امتدادات أدبية

آلوه - مساء الخير من فضلك فلان موجود؟ - لا واللهى يا فندم مين حضرتك؟ أسامة الدناصورى - lين يافندم؟ - أسامة الديناصورى - هابلغه حاضر - شكرا. هذا مايحدث عادة عندما يرد علىّ أحد يسمع اسمى لأول مرة. ودائما ما أضطر لإلصاق هذه الياء الدخيلة بنونى الوحيدة. لم أكن ادرى إلى أى حد كان لقبى غريبا على...
كنت آخر المصلّين على رأسهم لكنّي في تلك السّاعة من الحاضر أسعد إنسانٍ، ومن الممكن الإشارة لي وفقاً لأيِّ سبب كان لذا فظّلتُ الآتي: أوّلاً وأخيراً ذبحنا الآلهة على الطّريقة الإسلاميّة لم أشئ أن أكون سنيّاً أو شيعيّاً يذكر كلَّما هنالك ثمَّة سفنٌ ميكانيكيّة دخلت جوف قلبي وأعطتني مزحة الألم...
الحياة حكايات متعددة، لا يحدها مكان ولا زمان. حتى الأطفال لهم حكاياتهم، فكيف لو كان المتحدث كبار السن من شيوخ وعجائز؟!، هؤلاء الذين خبروا من الحياة الكثير، وسمعوا من الطرائف والنوادر ما يغطي على خبرة جيل من شباب اليوم. شغلتني تلك الأفكار وأنا في طريقي لبيت الحاج سلمان بن علي، هذا البحار الذي سلخ...
- 2 - مضت ساعة على هذه الحال ولم نصل بعد إلى مخرج الوادي، فقال صاحبي ألا من نهاية لهذا الوادي؟ فقلت لم يبق إلا ساعة واحدة، فقال وماذا بعد ذلك؟ قلت إما أن نقصد (طره) ونركب القطار إلى باب اللوق، وأما أن نذهب إلى المنشية عن طريق البساتين ومدافن الإمام الشافعي. فقال أنه يفضل الطريق الأخير، فقلت لا...
كان ذلك في يوم جمعة في شهر فبراير سنة 1919، ولم أكن وقتها حديث عهد بجبل المقطم، أو قليل خبرة بوديانه وطرقاته، ولكنها حالة طارئة من النوع الذي يبتلى به رواد الصحراء. فتودي بهم أو تجعلهم يتخبطون فيها على غير هدى، إلى أن تنتشلهم العناية الألهية (كانت تجربة قاسية ولكن الله سلم)، ولا يظنن القارئ أن...
القـرن ُ يُــقال ُ العشــرونْ والعـام التاسـع ُ والخمسـونْ لكنْ لا أذكرُ ما الشـَّهرُ لا أذكر حتى ما اليـوم ْ والساعة لا أعرف كـم ْ فهنــا .. في جوف الزنزانـــة ْ خلفَ الشمس ْ يجري توقيتُ الغستابـــو سألوني من زمن ٍ مااسـْمـُك ْ تيلمـانْ أو شــهدي أو فوتشيـك أو قولوا الحلــو ماشئتـم قولـوا...
جبل الريف على خاصرة الفجر تعثر هبت الريح من الشرق زهت فى الأفق الغربى غابات الصنوبر لاتقل للكأس هذا وطن الله ففى طنجة يبقى الله فى محرابه الخلفى عطشان ويستأسد قيصر هل شربت الشاى فى أسواقها السفلى غمست العام فى اللحظة واللحظة فى السبعين عام أم شققت النهر فى أحشائها قلت:هى اليرموك...
..إنَّ روحاً في سمَائي ينعبُ = مُفزِعاً مِلأ الفضا ينتحِبُ ذاهِلاً عن كُلِّ شيءٍ حولَه = غاضِبا لمَّا يزلْ يلتهِب حامِلا رجساً من الشيطانِ أو = قاذفاً آلامَه تضطرِب يا خيالا عادَني عند المسا = ثم أسرى والضُّحى يقترِب لو تعي ما بين جُنحيَّ لمَا = كٌنتَ ترمي بالبلايا تُرهِب إن تكنْ ألقيتَ ماضيكَ...
