعيَّ "عمي" الأصغر إلى الخدمة العسكرية، ثم لحقهُ الأكبر، وكان أيضاً متخلفاً عن أدائها لمدة ثلاث سنوات، مُلتحقاً مع شقيقه..باتهناك فراغ كبير في بيت جدي، وبدأت فيه أستعد للحضور...
6 حتى في يوم استلام نتيجة الامتحان، لم يسمح "أبي" بأن أذهب إلى المدرسة دون رفقة أحد من أشقائه، وسبق أن اشترى لهما بسبب هذا المشوار دراجة هوائية يتناوبان عليها في إيصالي إلى المدرسة، والعودة منها. بالرغم من أنها كانت لا تبعد عن "دربونتنا" سوى أربع أو خمس درابين(27). هذا ما درجت عليه حياتي أن...
5 كان يقول في كل مرة هازئاً: - "مَنْ أَعطى ثُقْبهُ لا يُوثقُّ بهِ"(25) .. كنتُ أعرف أنه لا يشير إلى ثقب التاريخ الذي تشبَّث بعروته، وجعل منه مهمازا يهمزُ حصانه الطائر. بل كان يشير إلى حالة أخلاقية. هل يذهب بقصده الى المؤرخ الذي لم يقل سوى الحقيقة التي أراد ان يفرضها علينا، وأهمل الحقيقة التي...
4 قالت "العمّة أمينة" محذرةً "فؤاد" من عواقب الدخول إلى البيت المهجور، مرة أخرى: - الجنيَّة التي كانت تسكن بيت "يهوده" هي التي قتلت "نهيّة". كان ولداً جريئاً جداً، لا يخاف الجنّ، ولا العفاريت، ولا الطناطل، ولا السعالي التي كانت تسكن باطن عقول أغلب الذين كانوا من حولنا، وتجول بمرح، وحيوية...
3 اكتشفتْ جريمة قتل "العم موشيه" عقب انتهاء عرض فيلم الكاوبوي الامريكي "من أجل حفنة من الدولارات"(11) ، بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً، مع نهاية يوم حافل بالمشقة والزحام. كان فيلماً ناجحاً وقد حقق امتلاءً في القاعة، وعدّ من أكثر الأفلام جمهوراً، لكن اليوم السعيد لم ينته كما بدأ. بقيت ماكينة عرض...
الفصل ١٧ والأخير حين ضغطت زر الجرس ، فاجأنى شخص بفتح الباب ، كان ضخماً، طويلاً، مفتول العضلات، نظر إلى شذراً ثم صاح بى : - ماذا أتى بك إلى هنا ؟ وقبل أن أهم بفتح فمى ، لكزنى بقوة فى صدرى . - ألم أحذرك من قبل أن تبتعد عنها ؟! صحت من المفاجأة : - أنت جاسر !! - يبدو أنك لم تعتبر مما حدث لصديقك...
2- تزامنتْ حادثة نهب بيت "يَهْودَه"، وتفريغهِ من محتواه خلالَ فترة دعوة "أبي" لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية. إذ بقيّ غائباً عن المحلة لأكثر من أربعين يوماً، دون إجازة يوم واحد. حتى دفع البَدل النقدي، وعاد حرّاً، وفرحاً وتفاجأ بالذي أخبرتهُ به "جدتي" بأن بيت "يهوده" نُهبَ. كأن ضحكته تيّبستْ،...
عدت إلى مجلة ألوان ، بعد أن طلبت منى علياء عدم التخلى عنها وعن مصالح ابنتها ، ابنة صديقى الراحل أدهم ، علمت بخبر مذهل ، لقد تم زواج زيزى وهى لازالت حامل فى شهرها الرابع من ممدوح ، الذى كان فى استقبالى وهو فى غاية القلق . جأتنى زيزى ، رحبت بى كثيراً ، طمأنتها على مصير زوجها ، قلت لها : اطمئنى...
* تنويه: نقلت هذه الرواية الى اللغة الإنكليزية وصدرت عن دار الصافي سياتيل – الولايات المتحدة الامريكية 2013م، ولم تصدر طبعتها العربية الاولى.حتى يومنا هذا.. أرجو: أن تغفروا ليَ كلّ هذا الخيال، وأن لا تلوموني، عن عدم التشابه، أو التطابق... حيث لا تُقارن الحَصاةُبأختِها..!!   • التأريخُ...
إن بى يقين أن لى معك قصة حب قديمة قدم الأولين !! ترى ماذا كانت تفاصيل علاقتى بك فى تلك الحقبة من الزمن ؟ هل يمكننى أن أتطهر من سطوتك ؟ أن أتخلص منك ؟! أن أبتعد عنك ؟ وصرت أخشى الليل الطويل ، أخاف الوحدة ، أرجف منها فزعاً وألماً . أهرب من نفسى إلى الناس والشوارع والضوضاء ، أتجنب لقائى بنفسى ،...
أتانى صوتك فى الهاتف متحشرجاً ، حزيناً ، مشبعاً بالدموع والألام... - أريدك فى أمر هام. - تعالى إلى فى بيتى . - هل هذا يصح ؟ - وما العيب فى زيارتك لى ، الأصدقاء يتزاورون فى بيوت بعضهم البعض . وعلى غير المتوقع أتيتنى فى منزلى ، كانت مفاجأة ألهبت كل حواسى ، أنا وأنت وحدنا ، بكل جموحك وجمالك الغجرى...
أتيت إلىَّ ...حزينة غاضبة !! - لما تعاملنى بهذه القسوة ؟ - لم تحدث منى لك أى إساءة ، بل إننى أعاملك مثلما أعامل أى شخص فى المجلة . - وهل أنا مثل أى شخص ؟! - أنت التى حددت طبيعة العلاقة بينى وبينك . - قلت لك لنكن أصدقاء . - أه ...أصدقاء ، كيف ؟ - الصداقة الحقيقية شئ سامى رفيع ، كيف لشخص...
ليلى : أصحيح أنك ستتزوج قريباً ؟ - هذا شئ يخصنى وحدى . - أنسيت كل ما كان بيننا ؟ - كان ...كان فعل ماضى . - الماضى ... - نعم الماضى الذى بعته أنت بأبخس الأثمان . - و كل ما أقدمه لك الآن من مال ونجومية وشهرة...أليس هذا فعلاً مضارعاً ؟ أم أنك لا تتذكر سوى الماضى ؟ - دعينا نتطلع لما هو أهم . - ماذا...
أعلى