شعر

على حافة فنجانك كان هولاكو يخيط جرحه وعيناه تسيلان بين رمال الصحراء والصحراءُ عجوزٌ ولا بشرى كي تصكَّ وجهها إذ لا تبتسم للزائرين لم تعد أحصنةٌ تترك حوافرَها على الصخور وتسابقُ الريحَ لم تعدْ دروبٌ ملأى بجثثِ الهاربين من أحاديثِ المدينةِ وسيوفِ القادمين كيف تجاهلَ شروخَ القوسِ بين يديه وانحاءَ...
حياتي ، أيام مرصوفة ، تشابه فيها التاريخ . على جبينها تعاقبت جدران شتى ، تحت قدميها أحلام تتناسل ، نصف بشرتها مشمس . آه ، يا آخر هذا دمي الذي يسيل على الورق ، صراخ قطارات ، على مائدة نزلائها تخثر حيض الأمس ، ما جاء الغد ! يا روح الشعر المشوشة تجردي وأتركي لشهيق اللغة ما مضى ، للموجة شوارع الآن ...
لا يكفي أن ترشَّ همسك على رفات قصيدك وتمضي خاسئًا حسير البوح نحو فراغاتٍ حبلى بحزن هزيم ، أن تعبرَ صمتك بتوهّج مكتفيًا بموتكَ العارض واسمكَ الموزون على خسارة خطاك . لايكفي أن تغني لوحدك عابر سيلٍ محموم ، بقلبك قصفة حب وبين أناملك سديمُ كتابة خصب الاغتيال ، أن تكتمَ سرايا فرحك في خفاء ابتسامتك...
لا شيء في النَّص يُلبس هذه المدينة قمصانها أو يحيك جواربها حين يطلق رأس الشتاء جدائله ويعِّلق مثل النهايةِ أصواتَ من عقروها المدينة يا صاحبي قمرٌ غائرٌ خانهُ المترفونَ ولا شيء يشبهه كالكمنجات إن رَقصَت.. المدينة يا صاحبي قوسُ حزنٍ تغيّب عن جيبه العيد هزّ عصاه المريعة .. لا شيء يا صاحبي عالقٌ في...
بَعْدَ الْحِسَابِ..تُوضَعُ النُّقْطَةُ الْأَخِيرَةُ تُجْمَعُ الذَّخِيرَةُ ..يُغلقُ الكتاب فَالْقَلَمُ جَفَّ وَ ذَابَ مَنْ كَانَ يَتَمَلَّقُ يَتَعَرَّقُ..مَنْ رَسَمَ مَنْ كَتَبَ رَحَلَ مَلَّ ظِلَّهُ..غَابَ الْآنَ..أَرْقُدُ مُعَتَّمًا مُعَلَّقًا بَيْنْ الْمَاءِ وَ التُّرَابِ عُمْقاً أَسْوَدَ...
بحكم العادة صرت أتلذّذ قهوتي الباردة ، صرت أتلذّذ أحزاني الوافدة ... صرت أتلذّذ كتبي المركونة على الرفّ ، صرت أتلذّذ استنشاق غبارها ... صرت أتلذّذ عاداتي الجديدة ، أتفنّن في تطويرها كل يوم جديد ، بحكم العادة صرت أحب ّ أن أطلق ذقني ، صرت أحب ّ أن أتخبّأ وراء أحزاني القديمة ، صرت أحبّ تلك الأشياء...
البارحة الخامسة مساء رأيت حفرة عميقة في السماء جناحا محروقا يتدلى يكاد يلمس ذؤابة رأسي وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا مثل فراشة تتخبط في الهواء الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم عرق الله الذي يغسل نوافذ السيارات آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق مثل عجلة...
