قصة قصيرة

والليل قد بلغ منه الثلث أو الثلثان، ولم يكن هناك غيرى فى الشارع، والظلام قد اشتد ساعده فرمانى بأغنية تتحدث عن فوائد الاستحمام، فغنيت ولعلع صوتى فى السماء الدنيا. أما المواصلات فقد انقطعت منذ حين، وكانت هناك عربة آتية من المنحنى المظلم مسرعة. وقفت أمام العربة فاتحا ما بين ساقى فاردا ذراعى. فوقفت...
ما كان عبدٌ أعظم من سيّده .. لا ولن يكون ... هكذا تعلّمنا وسواد القوم دون سادتهم وأسيادهم .. فالناس مقامات ولو كبرتَ أو استكبرت فهناك دائماً من هو أكبر منك .. تلك القواعد من محفوظاتنا أيضاً ومن اعتلاك فانبطح تحته .. حافظ على حذائه لمّاعاً .. امسحه بأكمامك .. ويلكَ لا تتفل عليه قبل مسحه ...
ولما ألف جلوسها وقيامها في حضنه بعباءتها التي ترصع عجيزتها التمر بها، وكثر عضّهُ لعنقها الممرد بعطر السدر، ومل ساعداه رفعها وإنزالها على حصيره الخوصي الممزق في القيلولات، زهد فيها، وعاف جمالها القروي النادر فسرّحها، ونسي عُريها المشمس إذا استحمت بعد الفجر فوق سطح بيته الطيني.. آوتْ بعد انقضاء...
سطع نور نهار آيار ذهبياً مشرقاً من سراج شمس قوية ، ألمح تساقط الضوء الأشقر على بيوت محلتنا العتيقة ، سقوط أول أشعة شمس صبيحة الأول من آيار جعل لون الدور السكنية ذات الطابوق الجمهوري أصفرَ محاطاً بهالة من القدم ، وسط زقاقنا الضيق الزاهية حدائق منازله بأشجار السدر ومن على جانبيه تقف شامخة أشجار...
حيثيات التمرد: كان أهل زوباتيا يؤدون الصلاة السنوية، كما جاءت في كتاب المذهب الزوباتي. حينما انزلقت من بطن أمي, وأحسست بلزوجة ذلك السائل الذي لامسته بشرتي. ولم يفارقني ذلك الإحساس حتى لحظة كتابتي لتاريخ مملكة زوباتيا ممتثلاً لرغبة مولاتي المملكة. علمت فيما بعد، أن ذلك السائل اللزج الذي لامسته...
هنالك أحلامٌ تتخطى الأمنيات ويتحقق فيها كل شيء .. تتجاوز المعجزات وتصل إلى حدود المستحيل .. فهل هي ممنوعة يا ترى؟ كأنْ تحلُم بأنك فتحت مغارة علي بابا .. أو حصلت على فانوس علاء الدين السحريّ .. وبالتالي أصبح لديك ماردٌ يأتمر بأمرك ! ولكن من منا يستطيع التحكّم بأحلامه ؟.. فالحلم مهما طال .. هو...
أعرف أن العالم في قلبي .. مات لكني حين يكف المذياع وتنغلق الحجرات أنبش قلبي ، أخرج هذا الجسد الشمعي وأسجيه فوق سرير الألام أفتح فمه ، أسقيه نبيذ الرغبة فلعل شعاعاً ينبض في الأطراف الباردة الصلبه لكن تتفتت بشرته في كفي لا يتبقى منه .. سوى : جمجمة .. وعظام أمل دنقل ـــ يوميات كهل صغير السن...
كان زوج (توشيكو) دائم الانشغال،حتى في هذه الليلة، هبَّ مسرعا للحاق بموعد لديه، تاركا إياها تعود وحدها إلى المنزل بسيارة أجرة. ولكن ماذا تتوقع امرأة تزوجت ممثلا جذابا؟ لا شك أنه من الحمق أن تأمل في أن يقضي السهرة معها، رغم علمه بخوفها من العودة إلى ذلك المنزل الموحش بأثاثه الغربي وبقع الدم التي...
✍ قتل العديد من اقاربه في هجوم غادر من قبيلة أخرى ؛ لم يكن الصراع بين القبيلتين بمثل هذه الدموية من قبل ؛ ربما لم تكن تمضى سنة دون ان يخلف الصراع قتيلا او قتيلين ، اما هذا الاسبوع المشؤوم فقد خلف خمسة عشر قتيلا من طرف قبيلته فقط. اضطر للعودة من الخرطوم الى قريته ليشارك اهله تلقي العزاء في الموتى...
[وهو من كان قهراً عليك/أتى ليقول:أترك اللغو،/وأطمح إلى غير ما أنت فيه/خذ القلب لك/هي ذي الخاتمة/أنت لا ظل لك/أنت لا أهل لك..]..(ممدوح عدوان). *** لم تنفعه جهود زوجته،ولا عودة الحياة إلى الشوارع،ظلّ مذعناً للصمت،يسحق أعقاب السجائر حيثما تهبط أنامله،وكلما تلتجئ امرأته إلى...
كنتُ وصديقى "عزوز " إذا طالت جَلْستُنا في القهوة، ورغبنا في تناول العشاء، قصدنا "مطعم فورفاتلي " بشارع "عدلي " ...نفضله على سائر المطاعم ـ بالرغم من صغره وتواضعه، لعنايته بإعداد بعض الألوان الإيطالية الأصيلة. وأعلن "السنيور فورفاتلي " أنه سيحدثُ انقلاباً في مطعمه، يتناول كل شيء فيه بالتجديد...
قطع رجل - ذات يوم - بقضيب من حديد ذيل حية, فهربت الحية من بيته - واحتمت ببيت أرملة عجوز. قالت الأرملة العجوز - وكانت حكيمة - لنفسها: " حياتي في دجاجاتي.. فأنا أقايض صاحب الدكان - يأخذ البيض ويعطيني كيس الشاي وقرطاس السكر وعلبة الكبريت.. كذا الزبال يأخذ زبل دجاجي ويعطيني الإبرة وشلة الخيط وحفنة...
اسمه يتردد في كل المجالس. هيبته ترسم دائرة اللغز، ولا تحدد معالمها. قامته الطويلة جعلته الوحدة القياسية اﻷكثر استعمالا عند الأهالي. صوته الجهوري علامة حضوره المسجل لدى الصغار قبل الكبار. عنتر، إسم يتردد صداه عبر كل الكثبان الرملية التي تنتصب جنوبا لحراسة الصحراء والقرية. عنتر، الفارس الذي يقود...
لا أريد استكمال التمثيل في هذه المسرحية .. ولو أسندتم إليّ دور البطل !. أنا أعترض على النص الذي تبدّل عدّة مرات مذ وقّعْنا عقدَ العمل .. كان النصُّ الذي وافقنا وتدرّبنا عليه منبثقاً من إرادة الجماهير فيتفاعلون مع الممثلين .. وينزل المسرح إلى الشارع أو يصعد الشارع إلى المسرح ...فالمسرح نبض...
لأن الجوع كافر" فقد مضغنا العلقم وكان حلوَ الطعم فأكلنا حتى نزفت أحشاؤنا ديدانا زرقاء. ولأن الفقر نعمة كما قال أولو الأمر منا، فقد حمدنا الله كثيرًا، وقبَّلنا أكفَّنا عرفانًا، ولأن المرض يُذهب السيئات، فقد طلبنا المزيد حتى نضمن الجنة. ولأن الصبر مفتاح الفرج، فقد صبرنا ورفعنا أكفنا بالدعاء عسى أن...
أعلى