مختارات الأنطولوجيا

أهوى أميَّة َ إنْ شطَّتْ وإنْ قربتْ يوماً وأهدي لها نصحي وأشعاري ولوْ وردتُ عليها الفيضَ ما حفلتْ ولا شفتْ عطشي منْ مائهِ الجاري لاَ تَأْوِيَنَّ لِحَزْمِيٍّ رَأَيْتَ بِهِ ضرٍّا، ولوْ طرحَ الحزميُّ في النَّارِ النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ والمقحمينَ على عثمانَ في الدَّارِ
نحن نعيش، دون أن نشعر بالوطن من تحتنا، أحاديثنا لا تُسمع لأبعد من عشر خطوات . وحيث يوجد ما يكفي لنصف حديث، فإننا نتذكر الجبليَّ في الكرملين. أصابعه الثخينة الدهنية كما الديدان، وكلماته صحيحة كما الأوزان الثقيلة، وشارباه ” الصرصوريان ” يضحكان، وتتلألأ رقبة حذائه. ومن حوله أوباش من القادة بأعناق...
كاتدرائيّةٌ تَنتصِبُ حيثُ كان قاضٍ رومانيٌّ يحكم على شعب أجنبيّ: متهللةً وبَدْئيةً، كما كان آدم في أوّلِ الزّمان، باسطةً تعاريقها، القبّةُ المقوّسةُ على هيئةِ صليبٍ، تُلاعبُ بخفة عضلاتَها. إلا أنَّ التصميمَ الخفيّ ينكشفُ، ما إن ننظر من الخارج: فها هي متانةُ مِحزم المَسانِد تحافظُ على أنْ ينامَ...
العابرون سريعًا جميلون. لا يقيمون في مكان كي يتركوا فيه بشاعة. لا يبقون وقتًا يكفي لترك بقعة في ذاكرة المقيمين. الذين أقاموا طويلاً معنا تركوا بقعًا على قماش ذاكرتنا لا نعرف كيف نمحوها. بقعٌ مؤلمة، أينما كان على المقاعد، بحيث لم يعد يمكننا الجلوس. المقيمون طويلاً يسلبون مقاعدنا. يحوّلون أثاث...
بين الضجيج وبين الصّمت يا جبلُ بين الشّرودِ وبين الوعي مُذ غزلوا حـلـمي وشرقـكَ للأنـواءِ مِـلْحَفةً أمّ الـرّحـيـلُ خُـطـانـا خافـقي جَـفِـلُ يـخـافُ من غربةٍ دفـلى مشاربُـها دفـلى وإن عشقت أزهارَها الـمُقَـلُ يـخـافُ أن يهـجـرَ العصفورُ أيكَـتهُ ويـصـبَـأ الحـبُّ والإيـثـارُ والأمَـلُ وترحل...
تموسقي.. آتٍ إليكِ من ضجيج الصّمتِ.. أجتاز الصّدى.. فاليومَ حراً من تناهيدي.. أعود.. أعود مصلوباً على قيثارة الحبّ.. أعزفُ الحنين للحنين.. أُلملمُ الشّجونَ عن ضفائر الوادي العتيقِ.. أذوبُ عشقاً وأغنّي.. بـيـني وبـيـنـكِ مُـذ ناغـيـتِ لي مُـقَـلا ومُـذ رقاكِ سـراجُ الـلـيـلِ وابْــتـَهَـلا ومذ...
يا إلهي !! حتى رؤانا.. تساق لتسبى . جَنّ الليلْ.. لا قمرٌ يختالُ ولا نجمٌ نهتَديهِ.. ولا شهبٌ الرعاةُ بلا ثوبٍ سقطوا في شِراكِ الصّقيعْ. الشّياهُ.. تذائَبَها الجوعُ والخوفُ.. الذئبُ الجليديّ.. أطرَبَهُ الثغوُ شرقا ً سيّدة ُالخِصْبِ ترقصُ للريح ِ وابنة ُعمّي نازفَة ً ترضِعُ النّهرين ِدَما. جنّ...
