مختارات الأنطولوجيا

حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ فيمَ الكَثيرُ مِنَ التحنانِ وَالطَرَبِ قالَت سُعادُ أَرى مِن شَيبَةٍ عَجَباً مَهلاً سُعادُ فَما في الشَيبِ مِن عَجَبِ إِمّا تَرَيني كَساني الدَهرُ شَيبَتَهُ فَإِنَّ ما مَرَّ مِنهُ عَنكِ لَم يَغِبِ سَقياً لِسُعدى عَلى شَيبٍ أَلَمَّ بِنا وَقَبلَ ذلِكَ حينَ...
يا صديقتي الأثيره كل ما احتاجه في حياتي القصيرة أن تشعلي شمعة وان تضيء قبر أمنا الحنونة وان تضعي زهور الكفاح الملونة فثورتنا يا صديقتي خالدة – – – فنحن.. وان كنا لم نزل أطفال فإننا لا شك أبطال والخوض مع الحقيقة أهون من تركها تسقط بلا نضال دعي الأفكار يصنعها الزمان ان تسيل الدماء أفضل من الهوان...
عندما بدأت حياتي الأدبية لم تكن بلادنا قد عرفت المكتبات، وكان العثور على كتاب معين من الصعوبة بمكان. وكانت بعض المجلات والصحف تتسلل وتصل إلى أيدي ناشئة الأدب، ومنها مجلة احتوت مقالاً يتناول فيه صاحبه كتاب «الأيام» لطه حسين، وتوقف عند الجزء الأول منه ليقتبس هذه الفقرة، التي تناول فيها طه حسين...
نهضتْ إليك شواطئي حبلى بليل الوافدينَ على السؤال من السّوالْ عَرّافة هذي الرّمالْ أصدافُها عرفتْ تقلّبَ كلّ وجْهات العواصف والرّياحْ طوبى لِمَن نسجتْ جناحاه الفصولْ طوبى لمِرآةٍ تعطّر ماؤها بالقلْبِ في غابِ الحرائق والظنونْ طوبى لمَن دخل البيوت مُوَزّعًا أفراحَه وشهائد الميلادْ طوبى... للتراتيل...
عندما مرَّت الجنازة خلع الرجال فى المقهى قبعاتهم بطريقة آلية ، وحيُّوا الميت ذاهلين . واستداروا جميعاً نحو الحياة مستغرقين فى الحياة واثقين بالحياة *** لكن واحدا منهم كشف رأسه بحركة بطيئة متمهلة وهو ينظر طويلا إلى التابوت . كان هذا الواحد يعلم أن الحياة اضطراب شرس وبلا غاية . أن الحياة خيانة...
أواصل ما بدأته الأسبوع الماضي حول ماكُتب هنا وهناك بعد رحيل بهاء طاهر، وتحديدا التعليقات التي تناولت جيل الستينيات بوصفه جيلا أغلب أبنائه من النمامين وكتاب التقارير وكارهي بعضهم البعض. ولما كنتُ من الموجة التالية لهذا الجيل، وأنتمي لموجة السبعينيات، فأعتقد أن شهادتي حول ذلك الجيل ليست مجروحة...
ماذا بعد تعلُّم القراءة والكتابة؟ أُثيرت في هذا المقال أسئلةٌ عديدة، وعلى الرغم من مرور ما يقارب النصف قرن على نشر المقال للمرة الأولى إلا أنَّ هذه الأسئلة لا تزال محورية، كما كانت دائما.. تضرب الأميّة بجذورها في التاريخ عبر قرون عديدة، وبفضل الرب فقد بزغ الفجر رويداً رويداً، وحتَّى اليوم لدينا...
في البداية كانت الأمية. و بتعاقب القرون و حمداً للسماء، بزغ نور الفجر تدريجياً حتى يومنا هذا، الذي أصبح فيه التعليم الإبتدائي إلزامياً. معظم الناس، و من ضمنهم العديد من المعلّمين، سيتفقون معي على أن اكتساب مهارات التعلّم، أو بالأحرى القدرة على القراءة، ترسم حداً فاصلاً من الواضح أنه يقسم البشرية...
تعتمد بعض الاتجاهات المعاصرة في النقد الأدبي إلى تتبع جزئية أو عنصر معين في أعمال كاتب ما، تتبعاً أفقياً، بهدف الكشف عن كيفية تعامل هذا الكاتب مع هذه الجزئية، فتدرس المقدمات أو العقدة مثلاً في القصة، أو تدرس القافية أو اللازمة في القصيدة إلخ . ونحن نعتقد أن النهاية في القصة القصيرة من أهم أجزاء...
لأجل الشمس قد غامرتُ في بلد ضبابيّ بلا ألوان وكانت رحلتي تعبٌ خرافي أنا أمضي بلا عنوان لمست النجم لكني بقيت لآخر الأيام في عمري أنا العطشان وبي حس يمزق كل ما عندي تبقّى من قوى التحنان فأين الصبر يا أيوب? أين الصبر?!! بقايا العمر تفنيها بقايا العمر أسابق ريحنا الرملية الهوجاء في الصحراء فتعشي ها...
في قلب الليل‏، رن جرس التليفون‏، ولما رفعت السماعة وقلت‏:‏ أيوه جاءني الصوت‏، عميقا ومبتسما‏:‏ كيفك‏:‏ ــ الحمد لله. ــ طمني عليك؟ ــ ماشي الحال ربما تمهلت لحظة قبل أن أصيح: ــ ياسين؟ الحمد لله علي السلامة. ــ الله يسلمك. ــ أنت هنا علشان المؤتمر؟ ــ صحيح. ــ لازم أشوفك. طبعا. هادي أول مكالمة...
في المساء، كان يجلس على رصيف المقهى الخارجي وإلى جواره المنضدة ذات القرص النحاسي المستدير والأرجل الحديد السوداء، وكان يشرب القهوة ويدخن سيجارته الثالثة هذا اليوم، ويتفرج على الناس ويفكر. كان قام بالأمس من قيلولته ليكتشف، بالمصادفة البحتة، أن إحدى ساقيه صارت أطول من الأخرى، ذلك عندما مدّهما...
كانت ممرضة وكان معلما، تزوجا، كان أسمر داكنا أسود إذا شئت، لم تكن سمرتها داكنة بيضاء إذا شئت، كان انفه أفطس لكنه لم يكن قبيحا، وكان أنفها افريقيا جذابا بأي قياس قسته، وكان شعرها نحاسي اللون ناعما وطويلا، وكانت عيناها رماديتين تذكران الرائي بأمسيات رائعة. وكانت عيناه سوداوين، وكذا شعره الذي لم...
بحّت المزاريب من الخرير الفوانيس من إسداء الضوء للشارع الضرير غدائرها من تلقين الحياكة لدودة الحرير ولا غمد للقصيد غير هذا الليل الثائب كالطحلب على جنبات السرير سقف المدينةماء! للشاعر أن يريح أنامله بعد ان سفك أريج المساء وللصبية الناصعة في حداد الكف أن تعيد صياغة نهديها وأن تفترص إن شاءت بجعا...
الحديث عن جمال محمد أحمد ليس سهلا ، فأنت لا تعرف من أين تبدأ . أنه بالنسبة للناس الذين عرفوه عن قرب وأحبوه ، لم يكن شخصا بالمعنى المعروف للكلمة ، ولكنه كان عالما متكاملا قائما بذاته . كان مثل زعماء الأحـزاب ، أو قادة المدارس الفكرية ، له حواريون وأتباع وأنصار . وكان بالنسبة لي ، كما لكثيرين ،...
أعلى