الانضباط التنظيمي والقدرة على الحشد هو ما نجحنا في اكتسابه عبر أجيال متعاقبة وخبرات قاسية ومتنوعة، كنت أتفاخر أنا وبعض زملائي أننا نستطيع أن نحشد جمعا من الناس في شارع أو ميدان أو حتى ملعب لكرة القدم بأي عدد نرغب فيه خلال ساعة واحدة، لم يأت هذا الأمر بسهولة بل تعلمناه تدريجيا عبر عقود من...
و أنا أضع هذه الجملة الاستفهاميّة "شكلا" و الخبريّة "مضمونا"، مرّ من خاطري الكثير من "نماذج" و "أسماء" و "تجارب" مهنيّة عرفتُـها و تابعتُـها عن قرب و هي "تتعثّـر" بوحل "واقعها المرير"، ذلك لعوامل عديدة:
- كون "طموحها" الأصلي، لم يكن "مهنيّا" بل كان رغبة كامنة في "التّسلّط" و مغادرة موقع...
ليس الأدب إلا التعبير القوي الصادق عن مشاعر المرء وخواطره وأخيلته، وهذه تتأثر بأحوال العيش وأنواع العقائد وأطوار المجتمع وأنظمة الملك وتقلبات السياسة، ومن المفيد الإلمام بهذه العوامل المؤثرة في الأدب لتكون دستور المؤرخ وشريعة الأديب ونبراس الباحث فيما يصدر عن الإنسان من كد الأذهان وفيض القرائح...
في العالم الأوربي والأميركي ملايين المثقفين الذين تلقي بهم المقادير مكرهين إلى المهن الضئيلة في غير رفق ولا رحمة، فلا يقال إن العلم بذلك قد أهينت كرامته وانتهكت حرمته، لأنهم يفهمون العلم على أنه سبيل الرجولة التي تدفع بصاحبها إلى الضرب في زحمة الحياة في غير ترددأوتبرم حتى يساهم في الإنتاج وقد...
كومةٌ سوداء مِن ملابسَ متسخة، فى داخلها كيان آدمي، إلى جانب عمود خشبى مُهمَل، ينتصب فى قارعة طريق.
تصطف أمامها زنابيل، ومقاطف، وقُفف، وأسبتة، ومكانس قوامها معطيات نخيل..
كانت قد لجأتْ إليه منذ سنوات لتعرض منتجاتِها على المارة، حتى شكلّت والعمود مَعلَماً مهماً يُشار إليه، ظلت والعمود بموضعيهما...
و من الماءِ
كلامُ الحَجر الأوّل
في حُجر النّداءْ.
و من الماءِ...
رجاءُ البحر للشّاطئ : " يا ربّكَ...ماءْ"
و من الماءِ...
حديثُ الهَدمِ عن مَعنى البناءْ.
و من الماءِ...
بقايا اللهِ...
في أسطورة الحُبِّ...
و مَجدُ الشّعراءْ.
و من الماءِ...
لِباسُ اللّيلِ...
صوتَ الأزرقِ الفاتحِ
في رائحةِ الأنثى
و...
تتثاءبُ قناديلُ البحر بعد ليلةٍ مكدّسةٍ بالحبّ والأسِرّة
تستفيقُ حينما يقذفها موجٌ أتخمَهُ الشراب والسمك
يَنِزُّ السؤالُ من مجسّاتها
هل لِفوارغ الرصاص أن تكون أقلاماً لأحمر الشفاه
هل لأفواه البنادق أن تصبح أعمدةَ إنارة
هل لِتروس المدرّعات أن تصبح حلقاتٍ لِلرقص
هل لِلقنابل أن تغدوَ زجاجات حليب...
الملاءةُ التي تلفُّ السروة
تشعرُ بِالبرد
فَتَتكرمش
*
مطرٌ رهيفٌ في زاوية الكأس
يرقاتٌ تتدلّى من غصن شجرة الكينا
ترقص كَبندولات من الخمسينيات
ودُعسوقةّ* حطّت بِبلادة على مقبض الباب
*
شذىً أزرقٌ يطوف على الحائط
يحجُّ بِمشية فلامنجو
هذا الضباب الأرجواني يتكاثفُ في رأسي
ثمّة ما يطقطقُ
أمسكُه أن...
لو تركتَ الباب موارباً
وألقيتَ تحيّةَ الصباح
لالتفّتْ ضفيرتي على يديك
أو فلتتْ من معصمي شفتاي
*
لو تركتَ الباب موارباً
وأجبتَ الهاتف
لتسلقتْ خدّي خطوطُ جبهتك
وعدتَ على جناح السرعة
*
لو تركتَ الباب موارباً
أقول لو
لَما عِثتَ بي كَـأمٍّ ضيّعتْ وليدها
وأوردتَني كلَّ هذا الشّطط
*...
مأثرةُ حيوانِ أبي الحانقِ عندما انصهرتْ بويضةُ أمي وامتصّتْـه
وانسلّتْ علَقَتي من ظهر الـمَـضض والاعتياد
وتفشّت بزّاقات الرّيبة والضّجر
لم تكنْ في الفحولة
وليست لِلمألوف من الإنجاب
لكن وبحسب قانون نيوتن الثالث
فإن أقراصَ الحُبّ تكدّست في قعر أنسجتي
مَرَّ الفَراشُ المتكوّنُ في خِلسةٍ من...
كَـقطرات مطرٍ في ديسمبر
لا تزال تسيلُ على زجاجي
وبلا خدوش
منذ قبلة طفولتنا
واكتشافنا العبثي للّذة والحب
*
بشفتين جافّتين تمسك بنصف مظلة
تحفر شوقها رغم المسيل
في غبار الذاكرة وعشب التفاصيل
وأشجارٍ ما فتئ اخضرارها يعكس ظله
بسرمديّةٍ في الركن الشماليّ
من رفوف الماضي الدّسمة
المفرَّغةِ من الزوايا
*...
الناس فى بلادى جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء فى ذؤابة الشجر
وضحكهم يئز كاللهيب فى الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ فى التراب
ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون
لكنهم بشر
وطيبون حين يملكون قبضتى نقود
ومؤمنون بالقدر
وعند باب قريتى يجلس عمى "مصطفى"
وهو يحب المصطفى
وهو يقضّى ساعة بين الأصيل والمساء
وحوله...
سؤال….
ستسألك امرأة ذات يوم،
أحقاّ مساؤك كان رحيقا
وكانت يداك كوعْد الشفاء
أكنتَ هواء؟
وكنتَ كشطّ
تحطّ عليه المياه ضناها
إذا تعب البحر من زجره؟
أكنتَ ربيعا وكانتْ خطافًا
يؤوب إلى فنن من كلامكْ
وكان منامكْ
كريش الطواويس حُسنا
كان سلامكْ
نداء الحساسين والقبّرات
وكان الشتاء
إذا شفّه الحزن عاد...