ملفات خاصة

" من لم يرَ عيني لطيفة – لم يرَ عيونًا جميلة في حياته". هكذا كنتُ أقول وأنا لا زلتُ شابًا صغيرًا. ولطيفة حينئذٍ كانت فتاة عربية، عذراء صغيرة. وأعوام كثيرة مضت ولا زلتُ أقول ذلك حتى الآن. في أيام شهر ديسمبر، كنتُ أقف في الحقل على رأس جماعة من العرب، وأُعدُّ أرضي لغرس شجرة العنب الأولى الخاصة بي...
رأيتك أنت ونجمة في الحلم. أظنه كان حلماً. إمّا أنه حلم أو شيء أشبه به. ربما تسأل: وما هو الشيء الأشبه بالحلم؟ لست أدري، ولكن يبدو أنه موجود. مثل أشياء أخرى كثيرة جداً ليس لدينا أسماء لها، ومع ذلك فهي موجودة في اللايقين وراء حدود إدراكاتنا. لكن دعنا نسميه حلماً، ذلك أبسط وأسهل. ذلك التعبير هو...
كل ما في هذا البلد مسلسلات حروب لا تنتهي ألا بانتهاء قائميها وفناءهم من هذه المعمورة،الشباب يساقون إلى حتفهم من كل حدب وصوب ، وأطفال يحفظون الموت على ظهر قلب لأنه اتيهم لا محال ، يتربون على ارتشاف رائحة البارود والتشاجر بالعصي منذ بواكير صباهم، في زمن جند الجميع لحفظ إشكال الرصاص وأنواع الأسلحة...
طيلة سنواته التي تخطت السبعين عاما بستة كاملة، لم يترك السيد حبيب الله تجارته التي ارتضاها لنفسه منذ أمد بعيد، فقد باءت كل محاولات أبنائه لجعله يتركها بالفشل الذريع، ففضلا عن أن الحمير كانت وسيلة الأهالي الوحيدة للتنقل وترحيل بضاعتهم كما يقول، فقد كانت كذلك مصدرا فريدا للترفيه أيضا، وهو لا يفتأ...
كان مشهدا وحيدا متكررا في ذاكرته يحاكي في قسوته لسعة السوط علي ظهر عار،كانت الصورة التي تبقت من أخيه هي صورة غائمة لرجل ينتزع أقدامه بصعوبة من براثن الرمال محاولا الوقوف والسير ثم ينكفئ علي وجهه بشفاه متشققة علي الرمال ، يسكن الجسد النحيل قليلا ثم ينهض من جديد مترنحا مصرا علي المسير ثم يسقط من...
كنت وما زلت طيرا مهاجرا " ساكت " فما تزال معرفتى لاتتعدى ناقص واحد فى كل الامور الحياتية ، مازلت اشبه " حمار الحواشة " اعرف سكة " الشغل " والبيت ، مازلت تحت رحمة الاخرين ، سواء الباص الذى اعرف عوالمه وناسه ، او اهل بيتى فيما خص المواصلات ، فلا صداقات تجمعنى باحد سوى صديقتى الامريكية الوحيدة...
قالت نجمة ساخره كانت الغيمة كاذبه ، ٱخذها مخاض الألم فأمطرت حمض ورماد ، تخثر دم النهر علي فؤاد الجزر ولم يمت ، دست الغيمه في فؤاد النهر خمسة دمعات من شهقة روح المطر ، وخمسة طعنات من شهقة روح السؤال ، ثم استوت على الموج تثقب الحلم صادرت شرطة الضباب حوار الموجة والضفة وإتكاءة الضوء الجميل علي...
بنات الحلة الصغيرات كنسن الساحة في ذلك العصر الاطفال الصغار بمتعة متناهية تنتمي الي اللعب رشوا رمل تلك الساحة بالماء داخل البيوت كانت النسوة يقمن بتجهيز تفاصيل الافطار الذي سيخرج الي تلك الساحة في الصواني المغطاة بالاطباق الملونة دائما النسوة يتنافسن في افطار يوم الجمعة يوم الجمعة يوم خاص في...
الزمان : في مثل هذا اليوم قبل أربعين عاماً المكان : الديوم بحري تقاطع شارع ميدان عقرب العرضي المؤدي الى قبة الشيخ خوجلي ابو الجاز ومن ثم النيل , مع شارع الزبطية الطولي , المؤدي للشفخانة الواقعة جنوب حي الديوم وشمال النيل الازرق متلاطم الأمواج . وفي الركن الجنوبي الغربي من التقاطع , المنزل الثاني...
إنّها لا تُشبِهُ غيرَها، جيناتها لم تَقْتَفِ أثراً وراثياً!. خَلَقَها صلصالٌ قُدسِيٌّ من خليط الأطياف النّادرة والأوجاع والفجيعة والعناد وبعض هزائم مُتوقَّعة. تَمنَّاها أن تكونَ حبيبتَهُ، وطفلتَهُ، وأُمَّهُ، وجدَّتَهُ وكلَّ نساء قبيلته. دائماً يُرَبِّي ذكرياته معها بين المسافات !.! يا.. يا...
هذا زمن الحق الضائع، لا يعرف فيه مقتول من قاتله، ومتى قتله ورؤوس الناس على جثث الحيوانات، ورؤوس الحيوانات على جثث الناس فتحسس رأسك فتحسس رأسك (صلاح عبدالصبور) حينما خرجت الخيول المسرجة تبحث عن فرسانها، ضحكت البيوت على أبوابها وعلى عروشه الشجر انكفى. قال سعد اليائس – يتساوى الخروج والدخول خرجنا...
أحب الغزالة ريم تسمر إنسان عيني على خفر تشتهيه الملوك وتمنحني ثقة بالتأمل ثانية واحدة في الجمال الحميم رأيت انتماءاتها أبدعت تشتري عجبي وانثناءاتها انطلقت تستقيم ولو أن نهراً سقاها ارتوى ولو أن سراطاً تناءت عن السير فيه التوى ولو أن عشاءً يجود نكهته طمعاً في لماها تأبت عليه يبيت الطوى أحبك يا...
اعتدت أن تختلف إلى مكتبك كل صباح، مثل الساعة الدقيقة أنت، تفد للمكتب في الثامنة من الصباح، في الشتاء كما في الصيف، ولم تغير عادتك تلك أبدا، حين كنت تعمل في الدامر أو الفاشر أو في كسلا.. حقا أنك قد خبرت أكثر أقاليم بلادك ولكنك لا تعرف ما هو الفرق، النهار في المكتب، والمساء في النادي.. وهناك دائما...
أن ترحل قامة علمية مثل الدكتور” رمضان صالح الصباغ ” ، أستاذ فلسفة الفن والجمال بكلية الآداب جامعة سوهاج ، دون كلمة رثاء فى الإعلام المصرى، فتلك علامة من علامات التردى، ودليل من أدلة الرداءة والعشوائية، فهذا الرجل كان من أولئك الرجال الذين يعيشون وفق ما يكتبون ، ويظهرون ما يضمرون ، ويعلمون بما...
بمناسبة ذكرى عيد المعلم ،حضرتني أيام الدراسة فهي ايام لا تنسى مهما طال الزمن ،جميل أن تعود بالذاكرة الى سنوات الدراسة الابتدائية والأجمل أن تتذكر تفاصيل يومك الاول والثاني فيها،وتحديدا في العام الدراسي 1978م ــ 1979م ، على ما أذكر كان اليوم الاول فيه شيء من الرهبة والتوجس وربما اكون أقل الطلاب...
أعلى