شعر

لو لمْ يطلقِ السائقُ زمورَ سيارتِهِ ؛ لما انتبهْتُ أنّي كنْتُ أسيرُ وسطَ طريق دوليٍّ . لو لمْ يصطدمْ بي أحدُ المارةِ لما عرفْتُ أنّي كنْتُ عالقاً وسطَ زحامٍ بشريٍّ . لو لمْ يُغمَى على إمرأةٍ ألمانيةٍ و تقعْ عليَّ لما عرفْتُ أنّي في ألمانيا و أنَّ الفصلَ صيفٌ و الطقسَ حارٌ . لو توقفْت دقيقةً...
هل أنتِ نائمةٌ حبيبتي البعيدةَ هكذا قلبي وحنجرتي أخيرًا يُجبَرَانِ على التوافقِ بعدما أعلنتُ وَقْفَ الشاي والتقبيلِ قلبي بطنُ ضفدعةٍ تحاولُ أنْ تفكَّ سباتها بالنبضِ صوتي الآن مخصيٌّ يحاولُ أنْ يُعيدَ قوامهُ الوتريَّ متخذًا شرابَ الزنجبيلِ كفكرةٍ عرَضيةٍ والأمرُ محسومٌ لصالحِ رقعةِ الشطْرَنجِ...
أنت ... لا تشبه أهل الكهف عندما تقلبك المعارك على السرير أنت الآن نائم كعنزة تشويك الكوابيس ذات الشمال وذات اليمين بينما كلاب الشارع تدوخها رائحة جسدك المتبل بالهال والبعوض. عراقة عرقك لن تحمي صورتك التي تلصقها على بروفيلك ولن تسميك بنات آوى وخصومك الأوغاد بديك الجن أمك لم يكن أسمها سيلفيا بلاس...
كانتْ بدايتُنا البدايةَ كان بحرٌ ما وأسرابُ الطرائدِ إنها النارُ التي اشتعلتْ لنعرفَ أنها موجودةٌ ماتَ الكثيرُ ليعرفَ الباقونَ أنَّ الموتَ فاتحةُ النهايةِ كانتِ الحربُ الصغيرةُ والنساءُ الفارعاتُ وجذوةُ العشقِ التي اتقدتْ على دربِ تلاقي فيهِ أولُ هاربينِ وكنتُ فوقَ التلِّ أرقبُ كلَّ هذا أسمعُ...
دَعيني أسْأَلْكِ هل ستكتبين سيرَتَكِ التي غرسْتِ شتْلاتِهَا في براري صحراويَّةٍ واسْتوائيَّةٍ وطرُقَاتٍ باردَةٍ؟ هل ستثْقُبين الْجدارَ بفرْشَاةٍ ناعمةٍ تلدُ الألوانَ راقِصَةً على أسْلاكِهِ الشَّائكَة؟ تعرفينَ مثْلمَا أنَا أعرفُ وَكذلِكَ الأصدِقَاءُ وَالصَّديقاتُ يعْلمْنَ أنَّ أمكِنَة كثيرة...
كلُّ الحكايةِ أنٍّ قلبي لوزةٌ والزهرةُ البيضاءُ تَهَبُ الثلجَ ذاكرةً مؤقتةً وهل ليديكِ ملمَسُ وردةِ الجوري وفي شفتيكِ أنتظرُ الكثيرَ مناوراتُ الوقتِ تُخضِعُنا أخيرًا للمتاحِ وإنهُ الخوفُ الذي ينتابُنا خوفُ الترنمِ بالحقيقةِ خوفُ تفتيتِ الضميرِ وخوفُ فتحِ القلبِ للفرحِ المباغتِ إننا نحتاجُ مَنْ...
كيف أصطاد اليقين من الفراغ بصنّارةٍ خيالية وفي فضاءٍ من اللامبالاة المحشّوة بالزحام أراقب طائراً من بعيد يحطّ على سلك كهرباء بطمأنينة كاملة بالنسبة له كل شيء ممدود بين طرفين في سماء لا بُدّ أن يكون غصناً! على الأقل فهو ليس مسكوناً كالبشر بجنون الشك! الأرق يستلُّ سيفه ولا يكفّ عن مناكفتي غيابك...
