لن أستريحَ.. فبعدَ هذي الحربِ
سوفَ يقودُني حَدْسُ الجَفاءِ
لأوَّلِ الأشجارِ أو لحديقةِ النسيانِ كالمنفيِّ
قد تغفو يدايَ على تماثيلٍ
تخلِّدُ رغبةً سريَّةً بتخلُّصِّ الإنسانِ
من جدليَّةِ الخسرانِ والماضي
وقد يمشي صدايَ على خطى امرأةٍ
فتبسمُ لي لكي لا يختفي
قمرُ النحيبِ من السماءِ
فيَحتَفي مطرٌ...
شيءٌ بعيدٌ ربما الشيءُ
الذي فكرتُ فيهِ من البدايةِ لستُ
أعرفُ ما يكونُ وليس في وسعي
التخلي عنه ذاك الشيءُ جوهرُ
رغبتي في أن أظلَّ مهيأً لمغامراتي
والهوى وتطلعاتي والحياةِ تأملاتي
والكتابةِ عن ظروفِ الحربِ والفوضى
وما فعلت نساءُ الحيِّ حين اجتاحَ نصفُ
الجندِ شرقَ مدينتي وقفلتُ نافذتي قليلًا...
اِقترب الضوء من البجع الأصهبِ
كنت سعيدا
أحكي الأنهار بأسورة الظنِّ
وأما الشمس فكانت تقتات
على الجسر
وتأخذ في الحسبان قوارير معلقة
في الطرقات
وأركض
وجهي نافذةٌ
والشاطئ تاريخٌ لمجوس الشرق
عليَّ فقط أن أهب الريح شجون الريفِ
وأن أنشر فوق معاصمها بيداءَ
تزيد عن القيلولة ورعا
وتحيي القيظ بذئبٍ يرتع...
-١-
مستعجلاً
مثل كلّ شيء
دون أن أفكّرَ إلى أين أمضي
أركضُ مواكباً عقرب الساعة
أو ربما أدور معه
مثبتاً به
أو معلقاً عليه
دون أن أعي،
أسمع التكتكة والرنين في حدقة عينيّ،
داخل أذنيّ وفي عقلي.
-٢-
عوضاً عن القدمين
ربما سيولد إنسان بعجلتين،
تتزحلقان على إسفلت الزمن
أو على جليده.
سيتحول الوجه إلى...
فوق ساعدهِ
سقط الماء سقطته المنحنيّةَ
عندئذٍ
أشرق الطين من تحت رجليْهِ
أما القرى
فقد اتكأتْ وهْيَ تستغفر الطيرَ حيناً
وحيناً تؤاخِذ نجما على حبه النوم
في حضن سنبلةٍ في الهزيع الأخير
من الليلِ
أطعمتُ شوقي الربوعَ القصيَّةَ
أصبحتُ أولَعُ بالاشتعالاتِ
أحتال أن أصِلَ النبعَ قبل بزوغ الكراكي
هناك...
في رثاء الشاعر الكبير عبد العزيز صالح المقالح ..
سلامٌ على عبدِ العزيز المقالِحِ
على كُلّهِ في كُلِّ تلك المطامحِ
على النخلةِ الكُبرى التي في بلادِنا
قريحتُهُ ليست كمثلِ القرائحِ
كأنّ رسولاً في تصاميمِ شاعرٍ
أتى في زمانٍ مُفعمٍ بالمذابحِ
فما جرّ سيفاً غاضباً بل قصيدةً
وكان تجلّى بالهدى...
وأخيرا أدرك أن مآربه كانت فائضةً
أسرج مقتبل الغاياتِ
فأمسى رجلا منسكبا من
ريش هزارٍ حيِيٍ
من أعطاه الدهشة حتى
سكنتْهُ امرأة تنزل بين عراجين النخل
على استحياءٍ
ومن الوقت تؤسس منحنيات النبع القدُسيِّ
نبيٌّ جاء قبيلته
أحضر مرآةً
ورخام الخلْقِ
وحبلا يربط حجرا أشمط
لجدار يركض في قفصٍ أزهى
من قمصان...
ولك انبهار الغيم
اذ يأوي الى سفح المغيب
ولك النشيد
وبعض احلام
تراود خفقة القلب الغريب
ترى .. هل كان لليل الطويل بداية ؟
ام ان هذا الليل محض خرافة ؟
او بعض حلم تائه ..
كالنبض في سقف الغمام ؟
ام ان مرساة النجوم توقفت
مذ اغلقت عيناك نافذة النوارس والحمام ؟
يا امرأة من جمر وبحر وانتظار
وشراعا قد...
ما زالَ شارعُنا طويلًا
بل يطولُ وصار أبعدَ من نهاياتِ
الكرومِ وأطولِ السرواتِ
كم أمشي وظلي يستعدُّ ليقطعَ الشارعْ
مرارًا كنتُ أسحبهُ برفقٍ كي تمرَّ
المركباتُ وشاحناتُ الرملِ قبل مساسهِ
بدخانها وهديرها ما زلتُ أبحثُ في
المدينةِ عن طريقٍ مختَصَرْ
أشياءُ أخرى في الحياةِ وتستحقُّ البحثَ
عنها...
حين افترقنا واختفت عيناك في نهاية الطريق
أجهش في عيني وأظلم المكان
وامتد ..
لم أجد لعيني شاطئا ولا ميناء
أحسست أنني الغريق
أن طيور حبنا الجميلة البيضاء
ترحل خارج الزمان
تلهث في الحريق
تغرق في الدموع ، تستحم في الأحزان
**********
وقفت تائه المسار
واريت حبي مثخنا
أطعمته طحالب البحار
أسقيته عصير...