سرد

كان كِرام في تلك الساعة متشرباً بالأحزان، مفعماً بالأخيلة والتصورات فدارتْ اسطوانة ذكرياته التي لا تنفكّ تعيده إلى ذكرى وفاة والدته التي لم يظنّ بأنّها ستموت يوماً. فنحن البشر لا نتخيل بأنّ منْ نحبهم بشدة سيرحلون، فإنْ رحلوا ملأوا دلو مآقينا بالدمعِ، وغلّفوا ربيع القلب بخريفِ الحزنِ الدفينِ،...
بدأ الحب يُشيّد أركان روحٍ تهالكت يوماً، و يتأبط السعادة ليدلف جدران كيانه الذي ظنّ بأنه تفحّم و ترمد، لم يكن من شيء يشوب سعادته إلا الذكريات الموجعة ، و خيال أحمد الذي لا يفارقه، و انحناء رأس أبيه ذلّاً و فقراً، و قهر أمه التي تقضي الساعات تناجي الحضور اللامرئي لولدها الشهيد. نمشي و نمشي و نتعب...
ذلك القس يسكن في حيّنا .. وأهرب من مواجهته .. كطالبٍ كسول يرتعد من مواجهة معلّمه لأنه سيذكّره بواجباته المدرسية المتراكمة .. ومواجهة القس أصعب من المعلّم .. فالمعلم يعاتبك مقطّباً وتكون عن نفسك مدافعاً.. أما القس فيعاتبك مبتسماً فتكون له مستسلماً.. المعلم كان يقرصني من أذني اليسرى فقط ...
✍ لم اتوقف ابدأ عن السؤال عن منزل لوشي ، نعم يا سادة فقد قال المثل ؛ ان عشقت فاعشق قمر ؛ مع ذلك فالأمر لا يتعلق بالعشق بالكامل ، لوشي وجهها جميل ولكن بها ايضا عيوب ككل شيء في الحياة. الزواج من لوشي فيه فوائد أخرى ، فمن ناحية سيتم تسليط الاعلام علي ، وستتفتح لي ابواب الوظائف ؛ يمكنني ان ادخل الى...
" واصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ، وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ" قرآن كريم . صدح الديك على سطح السفينة " زمردة " هب بلال من نومه ، كانت زوجته قد إستيقظت منذ ساعة ، وأعدت له فطوره ، وضعت على مائدة في وسط المطبخ ، سلطانية من حساء الشعير وطبقاً من...
1. قلت : من الواجبِ أن تتحجَّجَ إلاَّ بما ترَاه العين ؛ فالأذنُ خديعة والعينُ بصيرة . قال : هذا يكفينا من الوساوس و المحن . حورياتٌ البحر بشعْرهنَّ السَّابغ من نور يُضئـْن سماء آيت عبو ، رأيتهن بأم عيني ، فجر ذاك اليوم الأغبر ، يتوضَّأن ، ويُطرْطشن أجسادَهن العارية بماء عين بُوثـْلمْسيردين...
تعالي نستحمّ معاً نحن بحاجةٍ إلى الماء يطهّرنا الوضوءُ لا يكفي .. فلن يغسل منا إلا السواعد والأقدام .. وخطايانا أكثر عمقاً والمطرُ .. آه ٍ منه .. ما عاد كمطر أيام زمان... ماعاد كافياً يا صديقتي والسير تحت المطر لا يغسلنا .. فقط يكللنا ويجللنا ويبللنا شعركِ التصقت خُصُلاته .. وضاعت التفافاته ...
مضى وقت طويل على آخر مرة زرت فيها ذلك المكان , الذي عادة ما أزوره في واحدة فقط من حالتين اثنتين , فأما حين أشارك في تشييع جنازة ما , وإما في احد العيدين , حيث أضطر إلى أن اذهب وحدي أو مع أخي وأبناء عمي , حيث نصلي عادة في المسجد الذي يقبع على أطراف المقبرة , قبل أن نتوجه إلى أضرحة أحبائنا الذين...
- اتركي لعبتها .. لماذا تثيرين اعصابها.. - لا افعل يا ماما..اريد فقط ان العب بها. - وانت يا ولد لا تأكل الحلوى من الأرض... كيف يمكنني ان انظف المنزل والشيطانة هذه تبكي هكذا.. اشعر بفوضى... اتسعت عيناها وهي تشاهد اطفالها الثلاثة وهم يتبادلون الصراخ والشجار والرضيعة الرابعة تبكي بصوت عال تطلب...
الخطورةُ .. كلُّ الخطورةِ تكمُنُ في (الانفصال عن الواقع ).. هي شتيمة عصرية ينعتون بها كل من قرّر الخروج عن المألوف ! الواقع يفرض عليك أن يكون مركز ثقلك في معدتك ..فلا همَّ لك إلا أن تملأها .. ولو امتلأت ينقلون مركز ثقلك نحو أعضاء مادون الحزام .. فتصبح عبداً للغريزة .. لا يجوز لك أن ترقى...
فلما كانت الليلة الثانية بعد الألف قالت شهرزاد: سأقص عليك أيها الملك السعيد قصة سهرة المليونير، قال الملك شهريار: - ومن هو المليونير يا شهرزاد! أهو ملك قبيلة في الجان، أم تاجر لؤلؤ في جزائر واق الواق؟! وتبسمت شهرزاد فكشفت عن أسنان كأنها الدر المنظوم، ثم قالت: لا هذا ولا ذاك أيها الملك السعيد،...
كم نبعد عن المدينة يا صاحبي ؟ أهي رمية عصا؟ وأي عصا؟ أتلك التي رماها جدك ولم يصل لها .. مات في منتصف الطريق.. أو ربما جلس من التعب يردد زهيريا أو أبوذية يعالج أو يتوهم انه يعالج بها جروحه .... عشرات السنين في انتظار مهلك تتخلله فواصل الرعب والموت.. ولا مدينه.. والقتل, والجوع, والعري , والتغرب...
عصفت تلك الفتاة الجميلة على رصيف شارع "الحرية" بعقله حين شاهدها تراوده ، نظر اليها بعين ممتلئة بالوجيعة..تمتم مع نفسه: لم تخلف الحرب الا الدمار.. ويكذب من يقول بان الحرب هي طريق الحرية، لانها قضت على ما تبقى من المبادئ لدى الناس، ان لم تخضع لقانون الواقع تموت جوعاً..الظلام غلب النور.. وبت اعلم...
سلطن صمت الكهوف على قلبه ، هو لا يحب الفراغ العاطفي شأنه شأن الطبيعة التي بدورها ترفض كل فراغ يهدد كيانها . هو يعلم أنها أهدته تنهيدة الأسف وابتسامة الشفاه وبياض الكفن وتلويح وداع بعد أن ارتشفا من قدح العشق الممنوع . هي كانت تعلم إنهما اقتنصا لحظة فرح غير مشروعة في دهاليز الخطيئة بعيدا عن عين...
أمام بوابة القانون يقف حاجب. عند ذلك الحاجب جاء رجل من الريف يطلب المثول أمام القانون . لكن الحاجب قال له أنه لا يمكن أن يأذن له بالدخول في هذا الوقت. فكر الرجل في الأمر ثم استفسر إن كان سيأذن له لاحقاً. " من الجائز" أجاب الحاجب " ولكن ليس الآن". ولما كانت البوابة، كالعادة، مشّرعةًً والحاجب...
أعلى