هو جِيدُكِ المرئيُّ لي وصلُ الفضيلةِ بالغواياتِ النقيةِ إنهُ عنقُ الزجاجةِ مرتِ الرغباتُ منهُ كأنها ذراتُ هذاالكوكبِ المفتوحِ للوهجِ الإلهيِّ البديعِ هو المسافةُ بين قاعِ النفسِ حينَ تكونُ هادئةً وفوهةٍ لبركانٍ يئزُّ تغيظًا لو قُبْلةٌ مرتْ عليهِ توددًا ستثورُ أحلامُ اليفاعةِ والتخاطرِ سوفَ...
تناول شاعر في العشاء قصيدة مسمومة فمات في الابجدية ودُفن في اثداء حبيبته نعشاً من الصمت والقُبل الجريحة مدّ مفكر يده نحو سيجارة ما وعاد بلا اصابع دخنت السيجارة اصابعه ، انتقاماً لاخواتها النافقات فجلس على الرماد يبحث عن خاتم ضاع في الغبارِ المُتصاعد حينها ادرك خطورة " إن تفكر " ان تفكر يعني ان...
السحب الآن السحب الآن تحتشد في السماء غيوم بيضاء محملة بالمزن الثقيلة الرياح تعصف بنا تراقص الاغصان و تغازل العصافير الملونة المدينة في خوف في ترقب مجنون كفتاة عذراء في ليلتها الاولى المطر كقائد عسكري يأمر بقصف المدينة بدمار شامل بفيضان يغرق قبح هذا العالم لا سفينة نوح أخر لتنقذنا لا جبل سيناء...
مالت على بيتي في ليلة صيف مُقمِرة كانت مُجرَّد عابرة تروم شربة ماء لا أقل و لا أكثر قلت على الرحب و السعة إغلقي الباب وراءك لو سمحت و تفضلي بالجلوس هنا هنا بجانبي على الأريكة تحتاجين لبعض الراحة قبل أن تشربي و أحتاج إلى قليل من دفء الكلام و أنوثة الأيام الوحدة صقيع قاتل يا سيدتي برد الروح...
la vie est belle هي قنينة عطر فارغة تبتسم و باقة ورد جافة تلطم زجاج المزهرية هذا كل ما ورثته من الجمال سذاجة الايام وذاك الحنين المعتّق في قلبي و صبية عاشقة كأنّها البارحة، و عطرك العالق على جسدي و ربيع الضحكات الحياة جميلة la vie est belle لا شيء دونك يخبرني بذلك ! ربما كان إسم العطر...
سأحبك عندما أتحدث إليك كشريك يسري بي إلى أقصى الروح يعرج بي لما وراء الغيمات نكتشف معا زيوت الصندل قطرات تدب في أوصال الحديث سأحبك عندما أحدثك دون أن تنطح جمجمتي سقيفتك الهشة عندما أشج صلعة كلماتك فتسيل عناقيد وعنبا تحث كلماتي على الترجل من عليائها لتساجل ندا لند من يومض ولا يخبو...
لم يكن عمراً كان رحى طحنت كل الايام لم تكن سنةً كانت محرقةً مليئة بالموت ِ والدخان لم يكن حقلاً كان وكراً للسنابل ِ الفارغة لم يكن شارعاً كان بريداً عاجلاً لنقل ِ الجثث لم تكن ثورةً كانت حلماً تبخر عند اليقظة لم يكن وطناً كان تابوتاً طويلأً جداً لم يكن موجاً كان عطاساً للحوت ِ لم يكن...
لبرهة قصيرة أذوب في النار سرعان ما تلحق بي السمكات الصغيرة قد ينمو من الكوابيس حلم أبيض ولن تضيع عليكم الشوارع فرصة الغرق لأن العصافير الشفافة تبرق في الظلام حتى أن عيني أصوات تمدح الموت في القصائد أحب ابتسامتك تلك التي تفقد زجاجة الخمر اتزانها على الرف كلما أنهكها الشتاء بتوتره يسقيها العطش...
أعلى