كانت السماء مطبقة على الأرض، والمطر يسح حثيثاً متداركاًنه يكاد من شدته يقشر القطران، والماء يسيل على جانبي الطريق ويتدافع ويرتفع له مثل الموج، وكان أمام نافذتي بوابة عريضة وقفت على عتبتها فتاة تتقي المطر في ظُلتها. وكانت ترتدي ثوباً مشرقاً بين الحمرة والبياض كأنما استعارت صبغته المزدوجة من الشمس...
لَمْ نَكُنْ نَحْلُمُ بِشَيْءٍ غَيْرَ أَنْ نَكُونَ أَحْياءْ وَأَنْ تَكُونَ لَنَا فُسْحٌ لِلْفَرَحْ وَهَوَامِشٌ لِلْمَرَحْ . وَأَنْ يَغْفُو وَيَضْطَجِعُ تَحْتَ جُلُودِنَا الزَّمَنْ ، وَدُونَ أَنْ نَنْظُرَ في وَجْهِ الشَّمْسِ ، نُحَدِّدُ كَمْ بَقِيَ مِنَّا لِلْوُجُودْ. لَمْ نَكُنْ نَحْلُمُ...
– للروح أن تكون وديعة وللحياة أن تكون سردًا للعراء – أي خمرة لا تسكن الشعر ليست جديرة بالسكب – وقتٌ أمرد إلا من دقائق – تستنبت زمنًا ضائعًا خارج الصمت الغيمة لا تسكن عزلتها بل العزلة تنفض غزلها من بعد حزن – سعادة شقية وشقاوة دنية يملؤهما الحرف المشؤوم – أقضي كل اليوم في البحث عن أناي...
أحلى الهوى أن يطول الوجدُ والسَّقَمُ = وأصدقُ الحبِّ ما جلَّتْ بِهِ التُّهَمُ ليتَ اللَّياليَ أحلاماً تعودُ لنا = فَرُبَّما قَدْ شَفَى دَاءَ الهَوَى الحُلُمُ لا آخذَ اللهُ جِيران النَّقا بِدَمِي = هُمْ أَسْلَمُونِي لِوَجْدٍ مِنْهُ قَدْ سَلِمُوا وَحَرَّمُوا في الهَوَى وَصْلِي وَمَا عَطَفُوا =...
ماذا يفعل ابراهيم منصور الآن؟! ـ 1 ـ كان سيضحك إذا مشى في جنازته. هكذا تخيلنا.. لكننا جميعاً لم نضحك. غلبنا الحزن كما لو كان الميت شخصاً آخر غير ابراهيم منصور. تراهنا أنه كان سيقوم ليسكت المقرئ صاحب الصوت القبيح. أو يوقف كل من يعيد كلاماً مكرراً يصلح مع كل جنازة وفي أي قاعة مناسبات. ـ 2 ـ قلبت...
كان لي - في وقت من الأوقات - سيارة من طراز لا أعينه (تًسع السبعة الأقاليم طراً) ولم تكن بي حاجة إلى كل هذه السعة، فإني كما يقول ابن الرومي: أنا من خف واستدق، فما يُثقل ... أرضاً، ولا يسدّ فضاَء وكنتُ إذا اتخذتُ مجلسي فيها لا أملأ إلا إصبعين منها، وكانت زنتها نحو طنين، أو بضعة قناطير، وأدع...
كان يجري كالشبح الهائم وأنا أجري وراءه، وبدا في إطاره وهلاهيله كأنه جوادة نحيلة الجسد نحيلة الساقين. أدركته بعد أن كاد قلبي يتوقف وشددته من كم ردائه وسألت: لم تجري يا شيخ ؟ رفع الي عينين ضارعتين واسترد أنفاسه اللاهثة وقال: - دعني يا ولدي. دعني. حاولت أن أضع يدي على كتفه فمنعتني النظرة الباكية...
أعلى