قصة قصيرة

علي حافة قريتي التي لا يلتقط الغرباء أبداً تعرجات روحها دون دليل من أهلها كان حقل الذرة الذي له شكل المثلث، وكان نسيم المساء يعلق في قامات العيدان المرتعشة، وكنت، ككل مرة، قد استسلمتُ تماماً لحذر اللقاء الحرام، لذلك، تسللتُ إلي الحقل الذي له شكل المثلث بعد أن أصبح في حكم المؤكد تثاؤب كلِّ...
لم يكن يدور ببالي كوردةٍ في البال وأنا في الطريق المجنَّح إلي بنك الدم بمستشفي "سوهاج" المسائيِّ أنني كنت في الطريق إلي غابةٍ من عناقيد الماس الأنثويِّ المركَّز، إلي نخلةً هي في الحقل أطولُ نخلةٍ، وأجمل ما في غابة الورد من ورد، إلي الدكتورة "حبيبة"! كانت نظراتي الأولي إلي ملامح وجهها الطيب...
كانت الهدية التي أهدتنا إياها صوفي، أنا وسليم، الجنة التي اصطحبتنا إليها مرات كثيرة. ولم أكد أنا، موسى، قد بلغت السابعة من عمري بعد، وكان سليم يكبرني بسنة واحدة أو أكثر قليلاً. كانت الجنة هي حمّام النسوان، أو الحمّام التركي، في أنقرة. لا تزال تتراءى لي صوفي في مخيلتي وهي تنظر بطرف عينها، فيما...
فصل وَدْ أمونه عِطْرُ البَخُورِ الحَبشي يملأ القُطِيةَ، تأتي أصوات المكان مخترقة قش وأقصاب القُطِية عَبْر الظُلمة للداخل، واستطعنا أن نميز غِناءً جميلاً رقيقاً يتلمس سِكَكَه عبر الليل نحونا، قال ود أمونة: إنها بوشاي. ثم واصل في حكي تفاصيل السجن، تحدث بتلقائية وبساطة، بهدوء ورقة لا تتوفر في شخص...
هل لديك الشجاعة لتقر بإثم ارتكبته ؟. أنا أتحلى بهذه الصفة. لدي ما أخبركم عنه. كانوا يصنفونني بالمقاييس السائدة بين الجذابات . سمراء . رفيعة. و أنى أتيت ترتفع درجة حرارة المكان. ثيابي من نوع ورقة التوت ، تستر ما هو ضروري فقط. و كنت أبتسم للرجال ، ممن هم في سني أو أكبر قليلا . و أحيانا أؤدي في...
كنت أسكن في حي متواضع. لكنه ليس في وسط المدينة ، بل هو على أطرافها. من حولنا توجد بيوت كثيرة هي أشبه بالعلب المضغوطة. عبارة عن مكعبات من الإسمنت لا تصلح لإلا لتكون أبراج مراقبة على الحدود. في حالتنا يعيش في الواحدة منها أكثر من خمسة أفراد. أب و أم و أولاد. نحن خرجنا على هذا التقليد ، و جعلنا...
في زمن الحرب، حينما كنت تلميذاً في مدرسة قريتي، حاول مدرّس من عائلتي - وهي أكبر عائلة موسعة في القرية، وأشدّها تضامناً عصبياً ومنازعات داخلية - استمالتي إلى "اتحاد قوى الشعب العامل" القروية. لكني منذ أيامي الاولى في المدرسة، شعرتُ بأني كبرتُ على أن أُستمال وأكون تابعاً. فأشهر هجرتي البيروتية...
هل ترغبين أن نمشي قليلاً؟ من زمان لم أمشِ مع أحد في شوارع هذه المدينة، أقول للمرأة، جليستي الى طاولة المقهى، وراوية مصادفات لقاءاتنا الغريبة الآسرة في غموضها غير المتوقع. قبل أن تجيب، أسألها: من لبنان الى موسكو، ثم الى باريس، ألا تشعرين بأن لإسمك حيوات متغيرة، مستقلة وغريبة عنك؟ هل ظلّ وقْعُهُ...
اليافطة الأنيقة الخفرة بدت في غير مكانها. ففي مدخل البناء الفخم، وعند بوّابته الإلكترونيّة النظرات، لا يتوقّع المرء أن يجد كلّ يوم، بين يافطات مختلفة الخطوط واللغات لأطبّاء ومهندسين ومحامين، واحدة تعلن عن مكتب للخدمات الجنسيّة. لكن هذا ما حدث للأستاذ الجامعيّ الذي كان يلج المكان للمرّة الأولى،...
القسم الأول -1- فكرت , وأنا اجتاز الرصيف , بين بيتنا ومحطة الترام : لمن الشعر الدافئ , المنثور على كتفيّ ؟ أليس هو لي , كما لكل حي شعره يتصرف به على هواه ؟ ألست حرة في أن اسخط على هذا الشعر , الذي يلفت اليه الأنظار حتى أمسى وجودي سبباً من وجوده ؟ ألست حرة في أن أمنح حامل الموس لذة تقطيع خصلاته...
كعادتها تنفض عنها المشاعر القاسيه والأفكار السلبيه وتترك للأمل بابآ مفتوحآ، تسير بشعرها الأشقر المنسدل علي كتفيها وقد تبرأت من تلك الثياب التى تحبس جمالها داخل جيش من اللحمة والسداة، حين تراها حوريه في المهد مدلله، تسير بجوار المسبح، تسير في خفة ورقه وفى ثقه تحتل الأنوثه جسدها ويأخذ الصبا...
على قياس الحب اخترعت المرأة رومانسيتها, على الرجال ألا يستغربوا آخر خبر يتعلق بما تفضله المرأة في الحب ثمة دراسة تؤكد أن المرأة تفضل القبل وتقيم للقبلة وزنا كبيرا يتجاوز أهمية احتمالات السرير ؟ أتلصص على التاريخ وأندس مع كليوباترا يوم قررت اغواء يوليوس قيصر وتنكرت بهيئة سجادة . . معظمنا يعرف...
تحلم البنت وهي تجلس أمام الشباك أنها ستنزل للشارع ذات يوم و تسير مع احد ما، ربما تكون مع شاب وسيم يشتري لها الأيس كريم ، ويأخذها بعيدا عن هذا الشارع.البنت وهي تتأمل عابري الطريق تحس بدغدغة خفية وخيالات كسولة لا يضاهيها كسلا الا خروج والدتها من غرفة النوم ليلا ،بجسدها المنفوش الذي يغطيه قميص نوم...
بدأت المشكلة بكلمة صغيرة: (قبِّليني). وبدون انتباه، أسرعت فوراً أسأله، أداعبه: (ولماذا أقبّلك؟ ماذا فعلت؟) ثم ماتت الابتسامة في عينيّ، وسرى فيهما توتر توزّع في كل الجسد. ورفعت نظري إليه؛ كنت أجلس على كرسي صغير من القصب، وكان ينتصب أمامي يدير ظهره لباب المدخل، يعض شفته السفلى؛ فرحه برؤيتي لا زال...
أحتاج إلى رجل. لماذا لا أستطيع قولها بصوت عالٍ؟! لماذا لم تستطع النساء اللواتي كتبتُ عنهنّ أن يجهرن بها هكذا، على الرغم من الجرأة التي حاولتُ زرعها فيهنّ؟ هكذا.. رجل. لا حبيب، ولا صديق، ولا زوج.. رجل بلا سياق عاطفي. ألا تمرّ لحظات يشتهي فيها الرجال امرأة لا على التعيين؛ أنثى وحسب؟ ويعبّرون عن...
أعلى