مختارات الأنطولوجيا

من وسط (سكرابات) بيته المتهالك حمل استاذ بهجت ابريقه العتيق وهو بعض ما تبقى لديه من خردوات البيت ، و لو كان يأتى بثمن لما كان بقي هو الاخر لحد الان .. حمله بيده ، وراح يتوسل جارته لتقرضه نفطا .. طرق الباب بتردد طرقات خجلة تشبه طرقات الاطفال الى حد كبير .. رفعت حسيبة الستاره التى تلى باب دار كل...
الى صديقتي الفنانه الهام ناصر الزبيدي في احدى القرى الكلدو اشوريه من اقصى شمال كوردستان العراق اعتادت القطط في شهري كانون الاول والثاني من كل عام أن تدخل (دهليز) الحمّام الجهنمي الحار لبيت ابو ايشو بعد اطفاء الموقد النفطي الخاص به ، حيث يبقى هذا الجحر يحافظ على حرارته ليوم كامل .. ولم تجد...
الى صديقي الفنان فاروق أنطوان الزمان :أواسط الثمانينات عندما كانت المعارك بين العراق وايران على اشدها .. المكان : في احدى وحدات التشكيلات الحديثه .. تحديدا على (الطريق الاستراتيجي)المؤدي بين البصرة والفاو .. مقر الفوج يحتضن عادة أصحاب المهن : - الخياط – الحلاق – الكاتب – المراسل – السائق –...
النفق السري ــ قصة قصيرة ــ مرشد كرمو كان يوماً غائماً في ميتم الراعي الصالح في مدينة الموصل حين أقبلت سيارة تقل فتى تجاوز السادسة عشرة من عمره إلى الميتم ذلك المساء المعتم القارص في شهر كانون الأول سنة 1970 . ترجل الشاب من السيارة الصغيرة وهو يترنح كالسكران من شدة التعب والاعياء ، لا يكاد...
إلى متى ستظلّ ساكنة جحرها، ونهاياتها الملتوية تظهرُ في الجهة الأخرى؟. سألتني جدّتي هذا السؤال في لحظة مفاجأة فتغيّرت ملامحي. وكأنّي مسؤول عليها أو مروّضها، وضعتني جدّتي في موقف محرج لمواجهة الصراع الكبير الذي يحدثُ في نفسي، وعدم الرضا والراحة بين جلابيب أفكاري وعقلي الذي يلزمني بإخراجها من جحرها...
عند مدخل قوس بوابة حديقة الحيوانات في دلهي ، وسط ملاهي اللعب وإزدحام الزوّار المتلهّفين للدخول ، وبينَ لغط المزدحمين ووقع خطى الناس المتعجّلة للتسلية في مدينة الألعاب ، كانت حزمة من النفّاخات الملوّنة المنفوخة تتطايرُ في الهواء ، حاول بائع النفّاخات اختيار واحدة لطفلة صغيرة ، انقطعت حزمة...
يجيءُ الشتاء من عواصفهِ المتربةِ يُنيرُ الطرقات المظلمة يجري كصهيل الخيولِ لمفَاجأَةِ الأَيامْ بحزنٍ عميق .. يَقفُ العراقُ وحيداً .. ويمشي مستنداً على عصاهُ يَعبرُ الضفةَ بالفرح والكبرياء .. والأعداءُ بحرُ تبتلعُهُ الأمواج وأملي حبُ يضيءُ حياةَ العراقِ مجداً وشهرةً تُصبح ثمارَ نينوى يانعةً تثبتَ...
القسم الثاني ذكرياتٌ شجيّة لن تموتْ ! مقدمة : اعود في هذه الحلقة الثانية لأكتب ذكرياتي المرة والحلوة مع الاستاذ الراحل الدكتور عمر الطالب ، وهذه ” الحلقة ” مأخوذة مما كنت قد سجلته من ذكريات خصبة مع الرجل ، والتي ضممتها فصلة مطولة من كتابي ” زعماء ومثقفون : ذاكرة مؤرخ ” ، وقد كنت صريحا للغاية...
القسم الاول محاولة مقاربة لفهم أستاذ متغاير !! مقدمة لا بد منها كما رحلت الطيور في مواسمها الخريفية ، وطارت اللقالق من اعشاش القباب الموصلية ، رحل استاذنا وصديقنا وزميلنا الدكتور عمر الطالب رحلة أبدية لن تعود .. رحل وهو في وحدته كالتي تعّود عليها وأحبها في حياته .. رحل وهو يصارع المرض على...
ميموار فلسفي سيرة ذاتية تحكي محنة الفلسفة والفيلسوف هناك تشابه بين الإثنين، فقد حاور سقراط السفسطائيين وكشف فساد بضاعتهم.. وطعنه مواطنيه فلفقوا له تهمة إفساد الشباب والقول بآلهة غير آلهة المدينة.. ولم يتنكر لمدينته وواجه حكم الإعدام (شرب كأس السم على الطريقة اليونانية).. وعمر حاور أتباع...
دق الجرس معلناً بدء الدرس الأول. وقف الطلاب أمام صفوفهم متحفزين لإعلان تكاتفهم مع إخوانهم عرب مصر في حربهم من أجل الحرية... كانت السماء هي الأخرى قد أعلنت الحرب ضد الطغاة، رعدت وأبرقت، ضاع صوت المدير الحانق (ادخلوا الصفوف) وسط الرعد القاصف في قبة السماء.ازداد هطول المطر وبعث صوتها المتتابع...
..... وجهك الغبي ، يفرش ملامحه أمامي غامضة كئيبة ، على طول الفسحة الترابية التي تحدها شجرة اليوكالبتوس ...... وقاسم يتيه بأحاديث ممزقة رتيبة ، تهوي في أذني مبتورة ، باردة ، دون أن أعير لها انتباهاً .... وعندما يلمح ذلك ينظر وسط عيني ، ويفجر ضحكة ، تصدح في رأسي التعب ، تصدح بأصدائها . - أنت تفكر...
منذ الضياءات الأولى للفجر.. وآلاف الفراشات السوداء تفترش بحدة اطراف سماء مدينتي.. لا تبارحها ليل نهار وكأنها معلقة بشبكة سميكة مصنوعة من مادة نسيج رهيب لا زالت تحجب بأجنحتها مسارات الشمس المتسللة بوجل نحو البيوت الهاجعة في الظلمة المخيف.. طنينها يملأ الفضاء برهبة الموت والخواء.. والخوف مزروع في...
أصابتها جلطة المخ المفاجئة فانصعق كل أحبابها، هى التى ظلت غندورة حتى بعد الستين.. مشرقة، ومهندمة، وضحوكًا، وتذكر دوما بأنها كانت الوحيدة ــ من بين كل بنات العائلة ــ من تزوجت بعد قصة حب، بل أسطورة حب ريفية. وخرجت من الغيبوبة بأقل كثيرا مما توقعه الأطباء: خزل خفيف فى الجانب الأيمن، واختزال لكل...
… فلما سطعت الشمس ، وامتلأت الشوارع بالناس ، جاء التكليف فى محل الفرقة ، من أحد أغنياء العصر والأوان لحضور حفل ختان طفله ، البالغ من العمر الثلاث سنوات ، نُبه على ريس الفرقة باصطحاب الفرقة بكامل أفرادها ، عليهم أن يركبوا لنشا لقطع البحر ، ثم النزول لركوب أحصنة تحضرهم إلى قصر الثرى ، ساكسفون ،...
أعلى