ملفات خاصة

قبل قليل كنتُ أمارس بعضَ حالاتِ الشّوق، ارتديتُ معْطفِي الأسود الأنيق، سكبتُ بعضاً من مُلمِّعِ الشِّفاهِ على سبابتِي، ومرّرتُ السّبابةِ بشفتي السُّفلى، ثم طبقتها مع العُليا بحركةٍ شبه دائرية، جلستُ صوبَ ذاكرتي أُراقِبُ ملامحَ رفيقٍ قديمٍ علّمنِي كيمياءَ الأحلامِ؛ قال ذات شتاءٍ: (ضعي بعضاً من...
باعتباري مترجماً عن الإسبانية، ولي أعمال منشورة في هذه المجال، أثناء تقديم "بيت الشعر" منشوراته الجديدة اتصل بي الصديق الشاعر محمد محمد حجي وأخبرني أنه يهيئ ملفاً لجريدة " أخبار اليوم" حول الترجمة من الإسبانية إلى العربية، وقد أختارني والصديقين: محمد أحمد بنيس وخالد الريسوني، ليجري معنا حوارا...
لا أعرف كيف تسلق الحزن قلبي كنت طفلا مدللا والمرات التي ضربني أبي فيها تعد على يد الأصابع الواحدة الفتاة التي أحببتها أخبرتني أني كنت مصدرا للسعادة، مزحة نتناقلها في أحاديث الأصدقاء المسائية أمي أخبرتني أن عودك أصبح صلبا وظهرك طريقا أستطيع من خلاله أن أطوف العالم وأعود لك بالهدايا لكنها لم...
ما سأكتب عنه الآن هو نقطة لغوية، لا علاقة لها بالإيمان والدين قط. التقيت في شيكاغو شخصاً يهودياً يجيد العربية أفضل من سبعين بالمئة من العرب، هذا الشخص كان مستشاراً لأحد عظماء حكام العالم العربي، ثم أنهى أعماله هناك، برغبته، حسبما ادعى، ولأنه يهتم بالأدب العربي، فقد انغمرنا بنقاش متشعب، طال بضع...
حديث الصغار: خرجوا من البيوت الواطئة الترابية. تبادلوا الصيحات والنداءات المتفق عليها. حركوا أجسادهم النحيلة فى فراغ الحارة الضيقة جلباً للدفء. شبوا بقاماتهم الضئيلة يرمقون الشمس التى تعلقت بقمة البناية الجديدة. نفخوا أنفاسهم فى أيديهم الباردة . قذف أكبرهم الكرة إلى أعلى. سخر أحدهم منه : –...
لديَّ في مكتبتي من مقامات الهمذاني نسختان، إحداهما صادرة عن مكتبة الأسرة، بتحقيق وشرح محمد محيي الدين عبد الحميد، والأخرى صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، بتحقيق الشيخ محمد عبده. اخترت النسخة الثانية لأقرأها، دون مفاضلةٍ مسبقةٍ، أو التزامٍ بنصيحةِ أحدٍ، ولكن حسبما اتَّفق الأمر. فلمَّا...
كان لقاء الخطيبي بجاك دريدا، كما برولان بارث، لقاء فكريا وشخصيا. والحقيقة أن علاقة مفكرنا المغربي بدريدا كانت أعمق، لمجموعة من العوامل الذاتية والفكرية التي ترتبط بتكوينهما الفلسفي ولكون المفاهيم الدريدية قد وجدت صدى مباشرا في كتابات الخطيبي. فالخطيبي ورولان بارث تواصلا بالأساس من خلال علاقتهما...
أعادني الكتاب الجميل «الذي يأتي من المستقبل، عبد الكبير الخطيبي» كعمل جماعي أشرف على إنجازه الباحث الأكاديمي المغربي عبد الغني فنان، في سياق الاحتفاء بمرور عشر سنوات على ذكرى وفاة عبد الكبير الخطيبي من أجل حفظ الذاكرة، لأتحسس من جديد ذاكراته الموشومة حيث يختلط السير ذاتي بالروائي في تحد صارخ...
