قصة قصيرة

1 ــ فصـول من فقـه "الفُتُـوّة": ركام السنين يتداعى، تتبطنه فجوات عكسية التصويب، ضبابيته الأبدية ينفثها في وهن شيخ أضر به التقاعـد. رطوبة المناخ تعلن مسبقا عن إخفاق، الإدلاج الجمعي. و الوصيد الحديدي يرفض الانفراج في وجه القادم، داخل السور تتلملم المدينة الثكلى، تتعاطى العشق...
لما رأيتُ الأرملة الشابة.. تنظر للقطط.. ويدها قد يبست علي شيء ما تمسكه.. وكأن في الأمر ما يروقها, ويشدّ انتباهها، أيقنتُ أني بصدد أمرٍ ما سيحدث.. بلعت ريقي بصعوبة.. كتمت أنفاسي, حتى لا تراني، انزويت متخفياً.. أتابع المشهد عن قرب.. القطة تهز ذيلها, تموء, تثني رأسها.. القط يقترب منها ببطء, تنفر...
دق جرس الباب فأسرعت نعمات هانم لتفتح لزوجها كما هي عادتها في أول كل شهر فما كادت ترى وجهه حتى بادرته - استلمت المرتب طبعاً. . . سلمه بدورك فقال لها وهو يدخل: - انتظري حتى أدخل وأستريح. . . انتظري قليلاً - لا. . . هاتها. . . أمدد يدك في جيبك. . . أوه. . . أسرع وضع حسن أفندي يده في جيب سترته...
البنت االجميلة، التى لا تزيد عن تسعة عشر ربيعا، قوامها النموذجى مخفى عن عمد مدروس تحت زى يحاول طمس هذا التكوين السحرى وطمس أنوثتها. كانت تحمل حقيبة متوسطة، وبين يديها ألعاب صينية. وقفت قبالتنا. - مساء الخير. - مساء الخير . قمت بالرد، فهذه عادتى مع مندوبى المبيعات . بادرتنا با لحديث عن بضاعتها،...
تهالك على السرير الحديدي ، فغاص في غلالة شاحبة منبعثة من السهّارة ... فارق ذهنه الغرفة ، مخلفاً جسداً هامداً، تجمّعت كل حياة في أصابعه السمراء، التي تحاصر لفافة تبغ رخيصة كلها أعواد ، يسحب منها أنفاسها ينفها سعالاً ... النار تقاوم " أعواد التبغ "...الذهن يعيد تفاصيل اللّقاء الإذاعي مع " صديقه "...
دخلت غرفة النوم .. وخلعت ملابس البيت .. ثم ارتدت فستان المناسبات الوحيد لديها .. ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها استعداداً لاستقبال خطيب أختها وأسرته .. والضجة في الصالة تنفذ إليها صاخبة .. تموج بالفرحة .. نساء وعذارى وأطفال .. وزغاريد تتعالى بين كل لحظة وأخرى .. كلما قدمت مدعوة جديدة. تمنت "سعاد"...
«اقفل فمك وابك لاتبك وفمك مفتوح» أ. م 1- أقسمت أنه منذ اليوم، لن أحييه أبدا. سأمر من جانب مائدته، ولا أنظر إليه. قال لم أكن أتصور أنك بهذه الرقة، فأنت تبدو كالبغل. ولكن هذا كان شيئا آخر. الثاني الذي كان معه، قال إنه لم يفكر في النساء منذ سبعة أشهر وقلت له إن حسن يقول إنه لايستريح إذا لم ينم مع...
-1- رفع الولد لي رأسه فرأيت خطين أبيضين يصنعان مثلثا تحت أنفه، فحولت رأسي عنه ولكني لبثت أفكر فيه (منذ ذلك الحين كانت البراءة بالنسبة لي وجها مستديرا شاحبا يعلوه المخاط). ولكن الولد كان يجلس في ميدان وبجانبه كانت أخت له أصغر منه ترتدي بنطالا كاحلا باهتا به ورود زرقاء متربة. وكانت البنت تتعلق...
في الخيمة المعتمة ، حيث رقد الجند علي الأسرة السود ، يتصاعد لحن الحياة ، خليطا من الأصوات المتباينة المتداخلة ، شادي الصغير ، يغني بصوت الطفل: ياحنينة يا عيني.. عيني يا حنينة. التقطها من أفواه الصبية في عرس إحدى القريبات ، ضجة المذياع في مقهى الأقرع ممزوجة بالسيمفونية الكلاسك منطلقة من مذياعي ،...
ألقته في حجر أمي وخرجت.. قطعة لحم طازجة، لا يصرخ ولا يتململ.. لم يكتشف المصيبة التي وردت في قدومها.. تلك التي حملته في رحمها محصلة لمقدمات استغرقتها في حضن أبي.. نعم أبي.. ذلك الصلد الذي أوقع اللقمات في مرات كثيرة من فمنا.. وصادر الدموع في أعيننا.. نحن الصغار جدا.. الهلعين جدا.. التعساء دائما...
" أود لو يموت حبيبي ويتساقط المطر على المقبرة وعليّ كذلك وأنا أذرع الطرقات حداداً على أول وآخر من أحبني ". - صمويل بيكيت حلّ الليل بعد أن توارت شمس المغيب بجدائلها الحمراء الوحشية ليهبط صباح جديد، ينتابني إحساس غريب ـ لم أعهده وأنا معها هنا ـ حين يفد إليّ برد الليل ليفك عني سوار برد العزلة...
ما بين المغرب والعشاء الوقت كان . والمساء ضيف لا مفر من أن يستقبله ، والمدى شارع معتم يطول ، ومصابيح " صوديوم " وهاجة .. لا تضئ ، وبنايات كابيات جاثمات طالعات تجرح قلب الفراغ ، وعربات جامحات تمرق ، وحافلات للنقل العام توغل في الشراسة . والمدى أناس - لا تبدو ملامحهم يسيرون . الشباك ذراعان منطفئان...
زرقة بحر أخضر حلمت البارحة، قبل النوم بقليل… خلعت حذائي, وتر?ت أصابعي تغوص في حقل الرمل، توهَجتْ ?شموع. تقدَّمت بطيئا ?سلحفاة، فقست تواً، تحاول أن تهتدي إلي الرحم الذي انبثقت منه. ?نت الآن علي حافة البحر، تسربت إلي راحة قدمي، برودة لذيذة سرت في ساقي وتسلقتني حتي رأسي. س?رت، أترنح، البحر! غفوت،...
إلى: روح ((ك )) في تذكر المكان تنشط الذاكرة، قال ذلك لجاره الذي ينشر غسيله فوق حبل موتور في أعلى البناية الشاهقة قالها بحرقة الذكرى وهما يهبطان السلم، نحو الشقة المعلقة في الطابق الأخير. ذلك الهواء الرائع يثير حقا ولم يكن كذلك قبل نقل أمتعتي، فوق الأريكة الخشبية المغطاة بشرشف أزرق، شرع يتكلم...
ماذا لو قلت لها .."هل لكِ أن تسكنيني , تجري مع دمي في شراييني .. تتخلليني .."... أو بمعني أخر .." هل تسمحين لي أن أدخل حياتكِ , لأقاسمكِ العمر, والخبز, والكتابة ..".. فلنفترض قلت لها ذلك ..؟!.. ولنفترض أيضاً أنها رفضت ..؟! .. ماذا سيحدث ..؟! .. " هل تعتقد أنها سترفض ..؟! .. ربما ... دعنا ألان من...
أعلى