مختارات الأنطولوجيا

لا تحتاج إلى كبير عناء حين تجلس إلى خورخي لويس بورخيس (1899- 1986) لتحاوره، لأنه هو في كثير من الأحيان، يسأل نفسه ويجيب نفسه، ويستطرد في الكلام مع نفسه، وما لم تُقدم على إيقافه في اللحظة المناسبة، طارحاً عليه سؤالاً جديداً، فإنه يمعن في جرفك بسيل كلامه، فهذا الأديب والشاعر الأرجنتيني الكبير،...
إذا كان من اللازم توصيف عمل عبد الفتاح كيليطو، سنقول بسرور. small is beautiful (كلّ صغير جميل). هذه الصيغة توافق بشكل محكم كتاباته العديدة: ليست عنده ثرثرة، ليس عنده إسهاب عديم الجدوى. النصوص موجزة، الكتابة مقتضبة، مقتصدة، ممتعة والسبل التي يسلكها لاستحضار النصوص الكبرى للأدب العربي الكلاسيكي...
أخذوا هذه التسمية من التراث العربي، فقد ترددت في الشعر الجاهلي، كما ترددت في كتاب ابن المقفع "كليلة ودمنة" الذي تداوله الناس قبل قرنين تقريباً من ظهور الجماعة. وتشير هذه التسمية "إخوان الصفاء"، إلى معاني النقاء والوفاء التي ينبغي أن يتصف بها كل من ينتمي إليهم. اختاروا "التقية" والتكتم على أسماء...
بدأت معرفتي الأولى (1960-1966) بالكتاب لا من خلال مكتبة أخي قاسم الواقعة في غرفة واسعة بالطابق الثاني والتي كنا نتخذها في الشتاء مناما، بل من خلال تقليد درّبني عليه، ففي أواسط الستينيات كانت المطبوعات المصرية الكثيرة تصل إلى كل مدن العراق بانتظام، وكم كانت تسحرني عبارة "وصلت بالطائرة" المطبوعة...
بَعَثتَها حاليةَ النحر بِكراً وكُلُّ الخير في البكرِ مَلفوفَةً في حُلَلٍ هُنَّ مِن خُضرٍ ومن صُفرٍ ومن حُمرِ تُزَرُّ في الجيد ولكنَّها تَجُرُّ اذيالاً على الخَصرِ بيضاء في زرقاء كالشم سِ إذ تطلَّعت من زرقة الفجر كجامد الياقوتِ أقطارُهُ مملوءة من ذائب الدُرِّ جادَت لمن ركَّب جثمانَها بروحها سيدةُ...
✍️ هذا السؤال طُرح في تاريخ الفلسفة، وقد طرح على وجه الخصوص في الفكر الألماني بصيغ متنوعة، ابتداءً من أواسط القرن الثامن عشر، حيث غدا الفلاسفة أساتذةً، وحيث أصبحت الفلسفة تُعلَّم في الجامعات. وسنقتصر هنا على إجابتين تبدوان على طرفي نقيض: إجابة كانط، ثم إجابة هيجل. إجابة كانط معروفة من شدة...
في اليوم الخامس … أو السابع … أو التاسع أو حتى في الحادي عشر لآ أجزم بالضبط الآن ولكني أذكر في عام الحزن في فصل الصيف الدامي في هذا القرن ولدت بقرتنا السمراء ستة عجول سوداء بقرون رمحية معقوفة لكن من غير عيون ماتت خمسة في اليوم السادس من شهر الميلاد لكنا أطعمنا الأمل الباقي قوت قلوب البسطاء...
معذرة يا سادة يا أصحاب سيادات وهمية يا كل فخامة وجلالة وسمو المهراجات العصرية يا كل فضيلة ونيافة وخرافة فكر غيبية يا حملة أنواط الواجب والشرف المهدود والأردن المغدور يا حملة أوسمة استحقاق الذبح بميدان التحرير يا رهط شيوخ قبائلنا العربية معذرة ان كنت تجرأت عليكم وصعدت أخاطبكم من هذا المنبر أفضحكم...
