سرد

أَمْضَى جُلَّ خِدْمَتِهِ الْوَظِيفِيَّةِ الْمَدِيدَةِ مُتَمَلِّقًا لِهَذَا الْمَسْؤُولِ أَوْ ذَاكَ، مَاسِحًا الْأَكْتَافَ دُونَ خَجَلٍ أَوْ وَجَلٍ. اِكْتَسَبَ سُمْعَةً سَيِّئَةً بَيْنَ أَقْرَانِهِ مُتَسَلِّقًا السُّلَّمَ الْوَظِيفِيَّ بِسُرْعَةٍ تَبْعَثُ عَلَى الْأَسَى وَالْحَيْرَةِ أَحْيَانًا،...
يَبدأ الفزعُ الهائل من جنوني بكْ.. يرسمُ أروقة ومسارات، علامات للدهشةِ والتخيل. أرىْ جدي النائم في عتمِ الليلِ. أراهـن أن الشتاء أروع بكثير من كل الأيام التي مرت، مسافة بيني وبين الحلم تتواري، تخلق قسوة لا أعرفها ألــعن قسوة البرد ورائحة السجائر في غرفةِ مسدودةِ كسماءِ الغيمِ، طاولة...
في صبيحة ذلك اليوم .. خرج مستعجلا من البيت.. علي غير عادته .. يتأبط حقيبته الرمادية .. يقف في نفس المكان .. ينتظر الأتوبيس الذي يقله إلي العمل .. كجزء لا يتجزأ من روتينه اليومي .. واقفا ينتظر حتى يفرغ النازلون.. فهو لم يعد قادراً علي المقاومة.. فجسمه النحيل يعجز علي دفع تلك الأجسام الضخمة ...
إعتاد ( دحام ) ان يطرق باب منزل عائلة (حسان ) بين الحين والاخر، عندما يبلّغ من قبل دائرته في تعزيزالمعلومات الامنية التي تحتاجها بشكل دوري ، في استمارات ورقية محفوظة في حقيبة سوداء تآكلت اطرافها. وجه دحام يحمل رعونة الواقع المهتاج والمأزوم ، عيناه رماديتان تعلنان عن بلادة وحقد مرير ، كان يتلعثم...
1 ـ زيارة ليلية تماما ًمثلما توقع ، جاءه زوار الليل . طرقات على الباب الخارجي وقد انتصب الظلام خيمة عزاء بعد أن انسحب الضوء ألى مكان آخر . قالت أمه : “لا تفتح ” . وحين تصاعد الطرق لم بجد مناصاً ً من أن ينهض . وجد عند الباب مفوض شرطة معه رجل شرطة من أهل المدينة . القيا عليه تحية مبتسرة ودخلا دون...
(١) في تلك الْفَتْرَة انْقَلَبَ لِساني، وبِحُلُول شَهْر تَمُّوز الْتَصَقَ بسَقْف حَلْقي، ثُمَّ بدأ يُتزحلق بَعِيدًا على صَفْحة الحَلْق حتى وَصَلَ إلى النُطْق العربي. وبَيْنَمَا كُنْتُ أسير في الشارِع، عادَ إليَّ النُطْق العربي الذي كان يَتلفظُ بِهِ جَدِّي أَنْوَر رحمة الله عليه، وكَمْ حاوَلْتُ...
ولاعة سجائر، دواء للسعال، طابع بريد، سيجارة مقوسة قليلاً، مسواك، منديل، قلم، وعملتان معدنيتان من فئة خمسة شيكل، هذا جزء مما أحمل في جيوبي،فهل هناك أي غرابة في انتفاخها؟ الكثير من الناس يذكرون ذلك، يقولون: تباً، ماذا لديك في جيوبك؟ ولا أجيب غالباً، فقط أبتسم، وأحياناً أقدم ابتسامة قصيرة ومهذبة،...
