مختارات الأنطولوجيا

عبد الفتاح كيليطو... حمّال الحكايا | سبق لمحمد برادة أن وضع إطاراً تعريفياً لجان بول سارتر، مفاده أن هذا الفيلسوف هو خلاصة ما قرأ. فسارتر الذي شغل العالم في فترة من الفترات بالنسبة إلى برادة هو نتاج معرفته، هو تلك القدرة الرهيبة على إعادة ترتيب هذه المعرفة، القدرة على تنضيد خزانة المقروءات...
في ملحقٍ مرهفٍ يختم به كتابه الملهم "لسان آدم" يعرب المفكّر المغربي عبد الفتاح كيليطو، أحد أحباب العربيّة الأوابين إلى رحابها عن حالة الحرقة التي انتابته لردود فعل النخبة الأكاديمية جرّاء صدور أول كتابٍ له بالعربية. كانت قد سبقت هذا الابن المستدرك على كبرٍ -أي الكتاب- مجلداتٌ بثاني الضرّتين...
"إن الشخصية المنحدرة من كتاب كل شيء فيه مقرر سلفا، ستصل في نهاية المطاف، إلى كتاب آخر تسجل فيه حكاياتها (الليالي)، كتاب بمثابة صدى وانعكاس للأول. هكذا يفرض المكتوب ذاته أولاً وأخيراً، بدءاً وختاماً". عبد الفتاح كيليطو، العين والإبرة، الفنك 1696، ص:154. نبش ينبش فهو نباش، هل تدرون ما معنى...
كيف يتصرف كاتبٌ أمضى سنوات طويلة في الكتابة حين يجد بالصدفة خطأً في كتابٍ كتبهُ منذ زمن؟ الأمر بسيط، يعترف بالخطأ ويقدّم اعتذارًا للقرّاء، أو يتجاهل الخطأ على أمل ألّا يجده أحد. كيف يتصرف الباحث والكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو حين يجد خطأً في أحد كتبه؟ يكتبُ مقالًا عن سيرة الأخطاء في الكتابة،...
(1 من 3) ما زال جبران خليل جبران يولد كلَّ يوم في خبر جديد، في طبعة جديدة لكتُبه، في ترجمة جديدة لأَحد مؤَلَّفاته الإِنكليزية، كأَنه يوم 10 نيسان/أَبريل 1931 مات ليولَدَ بعده كلَّ يوم أَحدث “ولاداته”: حديثٌ صحافيٌّ (على قلَّة أَحاديثه للصحافة) أَدلى به قبل 95 سنة للصحافية الأَميركية غلاديس...
كتبت عنوان هذا المقال بشكل عفوي، فالدفاع عن القلم في مواجهة السيف مسألة بديهية، في زمن باتت فيه البديهيات مهددة بل مغيبة ومنسية. أصبت بالإحباط وأنا أعيد قراءة عنوان هذا المقال، كيف ندافع عن كاتب مطروح على الأرض والدم ينزف من جميع أنحائه؟ هل تستطيع الكلمة أن تدافع عن نفسها بالكلمة؟ أذكر أنني...
السيدة نجاة سيدة لطيفة مهذبة من بقايا أسرة ارستقراطية عريقة .. تسكن قبالتى تمامًا .. هى وحيدة ، وأنا ـ لمؤاخذة ـ وحيد .. علاقتى بها شريفة جدًّا : " صباح الخير يا ست نجاة .. صباح النور يا شاعر " كنت أفاجأ بها قدامى واقفة على بسطة السُّلَّم .. تبتسم ابتسامة خفيفة ، وتبادلنى نظرة أو نظرتين قبل أن...
سلة وحيدة في العراء .. مثبتة في حائط ينتصب وحيداً في مواجهة الميدان الدائري الكبير .. كان المكان خلواً من المارة أو السكان، فيما عدا سيارات مارقة سريعة .. وقف وحيداً وسط هدير السيارات يتأمل السلة التي تقترب من الأرض على مقربة من أسفل الجدار، فيما بدا الجدار شاهقاً ، تزينه جدارية رائعة من الفن...
وأنا أجلسُ هذا الصّباح لأكتبَ، أوّل ما فعلته أنّي فكّرتُ في سلمان رشدي. فعلتُ ذلك كلّ صباحٍ لمدّة تقارب أربعة أعوام ونصف العام، وحتّى الآن يشكّل الأمر جزءًا أساسيًا من روتيني اليوميّ. أرفع قلمي، وقبل أن أشرع في الكتابة، أفكر في زميلي الروائيّ الموجود في الجانب الآخر من العالَم. أصلّي بأن يبقى...
هل هو تنفيذ لفتوى أم أنه فعل طائش ارتكبه شخص محبط عشيت بصيرته؟ في كلتا الحالتين، يعتبر الاعتداء على الكاتب رجس. فلا للأحد الحق في الاعتداء على حياة الغير. التقيت سلمان رشدي عام 2007 في نيويورك، كان قد دعاني إلى "مركز القلم الأمريكي"، وقبل ثلاث أو أربع سنوات جمعنا مع بعض البرنامج التلفزيوني...
1- ما تبقى لنا... ما تبقى منا: في ذكرى سميح القاسم خطر ببالي في ذكرى رحيل الشاعر سميح القاسم السؤال الآتي: ماذا تبقى من الشاعر بعد ثلاثة أعوام من الرحيل؟ لا يخطر السؤال السابق في ذهني في ذكرى غسان كنفاني أو في ذكرى محمود درويش أو في ذكرى ناجي العلي . ربما أثيره في ذكرى معين بسيسو أو عبد اللطيف...
لعل الذكرى الأولى من طفولتي الباكرة, تتمثل في حدث مؤلم ألم بي. فقد كان من العادة أن تخزن العائلة مئونتها السنوية من عصير الحصرم, بعد غسله وغليه ممزوجاً بكمية كافية من الملح, وصبه بعد ذلك في طبق نحاسي كبير يبرد فيه تهيئة لتعبئته في قنان أو علب مناسبة. ومن طرفي, كنت ذات يوم من أيام ذلك العمل...
حظيَ المقال النقديّ الذي نشرتُه أمس تحت عنوان " فنّ القصة القصيرة" باهتمام كبير لدى الأصدقاء والمتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي . وقد تجلّى ذلك بالثناء على مضمون المقال والتعليق عليه وكذلك بطلب كتابة مقالات أخرى ، بغية توضيح الأسس والمفاهيم التي وردت فيه من خلال الأمثلة القصصيّة المناسبة لها...
أتحدّى كلّ عُشّاق الكراسي .. مِنَ كراسي مجْلس القهرِ .. وكم قيه من المهر الخُماسي ! لابنة النّجم السُّداسي مجلس القهرِ وكم فيه قضايانا توارى ؟ ! خلف داء .. ودواء .. تتوارى فإذا الداء : يتامى و ثكالى وحيارى و الدواء يقتل أطفالا صغارا الجنازات إلى القبرِ نراها تتبارى هم يموتون حصارَا طلبوا من مجلس...
أعلى