مختارات الأنطولوجيا

كان ذلك اليوم من أيام الشتاء المشرقة. . . والصقيع ينقصف في حدة، وقد كسا الجليد اللجيني خصلات شعر نادنكا المتهدلة على جبينها وحافة شفتها العليا. وكانت ممسكة بذراعي ونحن واقفان على تل مرتفع، وقد امتد تحتنا المنحدر الأملس، تنعكس عليه أشعة الشمس كما لو أنه مرآة، وبجوارنا زاحفة مغطاة بقماش أحمر...
يعتبر ماجد أبو شرار علماً بارزاً من أعلام القصة الفلسطينية القصيرة في الستينات ، وقد بدأ ينشر قصصه على صفحات مجلة "الأفق الجديد" الصادرة في الأردن بينَ الأعوام 1959-1966 ، هذه المجلة التي احتضنت أسماء عديدة ، ومن ضمنها ماجد ، كان لها فيما بعد ، حضورها المميز في عالم الثقافة الفلسطينية: محمود...
تأملها: إنها جميلة جدًا، ضحكتها ترتطم بالشاطئ، ضحكة مترعة بالغضب وبالزبد. لكن لا تحاول أن تقول ما يخطر ببالك. إنها في عالم آخر (وأنت لست إلا غريبًا على عينيها، غريبًا على سنها). قل لها، على أي حال، إنك مغرم بسردينها المقلي، خاصًة في أمسية تمطر السماء فيها نبيذًا أبيض لا يُنسى. حدّثها عن نار وطنك...
مَنْ هذي الطالعة عليَّ من البريه? ترسم في أفق عزوبي من خديها شفق الروح الورديه وَتمد لقلبي من عينيها نعناعا تزرعه بالحنّيه فإذا قلبي من هجْعته شبّ وقاما? من هذي الطالعة من الأرض البرية وسط وحوش الدنيا الغجرية إنسانهْ تركب للحب حصانا وتسابق خطو عزوبي وشحوبي وتسابق حتى الأزمانا وعلى عتباتي تتوقف...
جفنه علم الغزل ومن العلم ما قتل فحرقنا نفوسنا في جحيم من القبل ونشدنا ولم نزل حلم الحب والشباب حلم الزهر والندى حلم اللهو والشراب هاتها من يد الرضى جرعة تبعث الجنون كيف يشكو من الظما من له هذه العيون يا حبيبي أكلما ضمنا للهوى مكان أشعلوا النار حولنا فغدونا لها دخان قل لمن لام في الهوى هكذا...
(كذب المرجفون صدقت زرقاء اليمامة) سخرو مني حين أذعت لهم خبري نبأي شجرا يمشي زعموا أني سكري خبلت قالوا همسوا مالوا ظنوا انّوا ليتهم عرفو ظني شجرا يمشي ؟ نتفوا ريشي عجبي.. عجبي أخذوا لعبي سرقوا ذهبي حاروا رددوا في همس هش شجرا يمشي ؟ عجبي!! عجبي!! أداروا وجوههم عني دهشوا نزعوا عني أدبي وحين صرخت...
لو غير شكسبير ألف هذه القصة التمثيلية لما عدت أن تجئ سلسلة من المباغتات ووقائع المصادفة وكشكولاً من أشخاص ينقلب نحسهم سعداً على يد القدر المتاح وخوارق التقلبات غير المنتظرة، ولكن شكسبير منحها من عبقريته نفحة جعلت الحياة تهب من أعطافها. وفي الحق أن هذه القصة يشير بها فن شكسبير إلى سخرية الحياة...
نهضت عقيب فترة الراحة التي أختلستها من بين متاعب الصحافة والاطلاع والبحث ثم التفكير وإمعان الروية إلى كتابة كلمة عن قاعدة ذهبية في النقد قرأتها في خطبة للأستاذ "علي عبد الرازق" كأنه عبر بها عما اختلج في خاطري زماناً ورقد مع الفكرات التي نهنأ بها أو نشقى ونودعها تلك المنطقة العقلية التي يسميها...
سَمِعَتْ رفيفُ غِناءَ الأولاد، فغادَرت البيتَ إلى الحارة، وكان الأولاد يُغنّون: اليوم العيد نُعَيِّد/ ونذبحُ بقرة السيِّد اقتربتْ رفيفُ من الأولاد، وَرأتهم يرتدونَ ملابسَ جديدةً، فانتبهتْ إلى أنّها غادرت البيتَ وهي تَرْتدي ملابِسَها القديمة، فَعادتْ إلى أمِّها مُسْرعةً وصاحَت: -أينَ فستانُ...
أدخل المدينة بعد انقطاع قسري، فأجد الحال غير الحال، ولا يغادرني الشعور بوطأة الهزيمة. بعض التجار الذين تحطمت أبواب محالهم التجارية، إثر قيام الجيش الغازي بنهبها، يقفون أمام محالّهم في حالة من الشرود. ثمة في القدس أعداد قليلة من الناس تمشي على غير هدى، وثمة قليل من السيارات تتحرك في الشوارع...
قالت إنها رأته على شاشة التلفاز. على عنقه كوفيّة وفوق رأسه علم بأربعة ألوان. كان محاطاً بحشد من النساء والرجال الذين يهتفون ضدّ العدوان. قالت: حينما رأيته فرحت ونزلت من عينيّ دموع. إنه ابني الذي افتقدته. سألها: هل أنت متأكّدة؟ قالت: متأكّدة، إنه مروان. قال لها: يخلق من الشبه أربعين. قالت: لا، لا...
بدون تنكر - ماكياج - وبدون ملابس تاريخية وبعيدين عن تطفل النظارة وإغراقهم في الاستطلاع والمراقبة ومن غير وعي نمثل دور هملت جله أو كله أو بعضه...ونمثله فلا نخفق. وليس من الضروري أن يصفق لنا الجمهور استحساناً ولا أن تطرى عبقريتنا وتؤله فينا الصحف والمجلات...لا نخفق لأننا ملهمون ولأننا نعيش فترة من...
إلى من أسير؟ أهاض المسير قواي وأدمى جناحي الكسير وكيف المسير ودربي طويلٌ طويل وجهدي قصيرٌ قصير؟! فكنت كفرخ أضاع الجناح وتدعوه أشواقه أن يطير ولي أمنياتٌ كزهر القبور يموت ويرعشه الزمهرير أجر خطاي فأخشى العثار وتجتاحني رغبه كالسعير فحيناً أهب كطفل لعوبٍ وحيناً أدب كشيخ حسير وآونةً أرتمي في...
رغم أنّ الأديب الصينى (مو يان مواليد1956) حصل على جائزة نوبل فى الأدب عن روايته (الذرة الرفيعة الحمراء) عام 2009، فإننى فضــلتُ الكتابة عن روايته الأولى (الصبى سارق الفجل) الصادرة عن هيئة الكتاب المصرية- سلسلة الجوائز- عام 2015- ترجمة د. حسانين فهمى حسين، حيث أنّ بساطة السرد فى هذه الرواية...
لم أتعلَّم من الحياة الكثير من الأشياء، لقد كنت منشغلة طيلة الوقت بتحقيق ما فطرت عليه بغريزتي، أنا من النوع الذي لا يحتمل الحياة منفردًا بلا رفيق، أبحث دائمًا عن نصفى الآخر، أشعر بالنقصان مهما اكتملت، هناك شيء مهم أفتقده بشدةٍ، شيءٌ أشعر أنَّني قد عشته بالفعل، أكاد أشم رائحة أنفاسه على وسادتي،...
أعلى