كلما مررت بذلك الزقاق من تحت تلك النافذة الزرقاء المطلة على حي الصفـّاحين وسمعتُ نغمات أوتار الماندولين، إلا ورفعت عينيّ لأرى ما إذا لم تكن تلك المرأة باسطة جناحيها في الهواء. إنها النافذة التي منها ارتمت ياقوتُ، خالتي وشقيقة أمي، بعدما تمّ تزويجها بشمعون؛ لقد فعلت ذلك على إثر سماعها لأنغام...
إلى "أيسِلْ علاء" وَضَعْتُ رُخَامَة في واجهة بيتي كتبت عليها فيلا "عبد العزيز دياب" صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م الناس في الحى الذى أقيم فيه لم يعجبهم أن أطلق على بيتي المتواضع كلمة فيلا، وأعجبهم كثيرًا أن أكون صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م، لذلك اشتبكوا معي في حوارات...
كل ثلاثة أشهر يشعر المتقاعد بالغنى مرة واحدة..ففي يوم بعينه يتسلم رواتب ثلاثة أشهر دفعة واحدة.. وفي هذا اليوم يبتاع برواتبه مجتمعه سمكة واحدة مناسبة وثلاثة كيلوات طحين أبيض سلس وفاكهة للغداء، وكيلو رز وكيس لبن رائب للعشاء. عندما يدخل داره، وعادة ما يكون ذلك قبل الظهر، يغلق بابه جيداً ويسدّ...
الى د. حسين سرمك حسين بعض وفاء آخر ما ظل عالقاً في ذهنه ،مستعصياً على الزوال ،رجل رث الهيأة ، يتنقل ، كما القرد ، بين حنايا شجرة ضخمة ، يقطع ،بمنجل حاد ، فروعها الغليظة ويرميها عصياً يتلاقفها بعض رجال . أما أولئك المصطفون أمام جدار مقابل فقد خفتت صرخاتهم وغامت صورهم حتى كادت تتحول الى شيء أشبه...
امهلت نفسي ثلاث دقائق للوصول .. نظرت الى السماء الصاخبة ، المطر المروع غزير حد الرهبة .. كل المسافات تلاشت وانا اقترب من الوادي العميق .. هكذا حدثوني ، الوادي الذي تتقافز في بطنه الضفادع ويتعالى الصرير .. انا لم اسمع شيئا .. لم تتوقف السماء ولن اصل بعد .. الوادي تحف به التلول الترابية ، يخترقها...
تسلل الصبح الى البيت من دون طقوس الصباحات المعتادة؛ فلا تثائب عند الفراش، ولا (تصبيحات) بالخير ، ولا اقداح شاي، ولا زمن يهرب مسرعاً باتجاه بداية دوام، او سيارة تنهي إنتظاره!.. ربما كان الليل هو السبب!..انسحب مثل ستارة مسرح ولم يتغير شيء.. المشهد نفسه للصباح الثالث على التوالي!..الأم تتربع في...
البيت الذي دخل إليه الرجلان المبعوثان من المحكمة لم يختاراه بشكل مقصود، بل هو الذي اختارهما كونه أول بيت صادفهما، بعد أن أومض البرق بشدة إيذاناً بدوي الرعد فعجّلا في الدخول إلى ذلك البيت تحسباً من هطول المطر. كانت مهمة المبعوثين تنحصر في اختيار أثر واحد من آثار جدهما الإنسان المدلل وتقديمه إلى...
بعد معرفتي آخر أخبار الساعة حملت أمتعتي: امرأة في آخر الطريق فقدت عقلها وهي الآن بين الحياة والموت ,ولدها الأكبر غادر البيت منذ عشرة شهور مخلفا زوجة سليطة اللسان. كل شيء كان ممددا على الطريق ومرتخيا :الناس, البيوت, كل شيء ,كانت أمتعتي عبارة عن (كيس تمر وخبز وأوديب ملكا وصورة تخطيطية لأخي) منذ...
أعلى