ارتدى آخر قطار متجهإلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام , المتدافعة بقوة وبعد معاناة ومشقة لم يجد مكاناً ليجلس فيه سوى خلف الباب كالعادة وحتى يتحاشىالكتل البشرية المتدافعة من شدة الزحام .. وقف خلف الباب في صمت وترقب ,
بضع دقائق معدودة ريثما يلتقط فيها أنفاسه ويعدل فيها من...
قبل أن يمزج السكرَ بقدحِ الشاي الصغير يسند ذراعيه على ( القنفة الخشبية ) لمقهى مضى عليها عدة عقود ، سألني عن سببِ غيابي اجبته من دون ان أنظر إلى وجهه وأنصب بصري في عمقِ سواد الشاي سارحاً قلت :
شاركت في مناسبة سنوية أحد أصدقائي المتوفى
والذهاب إلى وادي اللاعودة بحافلةٍ كنت لا أسافر بها مطلقاً ،...
خطواتي منتظمة باتجاه قاعة الاجتماعات في الفندق الذي أملكه، صوت حذائي على البلاط الفاخر لفت سمعي بصداه المميز . المصعد الحديث السريع يثب بي طابقاً تلو آخر ، وعند الطابق السادس عشر،أتوقف قليلاً خارج الباب، اتهيأ لأدخل بثقة وعنفوان الى القاعة حيث يجتمع رؤوساء أبرز الشركات المنافسة ، سيستمعون...
تناثرت أقاويل عن رجل يمسك بلوح خشبي من شجرة جميز-عتيقة تربض عند ضفة النيل قبالة كفرنا زرعها الجرواني الكبير- يجري مشقوق الجلباب الكستور المخطط بزرقة تشبه لون السماء، يصيح في الكفر صباح مساء إنه مأمور بصنع سفينة كبيرة؛ فقد اقترب زمن الفيضان، تعصمهم من الغرق؛ لم يصدقه الناس فمن مر به رجمه بحجر أو...
مها التي تطفيءُ النجومَ فوقي بلمسةٍ من يديها،مها الخضراء تصنعُ جزيرةً،فتضعُ كيساً من الصحراء في وسط النهر.ما كتبتُه لمها باتَ كابوساً تراه في ليل شتائِها الطويل،كما في اﻷحلام:سرقتُ أنهارَها....فبقيت مها تحتدُّ وحيدةً ...تستجدي يداها الملائكيتان بسماء منخفضة...اﻷنهارُ ترافقُها...تحرسُها...تطيّرُ...
أختار أن أبعثر نفسي في خطواتي التائهة لأكون إحدى صور المفقودين على جدران الوطن.
عن ذاكرة اختفت خلف دقات الساعة. تحاول خلايا مخّه أن تجدها، يرى وجهه في المرآة، وتزداد في عينيه حيرة الغريب لإحساسه المستعار من معاني الأشياء التي تحيط به، ولكنه يحاول أن يمسك ظلالاً من الوقت الهارب، تخترق العقارب...
إذهب بعيدا ثم لا تنفك عن إزعاجي؟ لم تقاطع احلامي وخيالي؟ لم تشرك نفسك فيما يخصني؟ اولم أقل لك بأنك آخر من أفكر به وبوسوسته؟ لا اعلم كيف أصيغ لك عبارتي بأن يلا اريد رؤيتك حتى في منامي في الجانب الخاص من ليلِ؟ إنك تقلقني تثير حفيظتي لا اقول ارجوك ابتعد لكن ابتعد فحسب، هل فهمت ام اعيد للمرة الألف...
كان البص السياحي في ذلك الصباح الجميل على اهبة الاستعداد للإنطلاق الى وجهته بعد ان اكتظت مقاعده الوثيرة بالركاب... كانت ستائره السميكة السوداء قد اُسدلت على جانبيه بإحكام، فأضحى شبه مظلم لولا بصيص الضوء المنبعث من مصابيحه المعلقة على سقفه... حركة نزول وركوب على بابه الأمامي من قبل الركاب...
تسلّق جدار المدرسة ، قفز إلى باحتها ، ودخل صفّ ( سامح ) ، من النّافذةِ المكسورة ، وفي الصّفّ كان بمفرده ، شعر بالفرحة تجتاحه ، جلس على المقعد ،واضعاً يديه أمامه ، مستنداً على المسند ، دار على المقاعد ، وجلس الجّلسة ذاتها ، وجد قطعة ( طباشير ) فأسرع نحو السّبورة ، وبدأ يرسم خطوطاً كثيرةً ،خطوطاً...
لم تمض بعد تلك السنوات الثلاثمائة؛ التسع الزائدة لن تأتي ربما لأن آلة الزمن مصابة بالعطب أو لعل الفأر الذي عبث بسد مأرب قد استهوته اللعبة فعاد مجددا يمارس هوايته في سرقة الأحلام الوردية.
الأشقاء في جيدهم سلاسل من رصاص أعمى وأصم، كل قبيلة منهم نثرت عطر منشم.
ملأوا خزان السد بالدم لأحمر، لم تعد...
ها نحن التقينا على شاطئ جميل. على متن القطار المتجه شمالا، تصفحت الجريدة. جعلت أملا في الأبراج، قرأت محتوى المهنة والعاطفة والصحة. ابتسمت للتلاقي، استغربت لغرابة التخمينات.
طويت الصفحة لأعود إلى نفسي. فتحت الرواية على صفحة علمتها بتذكرة قاعة سينما، تذكرا لفيلم لم أرد أن امحوه من ذاكرتي، عشقي...
قبل خمسة عشرَ عاما ، قبل عشرين . كان صعباً الصعودُ إلى شرمولا . وإن جازفتُ أقول : مستحيلاً . وسهلاً اللعبُ فوقه لانبساطه . ومساحته الهائلة . أنا الذي لعبْتُ فوقه .
تمددتُ على عشبه ، وربما غفوتُ فوق نقاوة ترابه . ولو أني كنتُ أحسّ بدفق الماء تحتي , وقلق الموتى . وقفتُ فوقه كإمبراطور : فاتحاً...