مختارات الأنطولوجيا

فتىً في ربيع العمر. رأيته مرة قبل خمس سنين، وكنت أعهده فتى صموتاً مع رفاقه، يغرق بالتفكير، ويحدق بعينيه إلى جهة من الجهات، وعندما يحول نظره إلى جهة أخرى، يعقب التفاتته بحسرة. لا يكلم صحبه إلا بين آونة وأخرى، وأن ضحك فضحكة قصيرة هادئة. التقيت به مرة في حياتي. وحاولت لقائه ثانية فما أفلحت، حتى...
رحم الله كاظم الأحمدي، القصاص والروائي والمربي والصديق، فقد جعلنا الموت نستذكره ونستحضره، وكنا قبل موته نتذكره ونفتقده، بعد أن يغيب عنا أياماً وشهوراً. نلتقيه فجأة ثم يختفي، وكانت بين حضوره وغيابه درجات من الرضا والغضب، والسؤال والجواب، والعافية والذبول، حتى جفّت الدماء في العروق، وختمت سلسلة...
كيف يسير التطور وماذا تحاول النازية القاعدة التي لا يشذ عنها أي كائن حي هي ان العالم سائر نحو التطور، مستمرا قدما الى الامام، لا يقف في سبيله سد، ولا يحول دونه حائل . فلو رجع أولئك الرجعيون البطيئو الحركة، الى قليل من البصر بتاريخ الحياة، ويسير من التروي، وصدفوا عن تصلبهم وتزمتهم في مذاهبهم،...
ملاحظة: عزيزي القارئ/ة القصة لها نهايتان ولك ان تختار/ تختاري النهاية التي تعجبك.. (القصة الأولى) 2016 - طوكيو - حي تشيودا بدأ الفضول يستولي على تفكيري وكمية الحذر الضئيلة التي تملكتها نفسي، لقد حذرتني جدتي مسبقا من خرافة "تيكي تيكي". هي طالبة مراهقة تعرضت لحادثة قطار في حي تشيودا ليفصل...
جلس (ثاقب) في حديقة منزله، ارتشف الشاي بالنعناع وهو يسحب دفتر مذكراته، ارتدى منظاره الطبي، ثم اتكئ على الكرسي ببطئ، عجباً كم تمر السنين بسرعة، لقد غطت الشعرات البيضاء رأسه، وارتسمت على وجهه تجاعيد الزمن، تنحنح في مكانه ثم بدأ بالقراءة: اسمي (ثاقب)، أو يمكنكم مناداتي بعود الثقاب، نعم يمكنكم...
الصعلكة : أخرق تسمونني وصعلوك وانا أسميكم سراب . من وراء السور كانت حبة الدرويس المهترئة تداعب ذرات الاسفلت "الطار" المفلطح والمنبعج كما الكرة الأرضية تهتز في خفقات مؤتر . والسبحة الوديعة تضع إحصائية الزلتان والهيام والأرق صورتهما تبرزان كالأنف المطمور تحت ضفاف الشمس. غان يعتمد مقاتلاً . انه...
--------- الإسلام من منظور التحليل النفسي(1من2) هذه ترجمة لمحاضرة الدكتور فتحي بن سلامة أستاذ علم النفس وعميد وحدة البحث والتكوين في العلوم الإنسانية العياديّة بجامعة باريس ديدرو. المحاضرة بعنوان "الإسلام في ضوء التحليل النفسي"، وقد ألقيت باللغة الفرنسيّة خلال مؤتمر "قوّة التوحيد. التحليل...
فَسائِل بِسَعدَيَّ في خِندِفٍ وَقَيسٍ وَعِندَكَ تِبيانُها وَإِن تَسأَلِ الحَيَّ مِن وائِلٍ تُنَبِّئكَ عِجلٌ وَشَيبانُها بِوادي جَدودٍ وَقَد غودِرَت بِصيقِ السَنابِكِ أَعطانُها بِأَرعَنَ كَالطَودِ مِن وائِلٍ يَؤمُ الثُغورَ وَيَعتانُها تَكادُ لَهُ الأَرضُ مِن رِزِّهِ إِذا سارَ تَرجُفُ أَركانُها...
أضاء سعاده سماءنا لحظة كالشهب ثم اختفى. لكنه فعلاً لم يختفِ. ها نحن نحتفي بمرور مئة عام على ميلاده، وها نحن قد أتممنا جمع أعماله الكاملة في أحد عشر مجلداً نضعها في أيدي الاجيال الطالعة. نحن مدينون لهذا الانجاز الكبير الى مؤسسة سعاده الثقافية وللباحثين والعاملين فيها. أذكر اليوم الذي شاهدته فيه...
الفكرة البارزة في جميع الأمثلة المتقدمة من تفكير نفر من أشهر أدباء اللغة العربية في العصر الحاضر هي: ترك البكاء التقليدي والتحسر والتلهف والنواح والندب التي أغرقت الشعر العربي القديم في عبابها وتغرق الشعر السوري والمصري الحديث في ذاك العباب عينه، اللّهّم إلا بعض استثناءات نادرة تطمو عليها الصفات...
إذا قست شفيق معلوف بالمقياس الذي وضعته للشاعر وهو: «الشاعر هو الذي يُعنى بإبراز أسمى وأجمل ما في كل حيز من فكر أو شعور أو مادة» وجدته شاعراً شاعراً. فهو ارتقى بموضوعه إلى أعلى علوه ضمن حيّز الفكر والشعور الذي لازمه، وهو حيّز نظرة قصيرة قديمة، جامدة. إنّ فهم الحب كما ورد في عبقر ليس نظرة خاصة...
الغناء كما يفهمه عامة السوريين شيء ليس بذي اعتبار كبير. هو جميل عندهم، ولكن جماله مقتصر على كيفية واحدة يحبونه منحصراً فيها. وهذه الكيفية هي: أن يجلس المغني وحوله دائرة أو نصف دائرة من الشبان تدار عليه وعليهم كؤوس المدام، حتى إذا ما لعبت الخمرة في رؤوسهم وانتشى المغني أخذ هذا ريشة عوده وضرب بها...
بهذا الاتجاه الجديد يمكن أن يترافق الأدب والحياة، فيكون لنا أدب جديد لحياة جديدة فيها فهم جديد للوجود الإنساني وقضاياه التي نجد فيها الفرد والمجتمع وعلاقاتهما ومثلهما العليا كما تراها النظرة الجديد الأصلية إلى الحياة والكون والفن. إنّ الأدب الصحيح يجب أن يكون الواسطة المثلى لنقل الفكر والشعور...
يقول المسيح: “إنّ من أُعطي كثيراً يطلب منه الكثير”. لقد أُعطي الموارنة كثيراً ولذلك يطلب منهم الكثير. أُعطوا أولاً، هذا الجبل العظيم، جبل لبنان اسم من أعطر الأسماء في الكتاب المقدس وفي التاريخ. اقترن اسمه بالمجد والكرامة والشموخ والبهاء والجمال والقداسة والصمود والرائحة الزكية، وبـ”أرز الرب”...
كان الوقت صباح 11 سبتمبر، مثل هذا اليوم، عام 1969، حين توجه الدكتور الصاوى حبيب الطبيب الخاص لجمال عبد الناصر إلى منزل الرئيس فى منشية البكرى بالقاهرة، لإجراء الفحص الطبى عليه، واكتشف «الطبيب» إصابة الرئيس بالأزمة القلبية الأولى التى تطورت فيما بعد لتؤدى إلى وفاته يوم 28 سبتمبر 1970. يتذكر...
أعلى