قصة قصيرة

[وهو من كان قهراً عليك/أتى ليقول:أترك اللغو،/وأطمح إلى غير ما أنت فيه/خذ القلب لك/هي ذي الخاتمة/أنت لا ظل لك/أنت لا أهل لك..]..(ممدوح عدوان). *** لم تنفعه جهود زوجته،ولا عودة الحياة إلى الشوارع،ظلّ مذعناً للصمت،يسحق أعقاب السجائر حيثما تهبط أنامله،وكلما تلتجئ امرأته إلى...
كنتُ وصديقى "عزوز " إذا طالت جَلْستُنا في القهوة، ورغبنا في تناول العشاء، قصدنا "مطعم فورفاتلي " بشارع "عدلي " ...نفضله على سائر المطاعم ـ بالرغم من صغره وتواضعه، لعنايته بإعداد بعض الألوان الإيطالية الأصيلة. وأعلن "السنيور فورفاتلي " أنه سيحدثُ انقلاباً في مطعمه، يتناول كل شيء فيه بالتجديد...
قطع رجل - ذات يوم - بقضيب من حديد ذيل حية, فهربت الحية من بيته - واحتمت ببيت أرملة عجوز. قالت الأرملة العجوز - وكانت حكيمة - لنفسها: " حياتي في دجاجاتي.. فأنا أقايض صاحب الدكان - يأخذ البيض ويعطيني كيس الشاي وقرطاس السكر وعلبة الكبريت.. كذا الزبال يأخذ زبل دجاجي ويعطيني الإبرة وشلة الخيط وحفنة...
اسمه يتردد في كل المجالس. هيبته ترسم دائرة اللغز، ولا تحدد معالمها. قامته الطويلة جعلته الوحدة القياسية اﻷكثر استعمالا عند الأهالي. صوته الجهوري علامة حضوره المسجل لدى الصغار قبل الكبار. عنتر، إسم يتردد صداه عبر كل الكثبان الرملية التي تنتصب جنوبا لحراسة الصحراء والقرية. عنتر، الفارس الذي يقود...
لا أريد استكمال التمثيل في هذه المسرحية .. ولو أسندتم إليّ دور البطل !. أنا أعترض على النص الذي تبدّل عدّة مرات مذ وقّعْنا عقدَ العمل .. كان النصُّ الذي وافقنا وتدرّبنا عليه منبثقاً من إرادة الجماهير فيتفاعلون مع الممثلين .. وينزل المسرح إلى الشارع أو يصعد الشارع إلى المسرح ...فالمسرح نبض...
لأن الجوع كافر" فقد مضغنا العلقم وكان حلوَ الطعم فأكلنا حتى نزفت أحشاؤنا ديدانا زرقاء. ولأن الفقر نعمة كما قال أولو الأمر منا، فقد حمدنا الله كثيرًا، وقبَّلنا أكفَّنا عرفانًا، ولأن المرض يُذهب السيئات، فقد طلبنا المزيد حتى نضمن الجنة. ولأن الصبر مفتاح الفرج، فقد صبرنا ورفعنا أكفنا بالدعاء عسى أن...
عندما التم الجمع المعتاد على قضاء سهرة الخميس في المطعم المكسيكي – دون بيبه – وضعت طاولة كبيرة في الوسط، ومن حولها طاولات رواد المطعم الآخرين، وقد شكلت هيئة أسود متحفزة للقفز . وبينما تقاطر المدعوون إلى الطاولة الكبيرة، كانت فرقة العزف تردد ألحاناً أندلسية شجية، ومن بين المنشدين هناك وجوه تلبس...
حتى الغرفة التي شهدت تساقط سنواتي الخمسين باتت كأي خراب من تلك الخرابات العديدة التي تشكلتُ في شرنقتها... فالجدران المفروشة بالبياض .. الذي الذي يذّكر بالضمادات الملفوفة على جسدي ..باتت مليئة بالثقوب السود ,تهمي باستمرار غبارا خانقا ينضح رائحة حديد صدىء!! ينفذ عميقا في انفاسي فاخالني كأنني...
جلستُ على المقعد الخَشبي اشعلتُ سيجارةً ودندنتُ باغنيةٍ خفيفةٍ كي استحثَ القطار فانا لا احب الانتظار ... وشيخٌ جَليلٌ استوى على المقعد الخَشبي جَنبي كَبّر ثَلاثاً ثم قال : اللهم نَسألكَ البِرَ والتقوى واشياءً كثيرةً اخرى كعَجِل لنا بالقطار والنفسُ أمآرةٌ بالسوءِ وكلُ ما حَوليَ إفكٌ وخُسار...
أصبحتُ أتكلّمُ كثيراَ بلا شكّ في الآونةِ الأخيرة ... وأُثرثرْ ... وأقولُ ما يُقال وما لا يقال... مع أنني بنتُ مجتمعٍ رضِعَ قلّة الكلام مع لبن الأمّهات..فالكلامُ السياسيّ عندنا محفوفٌ بالمخاطر .. والكلامُ الدينيّ قد ينتهي بضرب الأعناق .. وكلام الحبّ والعشقِ ترفضهُ الأعراف ... أما كلام البورصة...
ملحوظة قد لا تكون مهمة: تم استبدال عنوان هذه القصة من(الحفرة رقم خمسمائة)إلى(مزرعة الرؤوس) توافقاً لما يجري على ألسنة ناس بلدتي..(جلبلاء)..!! *** ما أن دخل القصّاب(عبد الله)إلى دكانه،شعر بوقع خطوات منتظمة تتبعه،وقف وتعوذ من الشيطان وهو يستذكر إصرار جاره(جار الله)،يوم أنبأه بحكاية...
انتهت السنة الدراسية، وتمثل ذلك الانتهاء في انتشار الدراجات الهوائية في الشوارع راكبًا عليها الأطفال الناجحين هدية لهم من آبائهم، وقد بدأ الأطفال فوق الدراجات يتعثرون في قيادتها ويسقطون من فوقها كفراخ العصافير في فصل الربيع تتعثر في طيرانها بالسقوط المتكرر.. وتمثل أيضا في الزحف العائلي إلى...
مضت سنوات طويلة ولم أحاول مسح الغبار عن أوراق الماضي .. وعندما حاولت في ذلك اليوم أن أنبش فيها ، وأنثرها لأجعل سطورها تلامس الضوء المتسرب من ثقوب تلك الستائر المسدلة. لفت نظري دفتر صغير مغلّف بطريقة طفولية بريئة وفي وسطه ورقة ملصقة عليها .. وهي مأخوذة من دفتر مدرسي مكتوب عليها بالحبر الأخضر...
أصبح للصراصير مقامٌ بيننا .. وتُعطى لها صدور المجالس .. واصبح للصراصير وزنٌ .. فترجح كفتها أنّى حلّت ... رحِمَ الله زماناً كانت تُقتل فيه في زوايا البيوت بالقباقيب والشباشب... رحم الله زماناً كانت فيه الصراصير مُقرفة تبعث على الغثيان .. إنّ العفنَ المتراكم في البيوت هو الذي دفع الصراصير...
[ ليأت الليل ولتدق الساعة / وتمضي النهارات وأبقى أنا / تمر النهارات وتمر الأسابيع / لا زمن ماضٍ / ولا الحب يعود..] (أبولينير) *** كل مساء، ما أن يستلقي على سريره، تسكنه فكرتان، رغم وقع الحزن، تغمرانه بنشوة ذات مساء أطربته، فكرتان تؤنسانه، تشكلان معاً أملاً قائماً، ما يزال يحدوه هاجس...
أعلى