ملفات خاصة

تشايريل أنور - أنــــــا.. ترجمة شريف بقنه إذَا جاء وقتي لا أريدُ لأحَدٍ أن يتوسلَ إليَّ ولا حتَّى أنت، لستُ بحاجةٍ الى العويلِ! أنا مجرَّدُ حيوانٍ ضارٍ منفيٍّ حتَّى من قطيعِهِ. حتَّى لو كانَ الرّصاصُ يخترقُ جلدتي إلَّا أنَّني سأظلُّ غاضبًا أصارعُ، أنالُ جروحِي و أتذوَّق سُمِّي بينمَا أنا...
أيّها الحزن، لن أعاملكَ ككلبٍ شريد يأتي بابي الخلفي لأجل كِسرة خبز أو عظمة جرداء. سأوليكَ ثقتي. سألاطفك لتدخلَ بيتي، فأخصّكَ بزاوية، بسجادة بالية تضطجع عليها، وطاس ماء. أتحسبني أجهلُ أنكَ كنتَ تعيش تحت شرفتي؟! أنتَ تتوقُ أن يُرتَّبَ موضعك قبل حلول الشتاء. يعوزكَ إسمٌ، طوقٌ وبطاقة، وأن تملك الحقّ...
قفي على أعلى درجات السلّم- انحني فوق أصيص حديقةٍ- احبكي، احبكي شعاع الشمس في شَعركِ- ضُمّي زهراتِكِ إليكِ بمفاجأة متوجّعة- إرميها أرضًا والتفتي بغيظٍ شريدٍ في عينيكِ: لكن احبكي، احبكي شعاع الشمس في شَعركِ هكذا كنتُ لأجعله يرحل، هكذا كنتُ لأجعلها تقف وتتفجّع، هكذا كان ليرحل كما الروحُ تترك...
الثانيةَ عشرةَ. على مرمى يد الشارع العالق في توليفة قمريّة، تعاويذ قمريّة هامسة تذيب أرضيّات الذاكرة وكلّ علاقاتها الواضحة، فروعها ودِقّاتها. كلّ مصباح شارع أمرّ به يضرب مثل طبلٍ قَدَرِيٍّ، ومن خلل فضاءات العتمة تهزّ ساعةُ منتصفِ الليلِ الذاكرةَ كما يهزّ مجنونٌ غُرنوقيّةً ميتة. الواحدة والنصف،...
I نحن الرجالُ الجوف نحن الرجالُ المحشوّون منحنون معًا خوذةٌ محشوّةٌ بالتبن. واحسرتاه! أصواتنا المُجَفَّفة، عندما نهمس معًا، صامتة وبلا معنى مثل ريحٍ في عشبٍ يابسٍ أو أقدامِ جرذانٍ على زجاجٍ مكسورٍ في قبونا الجافّ شكلٌ بلا صورة، شبحٌ بلا لون، قوّةٌ مشلولة، إيماءةٌ بلا حركة؛ أولئك الذين عَبَروا...
أرقٌ أمِ الـوَجَـعـان ِفــيـكِ تَـوَحَّـدا ولهـاً أمِ الإرثـانِ مـنـكِ تــوسَّـــدا حُـلـمـاً يــزفّـــكِ لـلـغَــداة ِأبــيَّــةً أمْ هُمْ حُواةُ الشَّرقِ صَدْرَكِ أنْهَدا قهراً غـدا بِـكِ للـدُّنا مَـثَـلَ الـذي إنْ حافهُ دَمَــقٌ أناخَـهُ واحْـتـدى حتى تـفـرُّ الـريحُ عـن وكُـنـاتـهِ ويـلـوحُ...
أتيتُكِ بعدَ أنْ ماجَ الـسَّـحـابُ وزغْردَتِ الْجَداولُ والشِّــعابُ ودبّـجكِ الـرَّبـيـعُ بِـكـلِّ لـونٍ مِنَ الأزهارِ والأحلى هِضابُ وجئتكِ حينَ أسْهدها عُيوني من الدَّحنونةِ الجذلى عِتــــابُ تُذكِّرني بــِوادي السَّـلطِ حيناً وحيناً كيف دَغْدغَهُ الضَّـبابُ وحيناً عنْ وفاءٍ كادَ يُـنْـسـى...