حمل النورس المحزونُ ضفائرَ جدّتهِ ذات عاصفةٍ حُبلى بالجنونِ وأبحرَ نحو السماء. ذرَفَ الحزنُ غرْبَتَهُ حنّ للشاطئ المترامي فوق ظلال النخيلِ تراكَمَ بوحاً شاقتهُ شقشقةُ العصفورِ تموسقَ.. أغوته هادلة الذكرياتِ وبين ضجيج إنكسار المرايا ونشغة ِ نايٍ حزينِ تدلّى موّالاً حطّ فوق كومة ملحٍ أسودَ فجّرهُ...
مــا نـجــيـدهُ غير القلق , والركض وراء احلامنا . . ! العودة الى بيوتنا بأرجلٍ محطمة ووعودٍ خرافية . المــقهى أناي الآخر طالما لم يعد من مكان هناك جلوسنا المزمن يثير استغراب الشارع و . . . حنقه نحتسي الوقت كالآخرين السعال يطوقني بمحبةٍ غامرة موظفة...
أرق المُحب وَعادَهُ سَهَدُه لِطَوارِقِ الهم الَّتي ترِدُه وَذَكَرت من رَقَّت لَهُ كَبدي وَابى فَلَيسَ تَرِق لي كَبدُه لا قَومُهُ قَومي وَلا بَلَدي فَنَكونُ حيناً جيرَة بلدُه وَوَجدتُ وَجداً لَم يَكُن احد قَبلي من اجل صبابَة يجدُه إِلّا اِبنُ عجلانَ الَّذي تبلت هند فَفاتَ بِنَفسِهِ كمدُه
تَجَنَّبَت لَيلى حينَ لجّ بِكَ الهَوى وَهَيهات كانَ الحُبُّ قَبل التَجَنُّب وَلم أَر لَيلى بَعدَ مَوقِف ساعَة بِخَيف مُنى تَرمي جِمار المُحَصَّب وَيُعبدي الحصا مِنها اِذا قَذَفَت بِهِ مِن البُردِ اِطرافُ البِنان المُخَضَّب وَاِصبَحت مِن لَيلى الغداة كَناظِر مِن الصبح في اِعقابِ نجم مغرِّب ابت...
التقيتُه أول مرة في باريس، كان ذلك منتصف السبعينات، وكنتُ أزور باريس لمقابلة أستاذي المشرف على عملي في أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه. في مقهى “بريغرودين” في حيّ السان ميشيل التقينا، هو المنفي من وطنه بسبب فكره اليساري ومواقفه النضاليّة، وأنا الباحثة عن المعرفة التي لم أُمنَح إمكانيّة تحصيلها...
أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ = و أرجوهُ رجاءً لا يخيبُ وأسألهُ السلامة َ منْ زمانٍ = بليتُ بهِ نوائبهْ تشيبُ وأنزلُ حاجتي في كلِّ حالٍ = إلى منْ تطمئنُّ بهِ القلوبُ ولا أرجو سواهُ إذا دهاني = زمانُ الجورِ والجارُ المريبُ فكمْ للهِ منْ تدبيرِ أمرٍ = طوتهُ عنِ المشاهدة ِ الغيوبُ وكمْ...
رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ = أحسن الأيام يوم أرجعك مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني = أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك؟ كم شكوتُ البيْن بالليل إلى = مطلع الفجر عسى أن يطلعك وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا = فشكا الحرقة مما استودعك يا نعيمي وعذابي في الهوى = بعذولي في الهوى ما جَمعَك؟...
أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ فقبَّلني ثلاثاً في اللثامِ وودَّعني فأودعني لهيباً = أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي ولو أنني أخْلو بنفْسي = وأطفي بالدُّموع جوى غرامي لَمتُّ أسى ً وكم أشْكو لأَني = وأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي أيا ابنة َ مالكٍ كيفَ التَّسلّي = وعهدُهواك من عهدِ...
أعلى