أول الكلام :
عن ملاحظات على تجربتي في المجالس الأكاديمية:
من بداهة القول إن فنان الأداء والعرض ممثلا كان أم كان مخرجا أو سينوغرافيا أو كريوجرافيا لا يستقيم عمله ويبلغ هدفه إمتاعا وإقناعا دون تمرسه بمنهج تحليل أو منهج تفكيك نقدي ؛ بينما يقف عمل الناقد عند تمكنه من التحليل فيما هو مقدم على نقده...
المسرحيات القصيرة التي كتبها أبو السعود الإبياري في مجلة الكوكب وجمعها ونشرها الدكتور نبيل بهجت في كتاب المسرحيات القصيرة في المسرح المصري - نراها قد كتبت كلها في خمسينيات القرن الماضي، وهي فترة مهمة في تاريخ مصر، فقد حدثت تحولات سياسية واجتماعية كبيرة فيها في مصر، وكان أهمها انتقال مصر من الحكم...
يظهر أن المسرح المغربي عرف بشكل ما في وقت مبكر جدا، وأن المغاربة ذوو أصالة وميول وفطرية في هذا المجال كما يبدوا ذلك من ملاحظة مظاهر ثرائهم الفلكلوري وتظاهراتهم الشعبية ومن خلال المسارح التي تركها الرومان ببلادنا (1).
لن أتحدث عن هذه المرحلة التي لم تحتفظ لنا التسجيلات بشيء عنها وصفا أو نصوصا...
من الملاحظ انه كلما دار الحديث حول المسرح المغربي إلا وركزت أطرافه في زاوية متشائمة وأبدى المتحدثون من الآراء ما ينطق منها باستحالة وجوده كفن متكامل ، وما يعرقل مسيرته نحو النضج والتطور، باعتبار أن الفن المسرحي شيء طارئ على بلدنا، ينقصه الكثير من الجدية ، ويطبعه تخلف في البحث الأستيكي...
من المؤسف وفي زمن التواصل الفوري؛ وإمكانية النشر عبر المواقع الثقافية و الإخبارية ؛ لا توظف ولا تستغل أمام وفاة شخص ( ما ) أفنى زهرة عمره في المجال الثقافي والإبداعي والفني؛ مقابل يشهد له أنه كان صادقا مع نفسه ومؤمنا بظروفه ووضعه الاجتماعي؛ وغير متهافت أو انتهازي أو متملق . فأمام هاته...
التمثيل الصامت (الميم) نوع من الأدب الدرامي له جذور يونانية ورومانية. وكلمة ميم مشتقة من اصطلاح يوناني يعني (Mi eistati) ( يقلد, يمثل) وكانت التمثيلية الصامتة عند الإغريق عبارة عن هزلية تتناول حدثاً بلا كلمات. إما الميم فكان في الأصل (سكتش) من نوع درامي غالباً ما كان هزلياً ساخراً واقعياً.
ومن...
أعتقد أن هذه المسرحية هي أفضل في مستوى الشعر الذي بها من مسرحيتي الشاعرة رشا حسني السابقتين؛ وهما مسرحية بيكاسو وأحاديث الظلال، ومسرحية الوارثون، وهي أيضا أفضل بكثير في مستوى البناء الدرامي من مسرحية الوارثون التي بدت الأحداث فيها غريبة، وبها قدر كبير من التلفيق، في حين جاءت الأحداث في مسرحية...
كتب نجيب محفوظ ثماني مسرحيات، وكلها مسرحيات قصيرة من فصل واحد، ولم ينشرها منفردة في كتب له، بل نشرها في حياته بين قصصه، وأغلب الظن أن نجيب محفوظ فعل هذا على سبيل أنه يحتمي بقصصه التي لاقت استحسانا كبيرا عند القرّاء والكتاب في نشره مسرحياته بينها، وأيضا أظن أن نجيب محفوظ في فعله هذا كان يرى أن...
لا بد من فض الالتباس حول مفهوم الدراماتورجية
إذا كان المسرح التسجيلى كما صرح المخرج المسرحى الألمانى "بيسكاتور" هو ذلك المسرح الذي قال إنه كافح من أجله أكثر من ثلاثين عاماً عندما قدم مسرحية (النائب) للكاتب المسرحى الألمانى (هو خهوت) – في الوقت نفسه الذي برزت فيه آراء تؤكد أنها ليست بدراما على...
(١)
كتب نجيب محفوظ ثماني مسرحيات فقط، وكلها مسرحيات قصيرة، ونرى فيها أجواء من الغموض، وتكثر فيها الرموز والدلالات، كما أن الحوار قصير جدا فيها - باستثناء مسرحية مشروع للمناقشة فحواراتها طويلة -.
وكذلك من السمات البارزة في هذه المسرحيات أن الشخصيات قليلة في كل مسرحية منها، وأن الشخصيات فيها...
الممثل في نظرية المحاكاة
بين الموضوع و الوسيلة والكيفية:
الكلام عن نظرية – هو كلام عن موضوع . والموضوع في نظرية المحاكاة هو تطهير النفس البشرية. وتطهير النفس البشرية يتحقق عن طريقين أولهما الدين ، وثانيهما الفن
فالدين يتوسل لتحقيق موضوع تطهير النفس البشرية بركيزتين أو وسيلتين أساسيتتين:
•...
دأب عدد من النقاد على تأبط نظرية نقدية ما وإعمالها في نقد منتج إبداعي قد يكون نصا مسرحيا وقد يكون عرضا أو قصيدة أو رواية أو فيلما سينمائيا ألوحة تشكيلية أو تمثالا ؛ بصرف النظر عن الاختلاف بين الاتجاه أو الأسلوب الفني الذي ينتمي إليه ذلك المنتج الإبداعي موضوع نقده والنظرية النقدية التي أعملها...
(١)
كثرت الدعوة لإيجاد شكل مسرح عربي مستمد من تراثنا العربي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي - على وجه الخصوص - وكثرت الدراسات النظرية في ذلك الحين التي تتحدث عن بعض أشكال الفرجة ونصوص من الأدب العربي القديم يمكن من خلالها أن يتم استنبات شكل مسرحي تقدم من خلاله مسرحيات تتميز بمعالجتها لقضايا...
# تأملات فلسفية في فن كتابة المسرحية :
ما من علم إلاّ ويقوم علي البحث - بما في ذلك علم النص المسرحي- وما من بحث إلاّ ويقف خلفه عاشق لمجال عمله، متمرد علي كل مظاهر الثبات في محصلته المعرفية ؛ وما من بحث إلاّ ويقوم علي فرضية ما ؛ هي نتاج عدد من التساؤلات المندهشة ؛ أمام غرابة ظاهرة ما؛ تعذّر...