(١)
لا شيء يبقیٰ علیٰ حاله
إلا صوت البيانو
وهو ينفجر
في الأناشيد الوطنية
(٢)
كان يغني
حتیٰ تكف عن البكاء
“شباكنا ستايره حرير”
كانت تقف
مشدوهة
وتبتسم قائلة :
لا ….
لا أستطيع…
هو فقط يمكنه…
ولا أعتقد أن أحدًا سواه
نعم ….
كانت غزالة شاردة في حقل الصبا
(٣)
ها أنت...
لا أستطيع هزيمتك
لكنك فعلت
عندما مررت بمسامي
وتعطرت خلايايّ بحدسك
عندما حبستك بصدري طوعًا
فسمعت فرقعة شوقك
عندما اهتزَّ توازن المرآة
ورأيتك أمواجًا زرقاء
عندما تعهدت أمامك بالثبات
ووقعت عند أول تفحص
هزمتني وأنا في طريقي إلى التلون بالحزن
وجدتك منصفًا تحمل بقلبك لغة جديدة تشبه...
لن اطلب مغفرة من احد
لامن الله القابع هناك في السماء
ولا من المسيح الجالس هناك علي شفا جرف هار
او فوق بحيرة طبرية
لن اطلب مغفرة من احد
وسوف اسير في السكك التي تمتلئء بالقتلي
والحكايات الناعقة عن الفردوس المفقود
وسوف امسك بحروف اللغة وادقها بالمدقات
وامسك بكل احلامي الياذخة
واجرجرها ورائي علي...
أفكاره عالية المعدن
لكن حينما لم يلْقَ من يصغي إليه
مال نحو نفسه
و بعد ذا
غدا زبونا للمصحة العقلية.
ـــ
أدمن صاحبنا مدح الشاهِ
و يستيقظ ذات صباحٍ
كي يلقى فمه غادَرَ
إلى الجهة اليمنى من وجهِهْ.
ـــ
في القدس
تموت أغاني الفرح الهارب
تنهمر الدمعة من مرقدها
و تعربد في الطرقات
أساليب القمع المبتكرة،...
يطلب مني العالم أن أغضب
كي أُسمع
أن اصرخ حتى أدمع
وأحطم كتل الليل الخرساء
وأعبر عمراً بلقع..
لكني..
ما أن أشرع في فتح فمي
حتى أرجع
فأنا إنسان مولود من رحم الزهرات
وليس ..من بطن المدفع..
---
أ.الكردفاني
ظل الهاتف يجأر
لا يد تلتقط السماعة
قبل قليل
ذبحت قنبلة أعضاء المنزل
و الدم ما زال هناك
يرتل آيات الفاجعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تطفئوا فيه الشذا فهْوَ في
أرواحنا لعــطـــــره ناشـــــرُ
ليس يريد المــال من نشــره
يكفيــــــه أجــرا أنه شاعـــرُ...
قال لي البحر
خلّ الأماسي الجميلة
للنّورس النّاعس
وابتعد عن خيبة المحبس
يا شاعرا يحتمي بالرّمل
بالموج بالملبس
لا تكشف السّر
في قدّها الميّس
لا تبعث الكامن
في زهرة الآس بالأيّس
إنّي أراك على شاطئ
الصاخب الساحر الكيّس
قلت: يا بحركم فيك
من خوف هنا؟
وكم على رملك
من واحة تبوح
في نخلها بالشّادن الميّس؟...