سماؤنا بعد نيسان أضحت حديدْ
لا شمسَ تفضحُ .. كُفرنا
لا ضوءَ .. يلفحُ بطن حبيبتي الحُبلى
أو نهدها العاري
لا حُلم نرتديهِ .. لا مطرْ
لا شعرَ يأوينا .. لا أنبياءَ .. لا شجرْ
لا دربَ يشربُ تيهنا القاني ..
لا أرضَ .. نزرعُ فيها خيامنا
لا شيء ..
غير قصيدةٍ ثكلى ..
وبعض رماد سيوفنا الذهبْ
لا شيء غير...
يقول جبرا في مقدمة البئر الأولى أن مرحلة الطفولة هي أصل الكينونة، وهو بذلك يوافق ووردزوورث أن الطفل هو والد الرجل. وينتقي جبرا ابراهيم جبرا أحداثاً معينة تركت بصماتها عليه، ورغم ما في هذه الطفولة من قسوة وظلم إلا أن لهذه المرحلة سحرها ووهجها.
الحياة لجبرا هي سلسلة آبار، لكن البئر...
(1)
جمال النساء مُقلِق، خاصةً إن كان جمالًا به تمهل في الحركة ورقة في نطق الكلمات وتسبيل للعينين، كما بدا جمال «بثينة» زوجة «عبد الرحمن». الجمال المحتمل في «نخطاي» جمال مخدوش، به شرخ يجعله أليفًا ومرحًا مثل جمال الخالة فاطمة الصلب مثل الحجر، أو جمال زينب فخر الدين الذي يكشف نقصه الفم الواسع، أو...
السودان - ألتي
السيمفونية هي (مؤلف موسيقي يُكتب في العادة لأجل الأوركسترا، وترجمتها في العربية هي الإنشاد الجماعي) وبمضمون محتوى الرواية هي الفرح، النشوة، الجمال، الحب، الرقص، السعادة، أو ((السلام)) محور رسالة العمل.. الجنوب المقصود به (جنوب تشاد). وهنا منذ البداية لم أتصالح كقارئ مع العنوان إن...
أتَتْ أسْماءٌ ساحِبَةً رِدَاها
على إِثْرِ المواطئ من سُرَاها
فديتكَ لو وطئتَ على جفون
لما كادت تُنَبِّه من كراها
وقد سَدَلَتْ غدائِرها لِتُخْفي
إِذا ابتسمتْ صباحاً في دُجاها
وفي طَرَفِ الخباءِ ليوثُ حَرْبٍ
تدورُ عليهمُ أبَداً رَحَاها
خشيتُ بسدلها في الحيّ من أن
يُهبَّ أشَطَهُمْ أدنى شَذَاها...
هذا ما قاله "فيودور ديستويفسكي"، معلقا على القصة قصيرة والخالدة التي ألفها الكاتب الروسي "نيكولاي جوجول" والتي استوحاها من واقع المجتمع الروسي، في العهد القيصري الذي كان الفقراء يعانون فيه أشد المعاناة من الفاقة والجوع والمرض، ولا يمتلكون حتى القدرة على الحلم بتغيير واقعهم الأليم. الفقر المدقع...
في إحدى الإدارات كان يعمل أحد الموظفين؛ موظف لا نستطيع أن نقول عنه إنه كان بارزاً جداً، بل كان قصير القامة، مجدوراً إلى حدٍّ ما، وأحمر الشعر إلى حد ما، بل ويبدو أعمش إلى حدٍّ ما، بصلعة صغيرة فوق الجبين وتجاعيد على كلا الخدين. أما لون وجهه فكان -كما يقال- بواسيريا. وما العمل؟! الذنب في ذلك ذنب جو...
دعوا دمعي بيوم البين يجري
فقد ذهب الأسى بجميل صبري
وكيف تصبرّي وأخي رهين
بأرض الشام في ظلمات قبرِ
فقدت أخي وكان أخي وظهري
على الحدثان سمّاعاً لأمري
فإن عجزت عن الندب الغواني
بعثت الدمع نظماً غير نثرِ
يا بين بالغت في الأشجان والمحن
وجلت فينا بجد ليسٍ بالحسن
أضرمت نار فؤادي والحشاءَ معاً
أوليتني في الورى حزناً على حزن
أغلقت باب علوم ثم باب هدى
أخذت مني محب الدين من وطني
قد مات في غربة والشام مسكنه
يا ليتني قبل ذا أدرجت في كفني
وقد فقدت عفيف الدين واأسفي
فليت بعد عفيف الدين لم أكن
قد كان موت...
أريد أن أحكي عن رجل عجوز، عن رجل لم يعد ينطق بكلمة ولديه وجه متعب، أكثر تعبًا من أن يبتسم، وأكثر تعبًا من أن يغضب، ويسكن في مدينة صغيرة، على نهاية الشارع أو بالقرب من التقاطع. بالكاد لا يهم وصفه، فلا شيء يميزه عن الآخرين. يرتدي قبعة رمادية، وبنطلونًا رماديًا، وسترة رمادية، وفي الشتاء يرتدي معطفه...