عند مفترق الطرق لمحتها عيني ،توقفت لأوصلها ،ركبت دون تردد ،لم أشأ أن أكلِمَها أردت أو أوصلها وفقط حتى لا تشعر بالخوف ،الشيئ الوحيد الذي فعلته هو ابتسامتي ،نظرت الي وقالت :
منذ اكثرمن سنة وانا أُريد وأبغي و أحلم ….
ومنذ أربعة أشهر وأنا انتظر موعد دفع ملف طلب تأشيرة ولما حل الموعد لم يأت سائق...
"... يا حبيبي طاب الهوى ما علينا
لو حملنا الأيام في راحتينا
صدفة اهدت الورود الينا
واتاحت لقاءنا فالتقينا.."
قالت:
- صوتك جميل..
قال:
- ليس جميلا كما ينبغي للحب أن يكون.
"يا حبيبا قد طال فيه سهادي
وغريبا مسافرا بفؤادي..."
قالت:
- اكملها..
قال:
- لا... لا أحب ذلك المقطع..
قالت:
- سوف تلهو بنا...
فتحتْ باب المقطورة، غمرها ضوء الشمس المشرقة. هواء ساكن مشبّع برطوبة شديدة أشبه برطوبة البصرة، درجة حرارة في حدود الخامسة والثلاثين مئويّة. يُمكن تحمّل الحرارة، أما الرطوبة فمن الصعب. تصيب النفس، القلب، الروح بالتقزّز. ثمة شيء ما ذو رائحة كريهة ينبعث من مكان ما؟ أشبه برائحة بيض فاسد، لا بل سمك...
اليوم رحل جيو. أكيد أنه لم يوص بشئ. بل لم تكن له الرغبة في الحديث لأي كان. لم ينظر لا يمنة و لا يسرة. لم يحاول ان يعرف من حضر لوداعه و من تخلف. نبس بكلام مبهم يقوله أي مقبل على الموت، وراح طافقا الباب خلفه بكل قوة.. و الأكيد انه لو كان ما يزال محتفظا ببعض قوته, فانه كان سيبصق في وجع الجميع، و...
*
لقد نزل رئيس روسيا البيضاء من الطائرة في مطارنا ولفحه ذلك السموم في وجهه ، فأذاب أوردته المثلجة من بقايا الأصقاع الباردة. ورأى لأول مرة شعبا يسير ببطء وكأنه مشهد إعادة لهدف مباراة كرة قدم. هناك وفي أول سانحة حيث وقف إلى جانب الرئيس استهل حديثه متعجبا من بطء هذا الشعب وحثهم على أن يكونوا أكثر...
قد يصل العمر بالإنسان ليكون مستودع ذكريات و اسرار و حكايات .. بعدما يذوق مرارة الحياة و حلاوتها معا .. لم يعد يغريه شيء .. هذا ما كان عليه خيال الظل ، الذي يوشك ان يودع منتهي التقدم في العمر .. مزروعا في الحقل أمينا بلا كلل و لا سأم .. يوقظه ندى الفجر لينتشي ، تدب في أوصاله الحياة .. خيال الظل...
اقتربتْ .. همستْ ..
- لا تتأخر .
قالتها .. وانصرفتْ ..
وقف مشدوهاً ..مذهولاً.. وهو يحملق .. هَمَّ بمناداتها .. ولكن الدهشة .. عقدت لسانه ..
في البيت .. أرهقه التفكير .. حاول أن ينسى .. راوده النوم .. أعنته .. فنهض .. ارتدى ثيابه المتواضعة .. وحذاءه القديم .. مرق صوب الشارع .. دون أن ينظر في...
# عمله التطوّعي مع المنظّمات الإغاثيّة فتح له أبواب العلاقات على عوالم السيّدات. هاتفه لا يصمت إلّا في ساعات متأخّرة من اللّيل.
اهتزّت أرضيّة الثّقة المُشتركة مع زوجته؛ على طريقتها انتقمت داخل سريرهما، ضحكاتُه من الصّالة تُسَرّع وتيرة حركة أصابعها بالكتابة عبر (الواتساب) لشخص يبُثّها دفء مشاعره...
أنا:
أنا... أقُلت أنا؟... نعم اللفظ والمعنى...
أنا يا سيدي الذي اتهمتني العشيرة بسرقة كتاب الحكي المقدس للجد الأول، وتغييره بكتاب الحكي المدنس للسارق الأول في العشيرة... أنا الذي ذبحت المعاني وشنقت الكلمات وطردت الملائكة من المتن المقدس... تُهْمََتِي صعبة ولا ينفع معها الهروب أو...
روى سعد بن مكذوب قال:..
ورد الخبر على بني مغضوب أن داء على وشك أن يصيب البلاد وأنه حل بعجم مجاورين لمملكة السلطان القاتل بالله، أعزه الله وحفظه، فنظر القوم إلى أيديهم فوجدوها قصيرة عما يراد، إذ لا يليق أن يهبوا إلى إغلاق منافذ المملكة السعيدة، وأعوان السلطان أعز الله به الدين، أكفاء يقدرون على...
قالت السيّدة “ف. م.” .. من منطقة دكاكين حميد عندما وقفت بين يدي اللّـــه:
“مولاي, أنا ولدت رغم أنفي كعادة الأطفال.
وقطعت القابلة صرتي بأسنانها، ووضعتني في قدر من الماء الساخن، وتركتني أنضج مثل سلحفاة مسلوخة الجلد معلنة لأهل البيت أن نجاسة البنت لا يغسلها سوى ماء الدموع.
ثم بكت أمي طوال الليل...
كنا قد أحضرناه معنا، ضمن أشياء كثيرة، جلبناها ونحن عائدون من المدينة الرابضة هناك، في أقصى الجنوب. جذبني إليه مظهره الجميل ونحن نتسكع للتسوق.
قالت زوجتي:
- إنه يصلح الطهو.
في المرة الاولى، وضعت الخضروات وقطع اللحم، ودسته في الفرن. بعد الوقت المحدد أحضرته، كان الأمر مفاجئا، درجة الغليان لم تفارق...