لم ادخل قفصاً ذهبي بل خبأتني في قلبها الطيبِ العذبِ ما أسعدني.. ما أجملني.. ما أروعني.. فمن عثرةٍ في منفاي تمد لي يدها، وتنهض بي كأني أمتلك الكون حينها وبوجودها هي السماء مطر، لأزهار تُرَبي ما أبهجَ بَوْحي من غير تَكَلُّمٍ هي الفيض ومن نبعِها قصائدي هي في كتبي أريج الهوى وجنتي حيثما أنتِ صلاة...
لم يكتبوا الكثير لأنهم ، كانوا يؤجلون احزانهم الى الغد وهكذا عاشوا مئة عام مئة عام ، واوراقهم فارغة مئة عام يراكمون الاحزان ، مئة عام لم يكتبوا سوى الوصية الاخيرة " لا تأجلوا البكاء ، فالاملاح تُسبب مرض الانتظار " لم يغنوا كثيراً ذلك أن عرس الملك ظل يؤجل دائماً احياناً لأن الخياط ، بالغ...
هذا النص خرج عن طاعتي فكتب نفسه... نص عاق... ألقيتُ كلَّ ما أفرغني مني على حافة مشاغلي فامتلأت بالأغنيات سيَّجْتُ القلب بنبرات هادئة لا أريد زيارة طبيب ضغط ولا إزعاج رجال الإسعاف كلما حدثت هزة بسيطة على سلم العشق في أزقة النبض وهبت قدميَّ حرية الخطو على العشب وعلى الرمل أبَحْتُ لهما المشي على...
الواضح أن تلك الإشارات لا تفضى لجهة كل ما عليك فعله عند تمام الليل : واحد اثنين ثلاثة ......... ألف وهكذا تخدع وقتا لا يحب العد توقفه عند نصف الليل غير أن التوقف أحيانا ضد الطبيعة يمر ما كان وما هو كائن وما سيكون اختلاط الأزمنة شئ رائع يجعلك تياها فى العبث ومن يريدك لا يصل حتى المسائل...
بعد كل هذا العمر فاتني أن أدركَ هذه الحقيقة البسيطة.. أنني بينما كنتُ طوال حياتي أضحك أو أبكي، أفكر أوأبتسم، أُحب أوأكره، أصلي أوأُغني، فاتني أنني بينما كنتُ ألوذ بقلبي، أو أجري في الطريق وحدي، فاتني أن أتذكر وأنا أنحني تحت وطأة الأسقف المُنخفضة، أو أفرد قامتي منتصباً في الثورة، فاتني أن أدرك...
في السودان.. ذاكراة الماء تداعت في رأس الصحراء بينما يقف العالم على أطراف رداءته يراقب الخراب، للصخرة في فم الطفل شروق حين تنطفئ الشمس في كبد العطش وللطين لغة السراب. في السودان.. تختبئ البيوت تحت السيول بينما تلوح للقشة التي في آخر الغابة القوارب الشاردة، والصيادون لم يعد يحتاجون شيئا لأن...
لا شيء ذو معنى فدق عنق الكمان الممتد مثل الحقيقة ومثل غناء الرب للبطون الخاوية سوى من الحُلم بالنوم لا شيء ذو معنى فقايض جسدك المتزمت ، بقطعة عنب او زجاجة نبيذ رديئة او حَكايا مستقيمة الخاتمة لا شيء ذو معنى انهض منك ، ودور حول نفسك وخاطب ظلال الظهيرة اسألها إن تفقد احدهم، موسم الجرح الجماعي...
يَا هَذَا الْجَسَدُ الْمَرْشُوقُ بِعَاصِفَةِ الْحُزْنِ ﭐلْقارِسِ مَا فَعَلَتْ بِشَوَارِعِكَ الْأَيَّامُ **** أَتُرَى مَا زَالَ هَجِيرُ الصَّحْراءِ يَهُزُّ بِحَارَكَ هَزًّا تَسَّاقَطُ أَنْتَ عَلَى كَتِفَيْكَ رَصَاصاً يُشْعِلُ فِي رِئَتَيْكَ الرُّعْبَ فَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيْكَ حَمَامٌ...
أعلى