سرد

لم يَشْتَرِه أقرنَ ، ولا أملحَ، ولا ناعِمَ الفروةِ ، بل اكتفى بالمرور أمام مرائبِ المدينة ، والتفرج على جمهرة المتهافتين على شراء كل أنواعه من سرديّ، وبركيّ، وبجعديّ، ودمّاني، وكذلك وكيليّ، وتلك عادة درج عليها منذ سنوات، يكتفي دائما بعيش أجواء العيد، دون ممارسة طقوسه . هو يمارس لعبة الحياة ،...
أطرق باب المساء فتفتح لى ...... وتولى الوجه ولا ترد على السلام ... اعفو أنا عن صمتك وأغزل منه نسيج الوقار ... أغاضب أنت منى .. فمنذ عشرة أيام لم تستبح صورتك فضاءات حلمى ... تقول لى فى صوت يسكنه العتاب .. وأنا انتظر منذ عشرة أيام سورة يس ترتلينها على ... أفتح فم الدهشة ألهذا أنت غاضب منى ؟...
صوراته قادنه إلى رسم اوهامه ، حالة من الذهول تنتابه ليل نهار ، كانت المواجهة الأخيرة قاسية بالنسبة له ، طرق الباب ودخل عليه ، كان ينتظره ليلقي السموم ، تتسلل منه رسائل ليله الأبيض ، إنه يبني اللقاء الأخير ، تعالت حال دخوله الأصوات ، لكن صوته حبسته آهات السنين ، الجالسون في محيط طاولته يترقبون...
أنا الآن أكتب تحت تأثير لكمة مباغتة من خروف و تأنيب ضمير و بقايا سهرة سكر.. ليلة عيد الأضحى وجدت خروفا مسكينا مربوطا في حوش دارنا.. كنت غاضبا طوال الطريق كلما مررت بباعة الخراف أو المنازل التي يصدر منها نحيب الحملان... غدا ستمتئ الأرض بالدماء البريئة.. يا للحزن. أبعدت خروف بيتنا عن طعامه قائلا ...
استيقظت الجدة عائشة باكراً هذا الصباح من أيام الربيع، أكثر نشاطاً وحيوية، وقد تفتحت زهرة في قلبها. الحاج بوعزة سيخرج اليوم من المستشفى، صلت بخشوع ‎وشكرت الله كثيراً على نعمه وكرمه. كانت أيامها بدونه رتيبة وكئيبة، حتى بوجود حفيدتها الزاهية وابنها إدريس وزوجته مينة الله يرضي عليهم. اشتاقت لصوت...
الكف - قصة قصيرة ✍ *_أمل الكردفاني_* إنني أتذكر يوم لقائي الأول بها حتى الآن رغم مرور أربع سنوات على طلاقنا . لأنه كان لقاءا غير عادي ، بل أقل من عادي. كنت جالسا على أريكة ناقلة ضيقة ، وهناك أريكة أخرى أمامي ، عربة النقل الضيقة كانت ترتجف وتئن وتصرخ ومن يقودها طفل في الرابعة عشر من عمره. من...
ملحوظة قبل القراءة ... إلى جلِّ منْ يملك أمره ، آثر السلامة دائماً ولا تُعرّض نفسك لاختيار مآله "أكون أو لا أكون". النص وجدّتها فى كهف من كهوف الجبال وأنا أعبر الصحراء ، طفلةٌ شعثاء ، وثيابها العراء ، وملامح وجهها متوحشة...
النوارس التي تأتي إلى مدينتي في أشهر معينة، قادمة من بلاد بعيدة لقضاء فصل الشتاء، أذهب إليها، أشاهدها وقلبي مفعم بالحنين، فأنا من مدينة غير ساحلية، لا تطل على بحر أو محيط، لكن بها نهر عظيم، تأوي إليه. أستقل زورقا صغيرا، أمر به على تجمعات هذه الكائنات القوية، التي تقطع ألاف الأميال في طيران...
- سامر: "يُقال عن فلان أنّه يمتلكُ قميصًا من أربعين سنة، ويبوسُ الشّلنَ ويُخبّئه". - : "وما يعني ذلك؟" . - سامر: "هل أستطيعُ إطلاق صفة المغفّل عليك؟". -: لكَ الحريّة في أن تفعل ولا حَرَج..". - سامر: "أفشلتَ حماسي الشديد المُتوتّر حد الانفجار". -: "منذ زمن مضى أدركتُ عدم الانتباه لأشياء كثيرة،...
أنت، تقف قرب أقرب نقطة تسمح لك بالتماس اللامرئي مع النهر، تكمل هنا بالذات السيجارة بعد أن تسحب نفسين منها، تتعبك و تضجرك الرتابة التي تتعامل بها مع الاشياء، كل شيء تكرار. وددت لو أن ألنهر يكون قريباً اكثر، لو أنه يبلغ الحد الذي تستطع معه مشاهدة أنعكاس أشعة الشمس، لو أنهم بلا غباء فلا يضعون تلك...
- لكنك لا تعرف عني شيئا يا فاء... قالت له فحار جوابا ؛ نظر إلى عينيها بارتباك ؛ ثم قال بيأس: - أعرف أنني أحبك ألا يكفيك هذا يا ميم...؟ صمتت ودارت نصف دورة بجسدها لتراقب حركة المياه السمراء المندفعة عكس اتجاه البنطون ؛ كانت تتحاشى نظراته التي تنتظر إجابة...وحين مست أصابعه أصابعها أبعدتها وقالت...
هواء بارد يجرّ السحبَ الحوابل، كثبانٌ رملية أخذتْ شكلَ الأقواس، أعشاب صفراء تسترُها لمّة الظلام، الزواحفُ في جحورها، بابُ التنصت موصد، مرجل يغلي، وغطاءُ إبريق شاي صُبغ بالسواد يرتجفُ، دائرةُ الدفء تحلَّقَ حولَها بطي ومرفاع وألحيد. الدخانُ المتصاعد يتخللُ من بين أصابعهم الثلاثين، خرقَ ستارَ الصمت...
الحارس، ذاك الضخم، الذي كان يقوم في البداية على خدمتي دون أن أراه- فقد كان له حضورٌ شبحيّ- وأصبح بعد ما أحضر ثلاجة صغيرة ومقعدًا، يختفي أيامًا ويأتي بعدها بمُعلباتٍ وعصائر وسجائر، يضعهم في الثلاجة، السجائر فوقها، ويجلس على مقعده بجوار الباب من الداخل- أتخيله ينظر إليّ، رغم الجدار الذي يفصل...
كنا أطفالا صغارا ننام على السطوح المنبسطة لبيوتنا في الصيف ليلا، ونرى النجوم المتناثرة فوقنا في السماء ، تتلألأ ببريقها، مع ضوء القمر. ما ان ارتفعت الشمس في السماء صباحا حتى تفيض وتنشر بحرارتها على سطوح المنازل، فتغرق الوجوه والأجساد. فتدب فيها الحياة، واستيقظ في وهج وردي. اذهب الى المدرسة،...
انحدرت الخراف إلى السهل الأخضر في تؤدة وهي لا تفتأ رعيا وأكلا حتى اتخم بعضها فأستلقى بخمول على العشب البري ، وحين تأكد آدم من قيامه بواجبه نحوها ركن إلى جزع شجرة ثم راح في إغفاءة القيلولة .. بعد ذلك بساعتين نفض غبار النوم ثم عمد إلى السير بالخراف إلى النهر حتى إذا وصله تركها وشأنها في حين عمد هو...
أعلى