1- قلعة حلب
أحجار ترقص، أحجار تغني، فيما يواصل الفضاء نحيبَه.
لا أقاربَ هنا حتى في البكاء. ولا تملك الأشياء في هذه اللحظة غير أسمائها.
الناس حول القلعة في البيوت والشوارع "سكارى وما هم بسكارى". قلما شربوا الماء، قلما يشربونه إلا ممزوجاً بالدمع. مع ذلك، يحملون معتقداتهم بين أهدابهم،...
أفيضوا على العشب ماءً ودفئا
لأن الخرافْْ
لها ما يبرّر أحزانها إذ يطول الجفافْ
ولي ما يبرّر خوفي على الحقل إذْ يستحيل الربيعْ
إلى وردة في سرابٍ
ويفنى القطيعْ
وقد مرّ سبْعٌ
فمزّق أوصال شاةٍ
ومرّت من السنوات الثقيلة سبْعٌ
فهل صار لي قدَرٌ أن أخافْ
على ما سيأتي
لأحرسَ حاءَ الحياةِ
بما قد تكوّر في...
يجيئون،
أبوابُنا البحرُ، فاجأنا مطرٌ. لا إله سوى الله. فاجأنا
مطرٌ و رصاصٌ. هنا الأرضُ سُجّادةٌ، و الحقائب
غربهْ!
يجيئون،
فلتترجّلْ كواكبُ تأتي بلا موعد. و الظهورُ التي
استندتْ للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث ؟
أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم
لا شكل.. يُولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب...
بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ
فَجهِّز جوادكَ للرعيِ في مرْجِ ذاكرةِ الغيمِ قبلَ الحنينْ
– أحاولُ أن أمسكَ البحرَ من خصرهِ القرمزيِّ،
أراهُ كذلكَ،
لكنَّه يشتهي أن يكونَ ربيعاً،
لكي يُعجبَ الآخرينْ.
بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ.
وكانت تحومُ النوارسُ،...
أنا كاتب هذا النص،
عتيق في المدينة،
مجنون كالريح،
حافٍ
رثٌ
حائرُ.
آتي وأغدو
حيناً أستحيل شعراً ثملاً
وحيناً، في خلوة صوفية،
أمسي قصة حدباء،
أو خطيئة هائمة،
نثر على منازل السهوب
مسرحٌ للحثالةِ*.
وحدتي، عقعق نحيل،
بعنقه المعِط،
في مقهى...
الشاعر: شخص كتبَ قصيدة عظيمة ثم أضاعها.
أُنظر:
" هيجل " رجلٌ عظيم،
لأنه أضاع الفلسفة
ولم يجدها " غاستون باشلار "،
لأنه نظرَ إلى السقف بوضع مقلوب،
.. لأنه فكرَ بالتفكير ..
لأن المهزلة لم تزل قائمة.
فقد ماتوا جميعاً ..
فقط، أولئك السوفسَطائيون،
رجالٌ أضاعوا المعرفة،
لأنهم لم يتحدثوا عنها أبداً...
عشتار ... يا ابنتي..
.. من المنفى البعيد
أكتبُ القصيدة المحطمة.
إليكِ يا سيدة الشواطئ الجميلة.,
وبابل القديمة تحاصرها الرياح والعساكر ..
إليكِ يا صغيرتي اشتقتُ
مُذ نُفيت ..
إلى عناق أمكِ الحبيبة " أفروديت ".
عشتار .. عشتار
لقد نأى الصغار كلهم،
.. لقد نأى الصغار
يا عشتار.
يتثاءب جسمك في خلدي
فتجنّ عروق
عريان تزلّق في أبد
تنهيه الرعشة فهي شروق
في ليل الشهوة كل دمي
يتحرق يلهث ينفجر
و يقبّل ثغرك ألف فم
في جسمي تنبتها سقر
و أحنّ أتوق
و أحس عبيرك في نفسي
ينهد يدندن كالجرس
ووليمة جسمك يا واها
ما أشهاها
يافجر الصيف إذا بردا
يا دفء شتائي يا قبلا أتمناها
أحيا منها و أموت...
يبكي ويضحك لاحزناً ولا فرحا = كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوى ومحا
من بسمة النجم همس في قصائده = ومن مخالسة الظّبـي الذي سـنحا
قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى = كبرعم لـمـسته الريح فانفـتحا
ماللأقاحية السمراء قد صرفـت = عـنّا هواها؟أرق الـحسن ما سمحا
لو كنت تدرين ماألقاه من شجن = لكنت أرفق مـن آسى ومن صفحا...