قصة قصيرة

“الـ” أداةُ تعريفٍ .. تُعرِّف المنكّر .. ليصبح القريب .. لكنها لاتستطيع أن تعرف من يريدون التنكر - والليلة ثمة أشخاص يريدون التنكرـ …. المؤلف. الرهائن “يقال أنا رهينٌ بــ : يعني مأخوذٌ به” – المعجم الوجيز … تقف الرهائن في صف منتظم الشكل وكأنه يوم حشر.. تتقيد معاصمهن وأرجلهن إلى سلسلةٍ واحدةٍ...
لا يقلق الظلامُ الكتبَ الرابضةَ على المكتب ولا الأوراقَ والأقلامَ، ولا جسدي المشربَ بسمرة مدفوعًا بنعومة داخل قميص النوم الأبيض الحريري. في الحقيقة إن الظلام ليس بإمكانه أن يقلق أحدًا على الإطلاق. يقولون إنني أحس وأنا نائمة إذا ما دخل علي أحد، فتنكمش ابتسامتي، وينعقد حاجباي، ويقولون أحيانًا...
* الإهداء: لكل أصحاب الأقلام الحرّة زهرتان كانتا ستلتقيان، إحداهما نامت منتظرة على عتبة قلقها ثم انتفضت جزعة لصوت طلق ناري، وأخرى ذات عبير ليلكي سقطت من يده على الرصيف المتآكل. ولأن ليس بالمدن وحدها تزدهر الإنسانية، وما بالبارود فقط تتفجر المدن، كانت العاصمة قد ارتجت لمقاله الذي دفع به للنشر...
عندما ارتفع نور شعاع الشمس الأول مفتتحا صبحا جديدا عند غرّة المدينة الغافية بارتخاء على ذراع النهر الأسمر، دار في الأفق المضوّى صوت كهنة المعبد مترنمين بارتفاعات وانخفاضات صوتية بأنشودة التضرع للفرعون.... فتح النهر الأسمر عينيه متبسما متثائبا ومصغيا بحنو للنغمات المتضمخة برائحة البخور المقدس...
استيقظت من نومي مجدداً والعرق يتصبب فوق جبيني، بعد تشتت طويل بين سلسلة من الأحلام الغريبة والمتشابكة، لا تتركني إلا وأنا منهك القوى، وكأني قد ارتحلت فعلاً أينما شاءت... أجوب بلاداً ومدناً يلفها الضباب، أتنقل بين أماكن ويبوت عدة، منها ما هو مألوف جداً بالنسبة لي ومنها ما لا أتذكر أني قد ولجتها من...
في خلوة مع نفسي الثائرة على نفسها وذاتي المنتفضة على ذاتها... أقلب أفكارا تائهة بين وفرة الشك وشحة اليقين وبين ظلمات الوهم وبصيص الحقيقة. أتمعن في دواعي التمرد ومتطلبات القناعة، في جحيم الواقع ونعيم الطموح. أتنقل بين صحراء الكآبة وواحة الفرح، وبين جنون العظمة وحكمة التواضع..... سمعت دويّا قويّا...
أربعة أيام مضت، والضجيج يعلو المكان، تنتفض الحناجر باللغط المتواصل، تتطاير الكلمات والمطالبات في حيز مكتظ، لا جدوى من فحيح ممزوج بالفوضى، أربعة أيام كفيلة برسم اليأس على كل الوجوه، فالوجوه التي تتردد على هذا المكان تتقارب لحد الشبه! والسبب الذي يجمعها هو عدم الاستجابة. أخبرني أحدهم أنهم يقفون...
يا لوعة قلبي على آبي جار الله . كنت كل صباح اسمع في تلك المدينة المتناثرة في الصحراء أحاديثا تتسلل من نوافذ عماراتها عنه ، كيف استطاعت تلك المدينة الضبابية أن تلمز آبي جار الله ، الرجل الكبير ، والذي سيبقى كبيرا رغما عنها ، وعن مجمعاتها التجارية الزجاجية ، وعن ركاب سياراتها الفارهه ...
استيقظت مريم وفركت عينيها وبلعت ريقها المتيبس، بدت كما لو أن حلما ثقيلا كان يجثم على منامها، مشت بثوبها الزهري نحو المطبخ، حيث جدتها تقتعد الأرض، رحّبت الجدة بها بقبلة عميقة على خدها واجلستها في حجرها، ولأن صور الحلم المزعج ما زالت ملتصقة بالاشياء مثل طيف حيثما حرّكت مريم عينيها، كان أول شيء...
تَفتًحت ورود صباها في كنف أمها وخالتها، كونها يتيمة الأب، لذا كُنَ دوماً يبُالغن في حمايتها ويمنعانها من أبسط حقوق مَن هُن في مثل سِنها. لم تنسَ توبيخ والدتها لها حين حاولت إختزال شعرة من حاجبيها أو تأنيب خالتها لأنها أرادت أن تلون شفتيها ذات مرة بلون الدُرّاق و لكونها طالما قرأت الأسى في عيونهن...
دخلت هالة العراقية المغتربة في باريس شقتها مرتمية على أول كرسي اعترض طريقها وحزنها مرتسم على ملامحها الجذابة.. امرأة في منتصف عقدها الثالث، طويلة، رشيقة، عينيها العسليتين الواسعتين برموشهما الكثيفة الطويلة توقع أي شخص في غرامهما باستسلام، شعرها الأسود المنساب على كتفها، أنفها المرسوم بدقة، وجهها...
ألقى بجسده فوق المقعد وأشعل اللّمبة الصّغيرةَ، مادّاً يده اليمنى لجمع الصّرْف. إلى يمينه صديقان نقَداه دراهمه قبل أن يركبا وينخرطا في حديث ودّي تتخلّله ضحكات. الرّاكبُ الثالث شابّ يقف وحيدا، بملامحَ مُخيفة نوعاً ما، منتظراً، بتأفّف ظاهر، اكتمال العدد. وقفتُ قربَه وشرعتُ أفتّش في جيوبي الكثيرة...
(1) الحب، الحب، الحب الاعتراف سيد الادلة الجريمة اخطر من الاعتراف أنا إبليس الذي حرم الآباء طقوس الجنة . فالخطيئة ابلغ تصورا من الخطأ . تجربة الحب مخبولة بأنفاسك المتحشرجة في بوق أذني . فلا اسمع سوى هسيس ظلك يلهمني نزوة إقبارك في الجحيم ، لأتلوى في طقوس معبد ليلك المحموم . قد...
نهض بصعوبة. نظر إلى صورة سيده المعلقة على الحائط باِهتمام. بصبص. فتح فمه. وأخرج لسانه بينما كان يلهث. سقطت بضع قطرات من لعابه على الزربية المزركشة الزاهية الألوان. كانت عيناه محمرتان. وبدا عليه الإجهاد والسقام. تساقط شعره حتى ظهر جلده في بعض المواضع من جسده. تنهد. و تحركت أذناه تنصتان إلى دقات...
يسمونها الحمامة البيضاء. أناقة و سحر طبيعي. يليق بها اللون الأزرق. هي بيضاء من رأسها حتى أخمض قدميها. مبالغة؟ أكيد. إذن الأبيض هو قلبها. يسع الدنيا كلها. عشقها مغامرون، سياسيون، أدباء و رحالة. معشوقة هي منذ غابر الأزمان. من أجلها سالت دماء و في حبها سال مداد كثير. أنا الذي أعشقها حدّ التلاشي...
أعلى