كان نهاراً مُشمساً، يبعث على البهجة، ونسمات شتوية تداعب الأشجار التى تحُف الطريق إلى مصنع أبوزعبل للحديد، وبداخله فى ذلك اليوم (12 فبراير 1970) كانت تمتزج صيحات العمال الحماسية بصوت ارتطام المعدن، وفجأة عمَ الفزع المكان، فالغارة الإسرائيلية التى استهدفت المصنع حولته إلى كتلة لهب، وتناثرت الجُثث...
نتلو عليكم من آي الذكر والعصر ان الانسان لفي خسر الا من تاب وآمن بالرب القادر والعادل بالناس سواسية أسنان المشط والفضل لمن يعرف في الأرض جداول الفضل لمن يلقي في الأرض بذورا يعطيها للناس سنابل الفضل لمن شيد بيتا أو جسرا أو آمن بالزند الفاعل الفضل لمن يحمل رشاشا ويقاتل ان الانسان لفي خسر الا من...
في نهاية الممر الطويل يقع في المواجهة تماماً باب خشبي . . كتب في أعلاه بخط كبير كلمة " ممنوع الزيارة " وفي السطر الثاني تحديد لمواعيد المراجعة في الأعمال والاستفسارات . . وقد جلس رجل كبير على يمين الممر وبيده مفتاح الباب . . كان يفتح للخارجين والداخلين ممن يشتغلون في المكان . . وعلى مقربة منه...
مَرُّوا بِقَلْبِكَ بَسْتَنُوهُ وَغَابُوا .. وَالْمَوْتُ فِي شَرْعِ القُلُوبِ غِيَابُ مَرُّوا بِقَلْبِكَ سَيَّجُوهُ بِخَيبَةٍ.. فَنَمَتْ عَلَى جَنَبَاتِهِ الأَوْصَابُ مَرُّوا سِرَاعًا، بَعْضَ طَيْفٍ نَاحِلٍ كَيْمَا يَمُرُّ بِحُزْنِكَ الأَغْرَابُ وَنَسُوكَ أُغْنِيَةً تَفَاقَمَ شَجْوُهَا وَشَدَتْ...
أذكت بروقُ الحمى في مهجتي لهبا فأنشأت مقلتي من جفنها سحبا يا نازلين بقلبي طاب منزلكم ويا عُرَيبَ الحمى حُييتمُ عربا جزتم على البان فاهتزت معاطفُه وأرضت الدوح من أغصانها عذبا عجبت كيف سكنتم من محبتكم قلبا خفوقاً من الأشواقِ مضطربا وارحمتاه لعين كلما هجعت ألقت كراها بكفٌ السهد منتهبا في كل يوم...
على يقينٍ أني سمعت هديرَ الطائرةِ من بطنِ أمي، صادماً أذنيّ المقلوبتَين رأساً على عقِبٍ. لوّحَ والداي بالوداعِ عبرَ نخيلِ جوزِ الهندِ في فيراكروز. كان عمي يطير شمالاً مع الإوزّ. أحياناً أحسّ برأسي خافقاً يرتجّ في قشرةِ حَوضِ أمي وهي تدلف إلى السيارةِ لمغادرةِ المطارِ. متشوّقة للعودةِ، للهربِ من...
‏‎ 📒 كرائم الطيب ‏‎نبذة عن الكتاب ‏‎📚 إصدارات الروائي آل زايد دار البشير للثقافة والعلوم ‏‎▪️عشْرة جيادٍ تقدح سنابكها بالشّرر، أغارتْ على القافلة، أطلقوا في السّماء طلقتيْن كنايةً عنِ السيطرة والتّصميم. اضطربَ قلبُ اللّيدي "استانهوب", واحتقنَ وجهُها بحُمرة قانية، إنَّهُ الموتُ الذي لا...
أعلى