سرد

لا أعرف كيف تغيرت، أصبحتُ إنساناً آخر، كنت شاباً ساخراً ومستهتراً، وفاقد الثقة بكل شيء... لا شيء سيتغير سواءّ انضممت لخزبٍ سياسي، تكرّس له كل جهدك، أم وضعت ساقاً على ساق في مقهى، وجلست تراقب تفاصيل الحياة، لا بل إن التأمل الهاديء الرائق، وسط هذا الضجيج المتنامي، أفضل بدرجاتٍ من الإنغماس فيه، إذ...
وجوه الثورة - قصة قصيرة ....... "الغزي" يدفن ساقيه في الطين ، شاب نحيل يبدو كمريض بالسل ، وصدره عار تبرز أضلاعه منه وصرة عميقة مظلمة. ظهره ممد ورجلاه مغروزتان في طين النيل ، ذراعاه مصلوبتان خلف رأسه وعيناه على السماء وفمه مفتوح بأسنان بنية. لا شيء في عقله هذه اللحظة. خال تماما ، وهذا يسلم قلبه...
لأول مرة يحدث معي هذا فقد تمردت علىّ القصة الجديدة التي أحاول أن أكتبها و لم تكتف بذلك بل حرضت بطلها على عصياني وعدم طاعتي فهددتها بعدم كتابتها وحتى لو كتبتها لن اجعلها ترى النور؛فأنا لن أرسلها إلى أي مجلة أو صحيفة أو حتى أضمها لكتابي الجديد الذي سيصدر قريباً عن إحدى دور النشر الكبيرة في القاهرة...
لم يكن المفتش باتريك لو بوسكو، يعرف كم من مدّة قضاها أمام النافذة، يحدق في السحب وهي تنشر اللون الرمادي فوق المدينة. حتى أنه لم يدرك أن الليل كان يغادر على رؤوس الأصابع، وحيث كانت الطيور المبكرة، تحلق نحو المترو ومحطات الحافلات. كانت عيناه مثبتتين هناك في السماء، وكان ذهنه مشتّتا في مكان ما بين...
طه حسين، عباس محمود العقاد، أحمد أمين، زكي مبارك، محمد حسين هيكل، وغيرهم.. أسماء كثيرة لأعلام كبار تنوعت إسهاماتهم في شتى مناحي الفكر والمعرفة، انطلقوا فيما كتبوا من مفهوم وحدة المعرفة، يكفي إطلالة سريعة على قائمة مؤلفات أي منهم لتدرك التنوع الشاسع لعطاءاتهم، لكن اليوم ومع نزعات الميل إلى التخصص...
والذي رفع السماء بغير عمد، وحق الساعة ويوم الحساب؛ حين أطلَّ وجهها على هذا الآدمي.. شفّت عيناه بصفاء مذهول، وسرى همسه في مقطعين: أولهما شهيق مفاجئ مع وقفة جبرية، وحروف تعلقت باللسان في سقف الفم. والثاني تنهيدة مسترخية تهادى معها اللسان هابطا لمستقره. الله! ظلت شفتاه منفرجتين حتى تلاشى زفيره...
إلى الطيب الجوادي مرة أخرى هو والقدر يعرفان بعضهما جيدا. هو حفظه بما خصه به من نكران وجحود. والقدر حفظه بالإسم والنصيب. وداخل هذا المسار توزع كل شئ، واتخذت المضامين و الأشكال أوضاعها. و استكان الترتيب لجمود و رتابة أفقد الخطأ و المفاجآت كل الحظوظ للعبث بهذا التنظيم الصارم. ليمتد مسار شاحب،...
وحيدًا هو.. لا يؤنس وحدته سوى تلك التماثيل التى يصنعها بمهارة وموهبة.. لم يتزوج بعدُ ولم يختر هو ذلك؛ لأنه لم يجد بعدُ تلك الأنثى التى تشبه تمامًا ذلك التمثال الذى صنعه بروحه فى ليالٍ طويلة مضت.. كلما قابل إحداهن يقفز إلى عقله دون إرادته المقارنة بين من تقف أمامه نبضًا ولحمًا ودمًا وبين ذلك...
طاولة منخفضة بين ثلاثتهم، جاءت جلستها في المنتصف بينهما، عاشقان؟ ربما. صديقان؟ لا تعرف. حين همت تلتقط “الفيوتشيني” بشوكتها انحنت برأسها قليلا فتهدّل شعرها الذهبي، مباشرة امتدت يده بخفة بالغة نحو خصلاتها المتساقطة خشية أن تلامس الطبق، أزاحها للخلف، ثم تباطأت أصابعه لبرهة لا تُذكر.. نظرت إليه...
مرارا وتكرارا تتبدل الوجوه أمام ناظري صاحب الكشك الذي يقع على ناصية شارع عمومي من شوارع بغداد المحاصرة بالموت من كل جانب. زبائنه عابرو سبيل ليس إلا، يدفعهم العطش أحيانا لشرب زجاجة بارد أو عصير معلّب ، ويحثهم الإحساس بالقهر لحرق لفائف تبغ يبتاعونها منه لينفثوا من خلالها دخان نفوسهم التي تغلي...
فى الصباح الباكر كعادته أستيقظ ، ولكن كان اليوم مختلف له على الأقل ، أتمم العقد السادس وأعتزل الحياة المهنية وأخيرا جلس فى بلكونة شقته ، لكل حائط حكاية ، لكل مقبض باب ذكرى ، الآن هو وحيد رغم وجود أبنته .هناك مكان فى أعماقه يعرف ويعترف بأنه لا يحكي ولا يتكلم مع أبنته كثيرا ، كان تارك كل شئ لأمها...
كم بكَتْ مآقينا رحيل أحباب ضاعوا منّا في الزحام و اشتاقت قلوبنا لقاء أصحاب صاروا سراباً وأوهام! فغداً تُبكينا مدامع وتشتاقنا أفئدة و نحنا بين الجنادل نيام -1- اضطجعَ على عتبات الحلمٍ تجرفه سيول الحنين، بعد أن هتفَ طويلاً لسلطان الكرى ليكون ملاذه الأخير من حرائق يقظةٍ تنشب في روحه، وبعد أن...
قبل سنوات وقعت في يدي مجموعة قصصية لكاتب تركي ، دبج المترجم تمجيدا وقداسة لمؤلفها دفعتني إلى قراءة قصصه تلك. وكم فوجئت بسخافة تلك القصص وسطحيتها ، ومن ضمنها قصة الحمار الذي كان يسير في الغابة ، فلمح من البعيد أسدا ، تبادل الحمار والأسد النظرات فالتفت عنه الحمار وقال: - هذا ليس أسد.. ليس أسد..انه...
أعلى