أرْخي جـديـلَـكِ َظـلـِّـلي إيثاري = ردّي إلـيَّ مَـلامِـحـي يــا داري ردّي إلـيَّ سَـنــابـلي وَبَـيادِري = عُــشّــاً لـقُـبّـرَة ٍتـَـلُـمّ بــذاري عُشّاً لِعصفورِ تَحَشْرَج َصَوتهُ = ردّي اليّ مِن َالصّدى قـيـثـاري ردّي الــيّ صَــبابة ًبَـيْــدَ ْرتـُـها = بين اغْـتِـرابـي واغْــتِراب...
" وأنا طفلٌ، كنتُ أقضي ساعاتٍ أمامَ المرآةِ أُقلّد الوجوهَ. ليس لأني أظنّ وجهي وسيماً لا أمَلُّ من التطلّع فيه؛ بل إني على النقيض لم أكن أتحمّله، ذلك الذي هو وجهي، لكن تقليد الوجوه كان يمنحني الفرصةَ لأُجرّب المختلف منها، الوجوه التي تظهر ثم تُستبدل للتوّ بوجوهٍ أخرى، حتى ظننتُ نفسي شخصاً...
كنت بين الثانية عشرة والثالث عشرة؛ السن التي تتأكد فيها هوية الذكر وهوية الأنثى، عندما وجدت نفسي في مواجهة الكمال الأنثوي. أتذكر لحظة اللقاء باليوم والساعة والدقيقة، ضجة أصواتنا التي تشبه وشيش البحر، وحزمة الشمس التي اقتحمت شُبّاك الفصل تبدد لسعة البرد الخفيفة. عندما أهلَّت من الباب حل الصمت من...
عندما تحولت العديد من المكتبات الشهيرة وسط القاهرة إلي محال للجَزم مع منتصف سبعينيات القرن الماضي كان ذلك إيذانا ببداية انهيار مجتمع بدأ في وضع قدمه مكان الرأس. أو كما في المثل الشعبي (مطرح ما يحط راسه حط رجليه)! Picasso-Painting-Comes-Alive--42269 لا يعترف بيكاسو بفضائل الجزم. معظم الأقدام في...
لم أشأ أن أحدِّثك في الرسالة السابقة عن إحدى وتسعين طبخة في «ألف ليلة وليلة» تخصان امرأتين نادرتين خفت أن يضيع ذكرهما بين العاشقين والطهاة، إحداهما جارية صارت سلطانة وأوفى عاشقة، والثانية زوجة لبقة وأمهر طاهية. فأما السلطانة العاشقة فهي الجارية زمردة التي اختارت مالكها بدلاً من أن يختارها على...
أراها في يدِ النخَّاسْ ملثَّمةً بشالِ الرِّقِّ يَعْرِضُها على التُّجَّارْ! أراها -رغم شَلاّلِ الأسى المسكوبِ في العينينِ- فاتنةً.. يشدُّ جمالُها الأنظارْ تُهَمْهِمُ وهْيَ تنظرُ في وجوهِ الناسْ تودُّ فتًى يُخَلِّصُها تصبُّ هواطلَ اللعناتِ فوقَ أولئكَ الأشهادْ تقيءُ السُّخْطَ ملحمةً من الأشعار...
أنا الذي أسميكَ راسي والقنّك معصيتي لتتلو عليّ جدرانَكَ المدججةَ بالوهمْ تأخذٌني لعنادي وأٌرجعُك لفتنتي نتوزعُ كالدمِ بينَ القبائلْ ونبكي حتى نجفّْ أنا الذي أُخيط ُالشوارعَ المقعّرَةَ بالمشي وأُدلّكَ بينَ المقابرِ على بلادي ليحملنَا العنكبوتُ معاً اليها أتركُكَ هناك وأعودُ الى حكمتي الناقصة ***...
1 أنتَ أجَّجتَ التضاريسَ وسوّيت ثياب الأمّهاتْ ملجأً للحَجَرِ وتحالفتَ مع الأنواء أن ترغم للثعبان وجهي ثمّ لم تسكنهُ بعدي أيّها البحرُ الذي يهرم من شكوى سفينةْ يمرض الأمواتُ، تنحلّ المسافات ولا تخرج فينا؟ أنت أجَّجتَ التضاريس وأسْلمتَ الفصولْ لأراضي ذلك العامِ ولم تعبأْ بأخطار ربيعٍ نائم فيكَ...
أعلى