قصة قصيرة

(1) ذهبت صباح أمس إلى السينما، كان هناك عرض لثلاثة أفلام متتالية بنفس التذكرة، ولأنني كنت افتقد البقاء وحدي وجدت فيه ضالتي. دخلت كعادتي قبل الإعلانات وجلست انتظر. وقبل بداية الفيلم بفترة ظهر من العَدَم شاب ما وجاء كُرسيه بجواري، كان اسمه "روبرت". هو لم يُخبرني، أنا أطلقت عليه ذلك، أو رُبما هو...
طرقت بوابة قلبه ذات مساء ساحلي ، إمرأة معجونة من النسيم ، متمردة ، جموحه كفرس في أول مضمار السباق ، تختزن في دواخلها سمفونية كسحر المغني ، لم يعزمها على حديقة قلبه تركها تسرح بعيدا في نهارات مغبرة ، نهارات تشتاق لريق المطر ، حينما لم تتمكن من أرتياد البهو المغلق ، غادرت مثل وردة على حد السيف ،...
وسيأتي ولد من بعدي اسمه علي ليس نحيفًا مثلي، وكلامه سكر ويدخن المارلبورو، ويحكي عن الأهلي والزمالك، ويحب محمد فؤاد موت، ويفهم جيدًا في ماركات السيارات، ويسير ممشوقًا إلى جوارك، وهو يقبض على يدك ولا أجدع عسكري، بينما في يده الأخرى ترقد علبة مارلبورو أحمر وموبايل رقيق نوكيا. ولن يحكي لك مثلي عن...
هل هذا جزائي؟ يتركني فى حجرته المظلمة هكذا مهملة..لايسأل عنى ..وإن رآني أشاح بناظريه بعيدًا؟ أذكر أول لقاء به، يوم اقتطع الجزء من الكل.. ليأخذني بين يديه مزهوًا، وضعني على جسده يوم عيد أتذكر .. نظر لأترابه ليرى الحسد في أعينهم. كم من غزوة طائشة. كنت فيها معه. أرفرف كعلم منتصر فوق رأس من انهزم،...
جدفت رموشه بقوارب عينيه, بعدما كانت راسية بغفوته. شعر أن الاستيقاظ حوت التقمه, ولن يلفظه إلا ليتركه للنوم في المساء. استسلم لهذا الشعور, ونهض من فراشه متبرمًا. زلزله صوت الساعة معلنًا انفلات الوقت, فراقب عقاربها وهي تدس السم في شرايين الزمن, وبغير دراية منه, أو ربما بدافع من الرغبة تحرك في اتجاه...
سمير كان هو العنكب ودارين هي العنكبوت. أعلم جيدا بوجودهما في حجرتي منذ زمن, لكن طوال تلك الفترة لم يكن هناك ما يثير أية قلاقل. كانا قمة في الانسجام. أنا لا أحاول إنكار أنني رأيت دارين في أكثر من ليلة تلملم أشياءها غاضبة وتنسج خيوطا لا نهائية وقد قررت أن تفارق سمير بشكل أبدي لا يحتمل أي جدال ولا...
أصوات وأضواء تحتل المركز الأول والأخير في إدراكها وذاكرتها، صورة ترتبط بها بقوة، تنتمي إليها بشكل ما, تدرك هذا وتعرفه رغم عدم إدراكها لماهية تلك الصورة. شعور آخر يسيطر عليها هو أن هذا المكان الذي تجلس مستندة إلى أحد جدرانه والذي يسبح في الظلام الدامس، غير المخيف وغير المطمئن، جزء منها وهي جزء...
“الـ” أداةُ تعريفٍ .. تُعرِّف المنكّر .. ليصبح القريب .. لكنها لاتستطيع أن تعرف من يريدون التنكر - والليلة ثمة أشخاص يريدون التنكرـ …. المؤلف. الرهائن “يقال أنا رهينٌ بــ : يعني مأخوذٌ به” – المعجم الوجيز … تقف الرهائن في صف منتظم الشكل وكأنه يوم حشر.. تتقيد معاصمهن وأرجلهن إلى سلسلةٍ واحدةٍ...
لا يقلق الظلامُ الكتبَ الرابضةَ على المكتب ولا الأوراقَ والأقلامَ، ولا جسدي المشربَ بسمرة مدفوعًا بنعومة داخل قميص النوم الأبيض الحريري. في الحقيقة إن الظلام ليس بإمكانه أن يقلق أحدًا على الإطلاق. يقولون إنني أحس وأنا نائمة إذا ما دخل علي أحد، فتنكمش ابتسامتي، وينعقد حاجباي، ويقولون أحيانًا...
* الإهداء: لكل أصحاب الأقلام الحرّة زهرتان كانتا ستلتقيان، إحداهما نامت منتظرة على عتبة قلقها ثم انتفضت جزعة لصوت طلق ناري، وأخرى ذات عبير ليلكي سقطت من يده على الرصيف المتآكل. ولأن ليس بالمدن وحدها تزدهر الإنسانية، وما بالبارود فقط تتفجر المدن، كانت العاصمة قد ارتجت لمقاله الذي دفع به للنشر...
عندما ارتفع نور شعاع الشمس الأول مفتتحا صبحا جديدا عند غرّة المدينة الغافية بارتخاء على ذراع النهر الأسمر، دار في الأفق المضوّى صوت كهنة المعبد مترنمين بارتفاعات وانخفاضات صوتية بأنشودة التضرع للفرعون.... فتح النهر الأسمر عينيه متبسما متثائبا ومصغيا بحنو للنغمات المتضمخة برائحة البخور المقدس...
استيقظت من نومي مجدداً والعرق يتصبب فوق جبيني، بعد تشتت طويل بين سلسلة من الأحلام الغريبة والمتشابكة، لا تتركني إلا وأنا منهك القوى، وكأني قد ارتحلت فعلاً أينما شاءت... أجوب بلاداً ومدناً يلفها الضباب، أتنقل بين أماكن ويبوت عدة، منها ما هو مألوف جداً بالنسبة لي ومنها ما لا أتذكر أني قد ولجتها من...
في خلوة مع نفسي الثائرة على نفسها وذاتي المنتفضة على ذاتها... أقلب أفكارا تائهة بين وفرة الشك وشحة اليقين وبين ظلمات الوهم وبصيص الحقيقة. أتمعن في دواعي التمرد ومتطلبات القناعة، في جحيم الواقع ونعيم الطموح. أتنقل بين صحراء الكآبة وواحة الفرح، وبين جنون العظمة وحكمة التواضع..... سمعت دويّا قويّا...
أربعة أيام مضت، والضجيج يعلو المكان، تنتفض الحناجر باللغط المتواصل، تتطاير الكلمات والمطالبات في حيز مكتظ، لا جدوى من فحيح ممزوج بالفوضى، أربعة أيام كفيلة برسم اليأس على كل الوجوه، فالوجوه التي تتردد على هذا المكان تتقارب لحد الشبه! والسبب الذي يجمعها هو عدم الاستجابة. أخبرني أحدهم أنهم يقفون...
يا لوعة قلبي على آبي جار الله . كنت كل صباح اسمع في تلك المدينة المتناثرة في الصحراء أحاديثا تتسلل من نوافذ عماراتها عنه ، كيف استطاعت تلك المدينة الضبابية أن تلمز آبي جار الله ، الرجل الكبير ، والذي سيبقى كبيرا رغما عنها ، وعن مجمعاتها التجارية الزجاجية ، وعن ركاب سياراتها الفارهه ...
أعلى