ملفات خاصة

لشبابنا المثقف شكوى تواضَعَ على صيغتها على اختلاف ألوان ثقافته، وتلك الشكوى هي نقص الغذاء الفكري في الحياة المصرية. وقد كان لتبين وجه هذا النقص آثار بغيضة، فهو أولا منتشر في النفس في مزيج من السأم والتشاؤم، وهو على أي حال باعث في العزيمة خوراً وفي الهمة فتورا، وهو بعد ذلك (وهنا وجه السوء) دافع...
كثيرون هم الذين تناولوا حياة الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين بالتقريظ وكيل المحاسن لسيرته، وهذا شيء جميل أن يبادر به الأصدقاء، وبخاصة لشاعر بحجم رياض مضى شاباً في نهاية العشرينيات وترك إرثاً فريداً ونادراً من القصائد المشغولة بحرفة وتقنية عاليتين، وقد أنجز كل ذلك بعمر قصير، وأنه هنا يذكرني...
مُلطخا بالحرب و بشتاء تصنعه امرأة .. أسألُ أين تذهب في الليل الشّوارع .. للمرّة الأولى أكون مع كُومُونَة مُستريبين وطاولة تتقدم إليها الأشجار .. أكون قد علّمت عزلتي وقاحة الضجيج .. وهذا الغصنُ الخائب ... يستسلم لليل بلا أحَد ... كان بوُسع الأرض أن تصالحَ الموتى .. وتفاوض عُمقها .. كان بوسع...
إذا كنتَ شعبًا عظيمًا... فصوّتْ لنفسكَ في اللحظةِ الحاسمهْ إذا كنتَ ترغبُ في الذّلِ بعْدَ المهانةِ... ابْشرْ:.وهيّئْ بلادكَ للضرْبةِ القاصمهْ إذا كانَ يعْنيكَ ذقنُكَ، كالتيْسِ، قبل الكرامةِ... كنْ ماعزًا.. أوْ وزيرًا على أمّةٍ سائِمهْ إذا كنتَ تبحثُ عنْ خدْمةٍ... لا تكنْ خادمًا للحكوماتِ.. قلْ...
دوستويفسكي أم .. تولستوي ، دائما ما يثار هذا السؤال عند قراء الادب الروسي بشكل خاص .. ولئن سعى العديد من النقاد ألى الاجابة على هذا السؤال ..تبقى اجابات القراء هي الأهم ..ويبقى السؤال مطروحاً على الدوام من هو الاقرب لك : تولستوي بواقعيته أم دوستويفسكي بغرائبيته ؟ يقول البعض أن هناك نوعين من...
رغم كثرة المقاهي بمدينة خريبكة و رغم تناسلها المستمر، باعتبارها متنفسا لتمضية الوقت في مدينة داخلية لا تتعدد فيها البنيات الترفيهية و لا تقع في متناول كل العائلات بالمدينة و باعتبارها أيضا مشاريع استثمارية تستقطب المستثمرين ،-رغم ذلك- لا يوجد و لا مقهى ثقافي رسمي واحد بالمدينة ، مقهى يبرمج...
قدرنا أن نفجع من حين لآخر بفقد أعزة أعلام ، ورواد نبغاء ، فالموت يعصف من حين لآخر بكل من ذبلت ثمرته ، ليقطفها وقد آن أوان ذلك ،تصديقا لقوله تعالى :" إذا جاء أجلهم فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون " ( يونس ) ، فلا يملك المرء غير الاتعاظ من مثل هذه المفاجآت ، فيعمل على تخليد ذكره بجميل الأفعال وصالح...
الطير الذي تتذوق جناحاه طعم التحليق لن يتذوق التراب حتى يموت..! *** البذرة كسِر قلبها بَكت فاخضرّت. *** الشوارعُ بالأمس كانت تتضوّع بعطر التفاح اليوم بعطر البارود وغداً بالدم ونحن لن نذهبَ للعبِ في الزقاق أبداً...
الشعر العربي الحديث الذي تعرّض لحملة من الرفض والمنع، بحجة اعتدائه الفني على التراث العربي، فإن الرواية، كشكل أدبي طارئ على الثقافة العربية، تركت لتنشط، في ميدان الأدوات الفنية وحدها، بعيداً عن سلطة الحجر. غير أنها لم تسلم البتة من المس بموضوعاتها. وسوف ينجلي لمن يتابع مواقف عدد من المثقفين...
كلما اجتمع قوم في مجلس، وكانوا على مستوى واحد من الفطنة، بحثوا عن واحد من بينهم، يكون مختلفا عن الجميع يتخذونه موضوعا للضحك، أي “أضحوكة” ليتسلوا ويستمتعوا بالجلسة. والأضحوكة نوعان: نوعي فطري، يبرز في الأشخاص الذين يتميزون بطبع خاص ومختلف يميل إلى نوع من الهبل. أما النوع الثاني فيبرز فيمن يتجاوز...
علامة الخلود لأي أدب، أن يتصف – دوما – بسمتين أساسيتين، أولاهما: انطلاقه من رحابة فكر الإنسانية المطلق؛ فيتخلص من كل ما هو محليّ وعصريّ وطائفي ومذهبي، وهذا أساس خلود الأدب، وإن اتخذ من بيئة ما بشخصياتها وثقافتها وما فيها من خصوصيات تميزها، ولكن تظل القيم الإنسانية هي العلامات الأبرز في هذا...
الى معلّمي الاول (حمد بن الطيب) توطئة: للوهلة الأولى، كاد كاتب المقال أن يزيح العنوان المشار اليه أعلاه، ليستبد له ب «كيف يشكو من الظمأ من له هذه العيون». وهذه العيون، هي عيون الحوض المنجمي، عيون ماء وعيون مها (ومها قد تعني لا في لهجة سكان الحوض). وجب أن نشير منذ البدء، أنه يُعنى بالميزات...
معلمة الإنسان ما ليس يعلم = وقائلة ما لا يبوح به الفم وكامنة بين النفوس بداهة = وما علمت في مهدها ما التكلم ومخرجة الاوهام من ظلماتها = على أنها من سطوة النور تحجم ومسمعة الإنسان اشجان نفسه = فيطربه ترجيعها وهي تؤلم أعيدي على القول أنصت وأ ستمع = حديثاً له في نوطة القلب ميسم (1) حديثاً يناغيني...
((مادمنا على قيد الحياة ، فهذا مجرد يومٍ سيءٍ … آخر)) حورية كنت أحبو، وكان أول الأشياء صراخي ساعة رأيت وجه ابن عمتي (رياض) مبتسما وهو يهدهدني ثم يحملني إلى دار العروس (حورية). أخذنـّي من يديه وأجلسنـّي في حضن أمي جنب تلك الحورية البيضاء ذات الشعر الأحمر والأسنان البارزة على الرغم من كل ذلك...
«بلح الشام وعنب اليمن». يُضرَب بهما المثل في جميع البلدان العربية، باختلاف لهجاتها. تعود قصتهما إلى الزمن القديم، حين كان يشد التجار العرب الرحال مرتين في العام لجلب البضائع، مرة إلى الشام وأخرى إلى اليمن، في رحلتين ذكرهما القرآن الكريم في قوله تعالى: «إيلافهم رحلة الشتاء والصيف». دارت عجلة...
أعلى