أقبل الليل وكان الباب مفتوحا فأفسحت مكانا للتي تأتي ولا تأتي فتقضي ساعةً عندي وتمضي في أمان إيه يا زائرة الليل التي تقرع بابي ثم لا تدخل إلا في غيابي من تُرى في هذه المرة من غيرك أم لا أحد إلا أنا والريح في الكهف الذي امتص كياني أتقرّى فوق ثلج الحائط الصخري تشكيلا بدائيا لما يشبه صيادا على ظهر...
[ إلى \"الرقة\" مدينتي!]‏ ياحنينَ الاغتراب!‏ يا زمانَ الهجرة الأولى وياسرَّ الشموس الميّتَةْ.‏ يامصبَّ الوجعِ الدهريِّ‏ سويتِ العذاباتِ التي نامت بأعصابي انتحابا:‏ شهوةً...‏ مملكةً...‏ خيلاً..‏ وناقوساً بلحمي.‏ ياجئيرَ الجسدِ المشويِّ بالشهوةِ دعني أتملى أيها الحزنُ الذي يطلعُ من صدري صحارى..‏...
تشاء المصادفة وحدها أن أقع بين مقتنياتي على عدد قديم من مجلة الآداب يعود تاريخه الى نيسان (أبريل) عام 1962 لأقرأ فيه مقالة مطوّلة لنازك الملائكة عنوانها «قصيدة النثر» قرأتها بإمعان، وقد شعرت بابتسامة أسى وكآبة تشيع في كياني وأنا أتابع ما كتبته تلك الشاعرة المعروفة جداً كرائدة في الشعر الحديث كيف...
تمثّل ثنائية الجسد والجنس في النصوص الدينية حقيقة جوهرية وثابتة رغم كثافة المحاذير الأخلاقية والسياسية والاجتماعية التي تجعل من الحديث عن هذا الموضوع خطابا مشروطا بالكتمان ومحفوفا بالإحراج والإقصاء. غير أنّ الدارس المتمعّن في النصوص المقدّسة يقف على نماذج متفاوتة من احتفال هذه النصوص المتعالية...
كنا نخرج من المستشفى التى ترقد على شاطئ النهر مثل غزال تستحم فى الضوء، نسير متجاوران، هى وبحر ومويس وأنا نتوحد فى الجغرافيا والزمن والحروف قلت لها: – الزقازيق أجمل مدينة فى الدنيا – إنك تبالغ! – لم أر نهرا يحتضن مدينة بمثل هذا العشق! تبتسم وتطير الفراشات ويرق النسيم، نسكن مدنا ملونة، وتصبح...
(*) فيما يرى النائم … : أنا وأبنتي و العنب … نتجول في السوق .. قطفت ُ لها وردة ً من زجاج ٍ وعاج أبتسمت ْ إلتفت : أبي يا أبي .. أما كان أن تشتري قمراً للشبابيك والشهداء ؟! أو… تشتري يا أبي : جمرة ً… جمرة ً… للحطب ..!! (1) هل يُعقل … رجلٌ أفتدى وطنا َ بعماله ِ وفلاحيه ِ.. وسجنائه ِ .. نسائهِ ...
هل الكتابة عن تجربة السجن، أو ما اصطُلح على تسميته: أدب السجون، شكل فاعل من أشكال مقاومة الطغاة؟! ربما، لكنها على الأقل صرخة رافضة، كي لا يقولوا لماذا صمت الشعراء في زمن الطغيان، حسب تعبير برتولد بريشت. لكني لطالما اعتقدت بأن تجربة الاعتقال لا يمكن أن تصل إلى الناس بشكل أكثر تأثيراً من الكتابة،...
أعلى